هل تراجعت قوة "الحشد الشعبي" بالعراق؟.. اغتيال "المهندس" كلمة السر
هل تراجعت قوة الحشد الشعبي في العراق؟ سؤال حاولت دراسة أمريكية الإجابة عليه، على خلفية القبض على أحد قادته وخفايا إطلاق سراحه.
الدراسة التي نشرت في موقع "وور أون روكس" بدأت بتسليط الضوء على اعتقال قاسم مصلح في 26 مايو/آيار عام 2021، قائد الحشد الشعبي في محافظة الأنبار، لصلته باغتيال ناشط عراقي بارز.
وبعد الاعتقال فورًا، نشرت مليشيات الحشد الشعبي مقاطع فيديو تظهر عناصرها يقودون شاحنات مدججة بالسلاح حول المنطقة الخضراء في بغداد؛ في استعراض للقوة يهدف للإجبار على إطلاق سراح مصلح.
وعندما أطلق سراحه بعد أسبوعين، فسر محللون الأمر على أنه عرض آخر لضعف الدولة العراقية أمام قوات الحشد الشعبي، التي تضم جماعات شبه عسكرية موالية لإيران.
ولكن، تشير الدراسة إلى أن هذه الحادثة، تكشف عن معاناة هذه المليشيا من بعض الضعف، وتواجه تحديات متزايدة.
فبدلًا من رؤية القبض على قاسم مصلح وإطلاق سراحه على أنه انتصار للقوات أمام الدولة العراقية، فإن ما حدث بالفعل كان عبارة عن تباري بين عناصر مختلفة من الحشد، للحفاظ على أنفهسم كجبهة موحدة ضد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مستقبلا.
وخلال فترة الأسبوعين التي أمضاها مصلح بالحجز، أصبح واضحًا أن مليشيات الحشد الشعبي – التي أُدمجت بالقوات المسلحة العراقية عام 2016 – أكثر انقساما وضعفًا عما كانت عليه، بالرغم من المصالح المشتركة لفصائلها المسلحة الرئيسية التي تبقيها صامدة.
جذور الضعف
الدراسة أشارت إلى تأثر الحشد الشعبي باغتيال أبو مهدي المهندس، إذ كان شخصية مؤثرة تشبه الأب، وكقائد لقوات الحشد الشعبي، وكان مصدرًا رئيسيًا لقوة المجموعة.
وعندما قتلته القوات الأمريكية خلال هجوم بالطائرة المسيرة في يناير/كانون الثاني عام 2020، في نفس الهجوم الذي قتل خلاله الجنرال قاسم سليماني، جاء ذلك ضربة كبيرة للمليشيا، حيث كان يسيطر بدرجة كبيرة من السيطرة على هذه المليشيا.
قوة المهندس أيضاً كانت من كونه حجر زاوية في الشبكات الإقليمية للجماعات المسلحة الإيرانية والأحزاب السياسية.
لكن هز اغتيال المهندس تلك الشبكات؛ حيث تركهم نسبيا بدون قائد، وأضعفهم الصراع الممتد على السيطرة بين الفصائل المختلفة بين قياداتها.
وكان المهندس يتمتع بسلطة أكبر من زملائه القادة - فالح الفياض أو هادي العامري أو قيس الخزعلي – وترك مقتله قيادة الحشد الشعبي متنازع عليها وبدون شخصية موحِدة.
وكانت نتيجة اغتيال المهندس، زيادة الانقسام داخل قوات الحشد الشعبي، والضغط على هيكله التنظيم، كما تسبب ضغط المحتجين، والفصائل السياسية غير المرتبطة بالحشد، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في زيادة تلك التحديات.
وبالعودة إلى اعتقال قاسم مصلح وإطلاق سراحه، أشارت الأحداث خلف الكواليس، إلى مسارعة قيادات شيعية بارزة للتفاوض مع الكاظمي على إطلاق سراحه؛ من أجل تجنب مزيد من التصعيد.
ورغم ذلك تدرك معظم الفصائل أن قوتهم تكمن في وحدتهم، وأن عدم وقوفهم بجانب بعضهم البعض قد يؤدي إلى نهايتهم على المدى الطويل.