مسارح على شرفات لبنان.. "عيد الموسيقى" يكبح كورونا
المعهد الثقافي الفرنسي في بيروت أطلق حملة بعنوان "عيد الموسيقى عالبلكون" داعيا الموسيقيين الهواة والمحترفين إلى الاحتفال
تحولت شرفات لبنانيين كثر من الشمال إلى الجنوب مرورا بالساحل والبقاع والجبل والعاصمة بيروت، الأحد، لمناسبة اليوم العالمي للموسيقى الذي تحتفل به 130 دولة في أنحاء العالم، إلى شبه مسارح تبث الأمل مع نغمات من الروك والبلوز والتكنو والكلاسيك والطرب العربي واللون البدوي والجاز والبوب.
وكان المعهد الثقافي الفرنسي في بيروت أطلق حملة بعنوان (عيد الموسيقى عالبلكون) داعيا اللبنانيين وخصوصا الموسيقيين الهواة منهم والمحترفين إلى الاحتفال بهذا العيد الذي يحييه لبنان سنويا منذ 20 عاما، كل من موقعه حفاظا على الصحة ومنعا لانتشار فيروس كورونا المستجد.
لكن الاحتفال كان مشروطا هذا العام، فلا حفلات ولا مهرجانات بل على من يريد المشاركة أن يصور نفسه وهو يعزف أو يرقص على موسيقى يحبها ويرسل الفيديو إلى صفحات المعهد الفرنسي.
وكان المعهد يبث طوال المساء وحتى منتصف الليل فيديوهات لفنانين محترفين وهواة عزفوا في بيوتهم وعلى شرفاتهم أو في مساحات خضراء بالقرب من بيوتهم أنواعا مختلفة من الموسيقى اللبنانية والمصرية والبدوية والعالمية.
وتابع هذه الفيديوهات المباشرة منها والمسجلة آلاف من محبي الموسيقى وتفاعلوا معها على الإنترنت.
شارك في هذا الاحتفال عشرات الفنانين المحترفين مثل الملحن والموزع جي مانوكيان الذي عزف في بث مباشر عند مغيب الشمس من بيته على البيانو لحن أغنية (لا بوييمو) لشارل أزنافور، وكذلك بشار مارسيل خليفة، ونجم برنامج (ستار أكاديمي) 2011 جيلبير سيمون، ونجم برنامج (ذا فويس) أنطوني توما، ونجم الأندرجراوند اللبناني زيد حمدان مع المغنية السورية لين أديب، وغيرهم.
وكان من اللافت مشاركة الأطفال الصغار مثل الطفلة ليلا (4 سنوات) التي غنت مع أمها أماندا بصوت حنون أغنية (ما هي الحياة) وكذلك مشاركة هواة من كشافة لبنان ومجموعة مراهقين عزفوا في إحدى الغابات الجبلية (ألف ليلة وليلة) لبليغ حمدي التي غنتها أم كلثوم إضافة إلى مشاركة طلاب من المعهد العالي للموسيقى مثل ريبيكا زغيب التي عزفت على الكمان لحن "بغنيلك يا وطني" لأسامة الرحباني.
وقالت الملحقة الثقافية والفنية بالمعهد الثقافي الفرنسي في بيروت بنديكت فينييه لرويترز: "عيد الموسيقى وُجد أصلا للتشجيع على الإبداع والحرية وأن تكون الموسيقى للجميع، من هنا أتت فكرة العزف وعيش الموسيقى هذا العام من على الشرفات والحدائق لنؤكد ديمقراطية الموسيقى في زمن الوباء".
وأضافت: "لطالما كانت الشرفة في الهندسة المعمارية الحديثة في بيروت مكانا مهما للتفاعل وعلاقة السكان مع الخارج، لكن هذه العلاقة انبترت في السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع نسب التلوث الصوتي والبيئي وروائح القمامة وغيرها، لكن من خلال هذه التظاهرة نعيد اليوم الاعتبار لأهمية الشرفات والتواصل ولو عن بعد، وللأماكن العامة التي أصبحت شبه مفقودة خصوصا في بيروت".
وأوضحت أن المعهد قرر في ظل هذه الظروف تقديم دعم لموسيقيين مستقلين يجمعون ألوانا موسيقية مختلفة وهم كريم خنيصر وفرقة (ريكلوز بلوز) وفرقة (كينيماتيك) والمغنية والمؤلفة الموسيقية باولا إبراهيم المعروفة باسم (بوول).
وعن تجربتها هذا العام مع اليوم العالمي للموسيقى قالت باولا إبراهيم: "كل سنة كنت أشارك بعيد الموسيقى في حفلات صاخبة، لكن هذا العام كانت مشاركتي مختلفة من مصطبة بيتي من مساحتي الخاصة والحميمة، حيث أكتب أغنياتي، وقد فتحت هذه المشاركة الإلكترونية آفاقا ونوافذ جديدة على جمهور جديد لا يعرفني".
aXA6IDE4LjE4OC4yMjMuMTIwIA== جزيرة ام اند امز