موسيقى بنغمة "مرعبة".. لماذا يغني ألمان أغنية "بوتين"؟

لا يتخيل أحد أن يغني ألمان، أغنية تحتفي بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في قلب ألمانيا، ووسط كل هذا التوتر بين موسكو والغرب.

لكن رئيس هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" في ألمانيا، أقر بهذا الواقع في مقابلة صحفية، نشرت اليوم الأحد، وشرح الجانب المرعب والمقلق منه، وفق القراءة الألمانية.

ويعيش العالم منذ أكثر من 6 أشهر توترا متزايدا بين روسيا من جهة، والغرب من جهة أخرى، على خلفية العملية الروسية المستمرة في أوكرانيا. 

رئيس هيئة حماية الدستور، توماس هالدينوانج، تحدث عن جانب من هذا التوتر، وهو الدعاية الروسية في بلاده، وقال إن الحكومة الروسية ترعى نشر هذه الدعاية بشكل غير مباشر. 

وأوضح أن روسيا ترعى هذه العناية، "بشكل غير مباشر فقط"، موضحا في مقابلته مع صحيفة "بيلد" الألمانية، أن "روسيا وسعت بشكل كبير من أنشطة التضليل في ألمانيا وتنشر الدعاية هنا".

ومضى قائلا: "تتضمن الروايات الروسية أن الناتو فرض الحرب على روسيا وأن العقوبات الغربية على موسكو، هي المسؤولة عن أزمة الطاقة".

لكنه فجر مفاجأة بأن "أجزاء من المشهد اليميني المتطرف في ألمانيا تتبنى هذه الشعارات القادمة من موسكو"، مضيفا "من اللافت للنظر كيف أن بعض المتطرفين اليمينيين والشعبويين اليمينيين في ألمانيا يجعلون أنفسهم لسان حال بوتين، ويغنون أغنيته"، دون الكشف عن كلمات هذه الأغنية، وواصفا الأمر بـ"المقلق".

ورغم حديث تقارير عن "خريف غضب" متوقع في ألمانيا نتيجة المظاهرات المنتظرة ضد ارتفاع أسعار الطاقة، قال هالدينفانج: "أولاً وقبل كل شيء، الاحتجاجات السلمية محمية بموجب دستورنا.. يبحث مكتب حماية الدستور عن كثب ليرى ما إذا كان هذا الاحتجاج المشروع يتعرض للاختطاف من قبل أعداء الديمقراطية".

وتابع "ليس لدينا حاليا أي بوادر لأعمال شغب جماعية عنيفة.. السلطات الأمنية مستعدة لجميع السيناريوهات الممكنة".

وعن وجود أنشطة تجسس روسية من عدمها في ألمانيا، قال هالدينفانج: "حتى قبل حرب أوكرانيا، كانت أنشطة التجسس الروسية أكثر كثافة مما كانت عليه خلال الحرب الباردة".

وأعلن أن أجهزة الاستخبارات الألمانية وجهت ضربة قوية للجانب الروسي مؤخرا، "حيث أعادت  40 عميلًا روسيا من ألمانيا كانوا متنكرين في هوية دبلوماسيين روسيين في البلاد".

وكان ألمانيا طردت 40 دبلوماسيا روسيا قبل أشهر، واتهمتهم بانتهاك قواعد العمل الدبلوماسي وممارسة أعمال تجسس على الأراضي الألمانية، غير أن موسكو رفضت الاتهامات الألمانية وردت بالمثل.