أب لطفلين وينتظر الثالث.. من هو ضابط نيويورك ضحية الهجوم المسلح؟

في مساء الإثنين 21 تموز/يوليو، عاشت مانهاتن صدمة دامية إثر إطلاق نار جماعي في قلب الحي التجاري أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.
من بين ضحايا حادث مانهاتن ضابط شرطة نيويورك ديدارول إسلام، البالغ من العمر 36 عاماً. الضابط الراحل، أب لطفلين وزوجته في شهرها الثامن بطفلهما الثالث، كان يعمل في وظيفة أمنية إضافية لدى شركة «رودين مانجمنت» لتأمين مستقبل عائلته، مرتدياً زيه الرسمي أثناء الحادث.
إسلام، الذي التحق بشرطة نيويورك في كانون الأول/ديسمبر 2021، يخدم في الدائرة 47 بمنطقة برونكس. مساء الهجوم، كان يحرس مبنى في 365 بارك أفينيو يضم مكاتب «بلاكستون» و«NFL» عندما باغته المهاجم شين تامورا، البالغ من العمر 27 عاماً من لاس فيغاس، حاملاً بندقية هجومية من طراز M4 مزودة بكاتم صوت ومنظار وحزام. تبادل إسلام إطلاق النار مع المسلح، لكنه أصيب في الظهر وسقط قتيلاً.
بدأت المأساة في الردهة عند الساعة 6:30 مساءً بالتوقيت المحلي حيث تواجد نحو 30 شخصاً، قبل أن يتوجه المهاجم إلى الطابق الثالث والثلاثين حيث أطلق النار على نفسه. مفوضة شرطة نيويورك جيسيكا تيش أكدت أن «المهاجم المنفرد تم تحييده والموقع أصبح آمناً»، فيما أظهرت مقاطع فيديو عناصر الأمن وهم يحاصرون المكان ويخلون الضحايا.
أُلقي القبض على رجل وامرأة في الموقع، وكانت المرأة مصابة في رأسها بينما صاح الرجل: «فلسطين حرة، لست مطلق النار». شهود عيان وصفوا المشهد بـ«وابل من الرصاص وكأنه سلاح أوتوماتيكي عالي السعة»، بينما أظهرت صور مسربة السلاح الملطخ بالدماء. وأفادت تقارير «إن بي سي نيوز» أن التحقيقات تبحث في احتمال استهداف مكاتب «NFL» بشكل محدد.
انهالت التعازي فور الحادث، إذ قال عمدة نيويورك إريك آدامز في مؤتمر صحفي: «كان يفعل ما يجيده، يحمي حياة الآخرين. مهاجر من بنغلاديش أحب هذه المدينة وكان معروفاً بإيمانه بالله وحرصه على حياة مستقيمة»، وأكدت المفوضة تيش أن «إسلام سقط كما عاش: بطلاً».
رئيس رابطة ضباط الشرطة باتريك هندري وصف الخسارة بأنها «مدمرة»، مضيفاً: «كان ضابطاً مجتهداً يعمل بلا كلل لتأمين حياة أسرته، سواء عبر العمل الإضافي أو أي سبيل آخر». ونشرت منظمة «إي إم إس فرست» رسالة مؤثرة عبر «إنستغرام»: «هذا المساء، هناك كرسي فارغ على مائدة العشاء. هذا المساء، عائلة تنعى خسارة لا تُقاس. هذا المساء، ضحّى بطل بحياته بلا مقابل في أداء الواجب».
المهاجم شين تامورا، الذي نشأ في هاواي وكان لاعب كرة قدم في المدرسة الثانوية، اقتحم المكان مرتدياً سترة رسمية وقميصاً بأزرار، ما أثار ذعراً بين الموجودين. التحقيقات مستمرة لمعرفة دوافعه، وسط صدمة المدينة التي لا تزال تحت تأثير الحادث.
الحاكمة كاثي هوشول والنائب العام ليتيسيا جيمس أعربتا عن تضامنهما مع الضحايا، فيما أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» مشاركته في التحقيق. وأصدرت شركة «كيه بي إم جي»، التي تشغل مكاتب في المبنى، بياناً جاء فيه: «قلوبنا مع الضحايا وعائلاتهم، ونحن ممتنون لشجاعة عناصر الأمن».