5 حوادث قتل وحرق في أسبوع.. الجرائم تهز الجزائر
الجزائر شهدت طوال أسبوع واحد جرائم قتل وحرق بشكل غير مسبوق آخرها بمحافظة تمنراست بعد العثور على جثة طالبة محروقة بقمامة
لم تكن حادثة اختطاف وقتل وذبح وحرق البنت شيماء الوحيدة التي هزت الرأي العام الجزائري، فقد سجلت البلاد 4 جرائم أخرى في أسبوع واحد مشابهة في تفاصيل النهاية المأساوية للضحايا.
آخر تلك الجرائم، كان السبت، بعد عثور مصالح الحماية المدنية (الدفاع المدني) بمحافظة تمنراست الواقعة في أقصى الجنوب الجزائري على جثة فتاة محروقة وفي حالة متقدمة من التعفن.
وكشفت وسائل الإعلام المحلية أن الجثة عثر عليها بالقرب من مكان مخصص لرمي القمامة قريب من إقامة جامعية للبنات، وهو ما يعزز فرضية أن القتيلة طالبة بجامعة المدينة.
وسارعت قوات الدفاع المدني لنقل جثة الضحية للمستشفى لمباشرة تشريحها من قبل الطبيب الشرعي، وسط تعزيزات أمنية من قوات الدرك.
والأربعاء الماضي، عثر الأمن الجزائري على جثة امرأة تبلغ من العمر 31 عاماً بمنطقة "العلمة" التابعة لولاية سطيف (شرق).
وكانت الجثة التي وجدت بغابة المنطقة مغطاة بعجلات مطاطية لإخفاء الجريمة "محروقة الوجه".
وكشف تقرير الطبيب الشرعي تعرض المرأة للقتل بحرق وجهها، وبطعنة على مستوى البطن بسلاح أبيض، دون أن تتعرض للاغتصاب أو إصابات أخرى في بقية جسمها وفق التقرير الطبي.
وفي الوقت الذي سارعت فيه الشرطة لتطويق مكان الجريمة ولأخذ البصمات، كشفت مصالح أمن مدينة العلمة عن تسليم المتهم نفسه، واعترف بحرق تلك الشابة لكنه نفى قتلها، مبرراً ذلك بمحاولته وضع حد لعلاقتهما بعدما تزوج من فتاة أخرى.
ووفق إفادة المعني، فقد تنقلت المرأة من مدينتها للقاء صديقها ليوضح لها أسباب تراجعه عن الزواج بها، "قبل أن تفاجئه بالانتحار في سيارته باستعمال سكين"، الأمر الذي دفعه لإحراقها بغرض إخفاء جثتها وقام بردمها تحت عجلات مطاطية كانت بسيارته.
والخميس، شهدت الجزائر جريمة قتل أخرى بمحافظة خنشلة الواقعة شرقي البلاد، بعد قيام رجل يبلغ من العمر 71 عاماً بقتل زوجته بالرصاص.
ولم تعرف بعد الدوافع التي أدت بالزوج لقتل زوجته، إلا أن ما توفر من معلومات عن الجريمة، هو وفاة الزوجة مباشرة بعد أن أطلق عليها زوجها رصاصتين من بندقية الصيد.
ويبدو أن الزوج كان يعاني من اضطرابات نفسية، حيث قام بإحراق نفسه باستعمال البنزين بعد قتله زوجته، فيما بقي وضعه الصحي خطراً بالعناية المشددة.
وفي اليوم ذاته، عثر الأمن الجزائري على جثة سيدة تبلغ من العمر 38 عاماً على مقربة من سد بمدينة "تاقسيت" التابعة لمحافظة تيزيوزو.
ولم يتم الكشف عن سبب مقتل السيدة، فيما سارعت قوات الدفاع الذاتي لنقل جثتها إلى المستشفى في انتظار صدور تقرير الطبيب الشرعي عن ملابسات الوفاة.
وفي الوقت الذي أثار فيه تكرار الجرائم من هذا النوع غير المسبوق في البلاد رعب العائلات الجزائرية، يتواصل مسلسل اختفاء الأطفال والمراهقين، حيث وجهت، الخميس الماضي، عائلة من ولاية وهران (غرب) نداء لمساعدتها في البحث عن ابنتهم التي اختفت منذ الثلاثاء الماضي.
ونشرت العائلة صور البنت "نوال" البالغة من العمر 12 عاماً، فيما لم يتأكد بعد إن كان للأمر علاقة بالاختطاف أو بقصة أخرى.
واهتزت الجزائر، الأسبوع الماضي، على وقع جريمة نكراء راحت ضحيتها الفتاة شيماء التي تبلغ 19 عاما، من قبل مجرم، نفذ جريمته بعد خروجه من السجن بيومين فقط.
وقام المجرم بالانتقام من شيماء بعد أن أبلغت عنه الشرطة في قضية اغتصابها سنة 2016، ليصدر حكم بسجنه 3 سنوات، ليقتادها بعد ذلك إلى محطة بنزين مهجورة ويعتدي عليها بالضرب واغتصابها للمرة الثانية، ثم يقتلها بسلاح أبيض، قبل أن يقوم بحرق جثتها لإخفاء جريمته.
وتمكنت شرطة العاصمة الجزائرية من توقيف المجرم الذي اعترف بفعلته، وتقرر محكمة العاصمة وضعه رهن الحبس المؤقت في انتظار محاكمته بتهمة القتل العمد والاغتصاب والحرق.
وطالبت والدة شيماء بـ"الكف عن استغلال قضية ابنتها لأغراض سياسية"، واتهمت جهات لم تسمها بـ"محاولة تأجيج الوضع وتشويه صورتها البريئة".
ومع تكرار الجرائم بهذا الشكل البشع والمتزامن، خرجت مطالب شعبية بضرورة تطبيق القصاص على الجناة وإعادة تفعيل عقوبة الإعدام على المجرمين، معتبرين أن تساهل القانون معهم أدى إلى ارتفاع منسوب الجريمة في البلاد.
وأعرب آخرون عن صدمتهم لما يحدث في الجزائر، ولم يجد كثير منهم إلا التعليق عبر مواقع التواصل بـ"يا لطيف الطف.. ماذا يحدث في البلاد؟".