مؤسس أكبر بورصة عملات رقمية بالعالم يستعرض في متحف المستقبل رؤيته
يستضيف متحف المستقبل في دبي في 24 فبراير/شباط تشانبينج زاهو، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة باينانس، أكبر بورصة عملات رقمية بالعالم.
وذلك ضمن الجلسة الحوارية الأولى في سلسلة حوارات نوعية يُنظمها المتحف مع عدد من أبرز الخبراء والعلماء والمختصين في شؤون المستقبل، تحقيقًا للأهداف المرسومة له ليكون منصة لدراسة المستقبل وتصميم أفكاره وخلق نقاشات علمية معمّقة حول اتجاهاته في كافة القطاعات العلمية والتنموية والإنسانية.
ويستعرض "زاهو" في حواره المتاح مجانًا للجميع شرط التسجيل المسبق عبر الموقع الإلكتروني https://talks.museumofthefuture.ae/، تجربته التي بدأت من خلال بناء أنظمة التداول الواسع النطاق لصالح شركات الوساطة المالية في بورصات وول ستريت قبل أن يطلق "باينانس" التي وصلت قيمة التداولات عليها إلى ترليوني دولار في حين باتت عملها المشفّرة المعروفة باسم BNB في المركز الثالث عالميا من حيث الحصة السوقية، كما يقدم رؤيته الاستشرافية لمستقبل العملات المشفرة في عالم الغد والتطبيقات المستقبلية لها وتكنولوجيا بلوكتشين والدور المحوري لدبي في صنع مستقبل القطاع إقليمياً ودولياً.
حياة ملهمة عنوانها الابتكار
وتعتبر قصة حياة ونجاح زاهو، وهو رجل أعمال صيني – كندي، نموذجاً ملهماً للشباب لمواجهة التحديات وتحقيق أحلامهم، فقد عاش طفولة متواضعة مع أسرته بعد انتقالهم من الصين إلى كندا، واضطر للعمل في المطاعم خلال شبابه قبل أن تُتاح له لاحقا فرصة دراسة علوم الكمبيوتر التي ترافقت مع اهتمامه الكبير بأسواق المال.
وكانت الخطوة الأولى له في عالم العمل المستقل بمجال التداولات تأسيس شركة "فيوجن سيستمز" في مدينة شنغهاي الصينية، والتي أنتجت عددا من أسرع أنظمة التداول الرقمية في العالم.
وكان زاهو أحد أعضاء الفريق المؤسس لشركة "بلوكتشين إنفو" قبل أن يتولى لاحقاً منصبا كبيرا لدى شركة "أوكي كوين" للعملات المشفرة ليغادرها لاحقا معلنا عام 2017 تأسيس شركة بينانس بعد جمع 15 مليون دولار من خلال طرح أولي قائم على عملات مشفّرة، وخلال ثمانية أشهر تحولت الشركة إلى أكبر بورصة للعملات المشفّرة في العالم من حيث حجم التداولات، ليعود زاهو عام 2018 ويطلق "باينانس سمارت تشين" ،وتبلغ ثروة زاهو حاليا 96 مليار دولار، ما يجعله أثرى رجال الأعمال في كندا وصاحب المرتبة 14 على قائمة أثرياء العالم الصادرة عن وكالة بلومبرغ، كما يحتل زاهو المركز الثالث عالمياً بين أكبر أثرياء العالم في مجال العملات المشفّرة وفقا لمجلة فوربس.
شغف بدبي وتجربتها الرائدة
وتجمع زاهو بدبي قصة طويلة من الإعجاب بتجربة المدينة الرائدة والفرص الكبيرة التي تقدمها لتمكين المبدعين والمبتكرين ومساهمتها الرائدة في صنع مستقبل الإنسانية وصياغة تصوراته.
وكان زاهو قد أعلن في نوفمبر الماضي أنه ابتاع شقة في دبي التي وصفها بأنها "مدينة صديقة للحلول المالية المشفّرة" مشيدا برؤية حكومتها المستقبلية وبيئة الأعمال فيها، وأضاف زاهو في تصريحات له خلال مؤتمر سنغافورة آنذاك أن شراءه الشقة جاء لرغبته بإظهار مستوى التزامه بالعلاقة مع دبي. وشكّل إعلان زاهو حدثاً جذب أنظار العالم، إذ من المعروف عنه أنه كان سابقا يصر على عدم امتلاك أصول ثابتة مثل المنازل والسيارات.
وتعدد أوجه التعاون بين زاهو وشركته الرائدة، باينانس، وبين دبي بجهاتها الحكومية والاستثمارية المتعددة، ففي نهاية 2021، وقّعت سلطة مركز دبي التجاري العالمي، اتفاقية تعاون مع باينانس، بهدف تأسيس منظومة متكاملة لقطاع الأصول الافتراضية تسهم في تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي رائد في هذا القطاع الواعد وتحقيق نمو اقتصادي طويل الأجل من خلال الابتكار الرقمي، في خطوة أعقبت الإعلان عن تحويل مركز دبي التجاري العالمي إلى منطقة متكاملة لدعم تنظيم الرقابة على الأصول الافتراضية والمشفرة ومنتجاتها وتبادلاتها الرقمية ومشغليها في الإمارة.
كما اختارت باينانس مدينة دبي لتنظيم أكبر مؤتمراتها المتخصصة في مجال تعاملات "بلوكتشين" الرقمية خلال الفترة من 28 إلى 30 مارس المقبل، في حدث سيجذب كبار خبراء القطاع من المنطقة والعالم.
سلسلة جلسات رائدة
وتأتي جلسة تشانغبينج زاهو في إطار سلسلة من تسع حوارات يعتزم متحف المستقبل عقدها بدءا من 24 فبراير وتستمر حتى 29 مارس، مباشرة في قاعة المتحف، وهي متاحة مجاناً للجميع شرط التسجيل المسبق عبر الموقع الإلكتروني https://talks.museumofthefuture.ae/.
وتتمحور هذه الحوارات، التي يتحدث خلالها خبراء عالميين مختصين بالمستقبل ورؤساء تنفيذيين ونخبة من روّاد الأعمال، حول مواضيع عدة تناقش الفرص في مجال العملات المشفّرة والرموز غير القابلة للاستبدال NFT، والدور الذي تلعبه مدينة دبي في الاستثمار في المستقبل، ومستقبل الواقع المختلط، وواقع العالم العربي والعلوم، ومستقبل التنقل، والدور الذي تلعبه تقنية الميتافيرس في تغيير العالم، إضافة الى مستقبل قطاع التكنولوجيا وحالة العالم عام 2022.
وتهدف الحوارات إلى البحث في صناعة المستقبل وتعزيز قدرة المؤسسات البحثية على استشراف المستقبل، إلى جانب الاحتفاء بالنوابغ والعلماء ومأسسة المستقبل وتصميمه وصناعته بما يعكس دور المتحف الذي يمثل مركزاً فكرياً عالمياً يجمع الشركاء الدوليين والمؤسسات البحثية المتخصصة لدراسة التحديات الحالية والمستقبلية بعمق وجرأة لتقديم حلول جديدة ومبتكرة.
ويشكل متحف المستقبل معرضاً دائماً لاستعراض جوانب مختلفة من مستقبل البشرية وأهم التقنيات التي تنتظر البشرية في العقود المقبلة، ويجسد المتحف الخيال البشري النشط الذي لا يتوقف عن الإبداع والابتكار، من خلال منتدياته ونقاشاته التي تسعى إلى بحث واستقصاء أحدث ما توصل إليه العقل الإنساني، وآخر الأبحاث حول مستقبل البشرية في كافة القطاعات.