البحث عن ملاذ آمن؟.. تفاصيل زيارة وفد إخواني لأفغانستان
عبر بوابة أفغانستان يسعى تنظيم الإخوان الإرهابي للبحث عن "ملاذ آمن"، وثغرة للنفاذ منها من أجل كسر الحصار والتضييق المفروض عليه.
ولترجمة هذه المساعي، جاءت زيارة وفد من قيادات التنظيم الدولي للإخوان إلى أفغانستان قبل أيام.
وعن تلك الزيارة، كشف الدبلوماسي الأفغاني السابق والخبير الأمني والاستراتيجي، فضل من الله ممتاز، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، أن وفدا من قيادات جماعة الإخوان من مصر والسودان وفلسطين زار قبل أيام أفغانستان، وبالتحديد مدينة قندهار.
ووفق المصدر ذاته، التقى الوفد قيادات بحركة طالبان، بينهم القائم بأعمال وزير الدفاع في حكومة طالبان الملا محمد يعقوب، ووزير الداخلية سراج الدين حقاني، والتعليم العالي محمد نديم، وعدد من المسؤولين الآخرين.
وحول تفاصيل اللقاء مع قيادات حركة طالبان، قال ممتاز إن "وفد الإخوان تحدث عن ضرورة السماح بتعليم الفتيات، وحث الحكومة بالعمل على منع فشل التجربة الإسلامية في أفغانستان".
ونقل ممتاز عن وسائل إعلام محلية تأكيدها أن وفد تنظيم الإخوان الدولي يريد "توسيع علاقاته مع حكومة طالبان، ويسعى أيضا لدعوة الدول الإسلامية للاعتراف بحكومة تصريف الأعمال في أفغانستان".
ونبه الخبير الأمني الأفغاني إلى أن القيادي الإخواني محمد الصغير تحدث عقب اللقاء قائلا "ندعو الدول الإسلامية إلى إقامة علاقات مع إمارة أفغانستان الإسلامية، والاعتراف بنظامها رسميا ومد يد العون والتعاون معها".
عقبة رئيسية
لكن الخبير السياسي الأفغاني يرى صعوبة في لجوء الإخوان إلى أفغانستان في الوقت الراهن، في ظل تقطع السبل بقيادات الجماعة وسعيها لملاذ آمن، مرجعا ذلك إلى أن "العلاقة بين التنظيم وطالبان ليست في أفضل حالاتها في الظرف الراهن، في ظل عدم وجود توافق فكري بينهما".
وأضاف: "الحركة الأفغانية لا تريد أن تقترب أو يكون لها علاقات مع حركات الإسلام السياسي مثل الإخوان في الظروف الحرجة الحالية، ولا تريد طالبان أيضا في نفس الوقت أن تكون ملاذا للتنظيمات الإرهابية".
ودلل على ذلك، برفض زعيم حركة طالبان هبة الله آخندزاده، قبل أيام، استقبال وفد رسمي يمثل "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" برئاسة أمين عام الاتحاد علي القرة داغي.
في سياق متصل، ووفقا لمعلوماته، لفت ممتاز إلى تردد أنباء عن هروب قيادات إخوانية من تركيا خلال الفترة الأخيرة في ظل تضييق السلطات على تحركاتهم، علاوة على غلق مكاتب ترتبط بالجماعة، وتنظيمات ترتبط بالإسلام السياسي في أنقرة.
"تحالف المنبوذين"
فيما قال هشام النجار الخبير في شؤون الإسلام السياسي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن أفغانستان إحدى الساحات المرشحة للجوء تنظيم الإخوان إليها نظرا للعديد من العوامل المتعلقة بالجماعة وطبيعة ظروفها وتحالفاتها، إضافة إلى الأوضاع في أفغانستان.
وتابع النجار أن علاقات جماعة الإخوان جيدة ووطيدة مع قادة تنظيم القاعدة، الذين تربطهم أيضا علاقات مع قادة طالبان، خاصة جناح شبكة حقاني، مضيفا "بدون شك، فإن هذه الجماعات سواء الإخوان أو تنظيم القاعدة تجمعها حالة واحدة وتشترك في أنها منبوذة دوليا".
ومضى قائلا: "لجماعة الإخوان تجربة سابقة في الساحة الأفغانية، عندما شارك كوادرها في الحرب الأفغانية والكثير منهم تربطهم صلات قوية بقيادات القاعدة من جهة، وقيادات طالبان من جهة أخرى".
الخبير السياسي المصري، نبه أيضا إلى أن "تنظيم القاعدة يحاول البقاء في المشهد، وإعادة بناء نفسه مستغلا وجود طالبان في السلطة، وكذلك جماعة الإخوان التي تعاني من أزمة معقدة وملاحقات وتضييق في العديد من الدول".
وأوضح "لذلك فهذا التواصل بين الإخوان وطالبان، والذي قد ينبثق عنه اتفاق تعاون، هو بمثابة تحالف المنبوذين والضعفاء ليقوي بعضهم بعضا في مواجهة الأزمات التي يواجهونها".
ملاذ آمن؟
وكانت وسائل إعلام محلية مصرية تطرقت لزيارة الوفد الإخواني إلى أفغانستان، إذ قال المذيع المصري نشأت الديهي عبر برنامجه التلفزيوني إن هدف الزيارة غير المعلن، البحث عن ملاذ آمن للتنظيمات الإرهابية المطرودة من عدة دول أوروبية.
وتابع أن "وفدا من الإخوان الموجودين في تركيا وبقايا التنظيم الدولي زار قندهار بأفغانستان، ومن بينهم محمد الصغير، وعبدالحي يوسف من السودان ومجموعة أخرى من فلسطين".
ومضى قائلا "ماذا يفعل هؤلاء في أفغانستان، هناك أمران، الأول؛ وهو معلن ويتعلق بمحاولة توجيه دفة حركة طالبان لكي تنجح حتى لا يتخذها البعض ذريعة للهجوم على الإسلام".
واستطرد "والأمر الثاني غير المعلن وهو البحث عن ملاذات آمنة لتنظيمات إرهابية أصبحت مطرودة من دول أوروبا لأن بريطانيا وفرنسا والنمسا وألمانيا أدركت حقيقة الإخوان".
aXA6IDE4LjIyNi45My4xMzgg جزيرة ام اند امز