"المحفل" يفتتح أولى حفلات مهرجان قرطاج الدولي (صور)

انطلقت فعاليات الدورة السابعة والخمسين من مهرجان قرطاج الدولي بعرض للفنان التونسي الفاضل الجزيري بعنوان "المحفل".

وتتواصل فعاليات الدورة السابعة والخمسين حتى 19 أغسطس/ آب المقبل بمشاركة 26 عرضا من بينها 15 عرضا تونسيا.

وفي جو بهيج، يعيد إحياء الأعراس التونسية وبالركوب على الخيل، كانت الانطلاقة للمهرجان الذي حضر افتتاحه سفراء عدة دول مع حضور وزيرة الثقافة التونسية حياة قطاط.

وانطلق الحفل، الذي استقبل نحو 8000 متفرج، بالقرع على الطبول وبتقديم مشهد راقص مميز.

وشارك في هذا العرض قرابة 120 عنصرا بين عازفين ومنشدين وراقصين ومغنّين تونسيين من بينهم نور شيبة وآمنة الجزيري ويحيى الجزيري ونضال اليحياوي ومحمد العايدي ومحمد علي شبيل وغيرهم.

وقدم الفنانون أغاني تراثية بدوية تعيد التونسيين بالذاكرة إلى أغاني حفلات الزفاف التقليدية البدوية من صوفية وأغان تتغنى بالحب والفرح، يتم تقديمها في الأعراس التونسية التقليدية على غرار "بجاه الله يا حب اسمعني" و"بين الوديان" و"ساق نجعك" و"هز حرامك" و"محفل جربة" وغيرها.

و"المحفل" هو عرض فرجوي أعاد تجسيد طقوس الأعراس البدوية التونسية وذلك تثمينا لهذا التراث اللامادي برؤية معاصرة.

والمحفل يعني أخذ العروس إلى بيت زوجها، والمحفل اصطلاحا هو عبارة عن مجموعة نساء متجمّلات، بأبهى ما لديهن من اللّباس والحلي، يتجمعن بالمناسبات الاحتفاليّة كالعرس في شكل موكب يترجّل باتّجاه بيت الاحتفال، ويكون ذلك بطريقة متوارثة ومعلومة لدى أهل البوادي، وهي أن تضع النّسوة على رؤوسهن لحافا أحمر اللون كبير الحجم، عادة ما يكون الزّى البدوي التونسي.

ومزج الجزيري في حفله بين الموسيقى التقليدية والحديثة حيث تم توظيف أنماط فنية متنوعة، تجمع بين الموسيقى الشعبية الفولكلورية التونسية وموسيقى الروك والبلوز والجاز وغيرها.

وعرض "المحفل" هو إنتاج مشترك بين مركز الفنون جربة (خاص) ومسرح الأوبرا بمدينة الثقافة (حكومي).

وقال فاضل الجزيري مخرج عرض افتتاح الدورة 57: "محفل هو عرض فرجوي يعيد بناء طقوس الأعراس البدويّة في مناطق مختلفة من البلاد التونسية ويُثمّن هذا التراث اللامادي برؤية معاصرة، وفيه مراوحة بين آلات تقليدية وأخرى حديثة".

وأكد في تصريحات لـ"العين الاخبارية" أن هذا المشروع كان عبارة عن عمل درامي يحكي سيرة المناضل التونسي في عهد الاستعمار الفرنسي محمد الدغباجي الذي أعدم سنة 1924.

وأضاف: "وقد انطلق العمل عليه منذ عامين، لكن في رحلة البحث عن الموروث الموسيقي التونسي الضخم قرّرنا تحويل المسلسل الدرامي إلى مشروع فني".

وأكد أنه التقى عددا من الفنانين من مختلف المحافظات التونسية للبحث عن الأغاني المنسية من الذاكرة الجماعية موضحا: "أردنا من خلال العرض مواكبة مختلف الأنماط الفنية المتنوعة، تجمع بين الإيقاعات التونسية التقليدية التي أسست للتاريخ الموسيقي التونسي، على غرار الجربي، الفزاني، العلاَجي والغيطة والسعداوي والدرازي وبوزيقة، والشاوي والمربع وبو نوارة إضافة لمزجها مع الموسيقى الحديثة الروك والبلوز والجاز وغيرها".

وأكد مخرج محفل أن عمله يختلف عن بقية الأعمال التي قدمها طيلة 3 عقود.

.والفاضل الجزيري هو فنان مسرحي تونسي قدم عدة عروض مسرحية أبرزها "غسالة النوادر" و"عرب" و"الكريطة".

كما قدم عروضا فرجوية صوفية على غرار "الحضرة" و"نوبة"، ومن الأسماء الفنية التي ستكون حاضرة في هذه الدورة الفنان التونسي صابر الرباعي والفنان اللبناني راغب علامة والفنان السوري ناصيف زيتون والفنانة لطيفة والفنانان المصريان أحمد سعد ومحمد حماقي.