كتب بـ"دماء سليماني".. إيران تسمم عقول الأطفال
رأس حربة مليشيات الحرس الإيراني لزعزعة استقرار الشرق الأوسط والعالم، ويدان ملطختان بدماء الأبرياء تمتد عقب مقتله لتسمم عقول الأطفال والأجيال المقبلة.
قاسم سليماني؛ القائد السابق لفيلق القدس بمليشيات الحرس الثوري الإيراني، شكل على مدار سنوات آفة تنشر مليشياته الخوف بالمنطقة العربية، ما جعله تهديدا ترى الولايات المتحدة الأمريكية الحاجة الأكيدة للقضاء عليه.
لكنه بالنسبة للأطفال الإيرانيين، تزور السلطات الإيرانية تاريخه حيث تقدمه على أنه "العم قاسم" وذلك في الكتب المدرسية التي أقرها نظام المرشد علي خامنئي، واصفة إياه بـ"نصير السلام"، بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية.
ومنذ مقتله منذ عامين في غارة أمريكية بطائرة مسيرة بالعاصمة العراقية بغداد، كان سليماني العقل المدبر للعمليات العسكرية الخارجية لإيران، موضوع ثلاثة من كتب الأطفال، بينها: "الحاج قاسم"، وأخرى تقوم شخصية الأب فيها بجمع أطفال اليمن ولبنان وفلسطين والعراق للمساعدة في مقاومة "قوات الغزو".
وطبقا للصحيفة البريطانية، تأتي القصة في أعقاب "عم قاسم"، التي تتحدث عن مزاعم إخلاصه لأطفال إيران، و"أنا سليماني"، وهي رواية خيالية عن حياته.
وقالت الصحيفة البريطانية إن كل ذلك بعيد تماما عن عمل سليماني الملطخ بالدماء في إدارة المليشيات الطائفية بالعراق وسوريا، واتهامه بالتورط في أهوال وعمليات قتل جماعي في سوريا، حتى إنه وقت مقتل سليماني، قال رئيس الوزراء بوريس جونسون إن "يديه ملطخة بدماء القوات البريطانية".
وأضافت "الجارديان"، قائلة، إن "سليماني دفن على أنه "شهيد في أكبر موكب جنائزي في طهران منذ وفاة الخميني، مؤسس إيران".
ونقلت الصحيفة عن آراش عزيزي، الذي ألف كتابا غير معتمد عن سليماني تحت عنوان "قائد الظل"، إن طهران تحاول نشر دعايتها للأطفال لتشكيل أجيال جديدة تشاركها أساطيرها، وهذا يفسر سرعة إدراج سليماني في كتب جميع المستويات الدراسية، من الابتدائية إلى الثانوية.
وبالنسبة للكثير من الإيرانيين، يعتبر ذلك إهدارا للمال، خاصة خلال أزمة اقتصادية، حيث قالت إلهام، وهي معلمة للمرحلة الابتدائية في طهران، إن أولويات الناس العادية مختلفة.
وأضافت: "الأطفال ليس لديهم حتى حجرات دراسية مناسبة، ومع ذلك ينفقون (السلطات) المال باستمرار على هذا النوع من الأشياء، وكأن التلفزيون ليس كافيا ليجعل من قاسم مثلا أعلى".