الإخوان بمصر.. 4 سنوات من الإرهاب والتحريض من منصات قطر وتركيا
خبراء يرصدون في أحاديث متفرقة لبوابة "العين" الإخبارية رحلة فشل الإخوان خلال 4 سنوات من الإرهاب وتحريضهم من تركيا وقطر
"فشل الإخوان في العودة فلجأوا إلى تشكيلات جديدة للعنف والإرهاب".. عبارة تلخص الوضع الراهن لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في مصر على مدى السنوات الأربع الماضية منذ اندلاع ثورة 30 يونيو عام 2013، وعزل محمد مرسي وتقديمه وعدد كبير من قيادات وأعضاء الجماعة إلى محاكمات لم تنتهِ إلى الآن.
متخصصون في شؤون الجماعة والحركات الإسلامية، اتفقوا، في أحاديث لبوابة "العين"، على أن الإخوان فشلوا في كل محاولات العودة إلى الساحة، وتبرئة أنفسهم من العنف، واختفى صوتهم في الشارع المصري تحت واقع الرفض الشعبي.
ولجأت الجماعة للظهور العلني عبر العنف من خلال تشكيل مجموعات "إرهابية" مثل "حسم" أو دعم مجموعات إرهابية أخرى، كما اتخذ عدد من قياداتها الهاربين والمتعاطفين معهم من البلدان التي يقيمون فيها -خاصة قطر وتركيا وبريطانيا- منابر للتحريض ضد مصر، ليس حكما فقط، بل بالتهكم على أفراد الشعب والقوى السياسية.
وبيّن المتابعون لأنشطة تاريخ الجماعة أن الإخوان حتى في ظل سيطرتهم على الحكم في مصر، لم يتخلوا عن سياسة العنف، وهو ما توضحه الصدامات الدامية مع معارضيهم، ومع القوى السياسية، وهو ما يؤكد أن العنف هو الأساس الفكري والواقعي للإخوان، والذي برز في السنوات التي تلت ثورة 30 يونيو وحتى الآن.
الشعب والشرطة معا ضد الإخوان
اللواء فاروق المقرحي مساعد وزير الداخلية الأسبق، يرى أن تعاون المواطنين مع جهاز الأمن كان له دور محوري في كشف إرهاب جماعة الإخوان، وفضح كل ادعاءاتهم خلال السنوات الماضية، لافتا إلى أن هذا التعاون زاد بشكل واضح في العام الأخير مع تنامي الثقة بين أفراد الشعب والجهاز الأمني.
وبيّن أن جماعة الإخوان الإرهابية لم يعد لها واقع في الشارع المصري، وأي خروج في مسيرات هنا أو هناك، لا يمثل أي نوع من الحياة، فوجود الجماعة على مدى أكثر من 80 عاما أصبح هباءً، خصوصا مع قناعة الناس بأنهم جماعة إرهابية والعنف والقتل رسالتهم، فلا يوجد في شارع أو حارة، ولا أبالغ إن قلت في كل أسرة، إلا وفيها ضحية من إرهاب وعنف الإخوان.
وأشار المقرحي إلى أن حركة "حسم" تشكيل إرهابي إخواني بنسبة 100%، وتشرف عليه عناصر إخوانية من الداخل والخارج، وهي إحدى أدوات الجماعة الإرهابية لقتل المصريين وترويعهم، ومن المؤكد أن هذه الحركة تحصل على دعم من الخارج، مؤكدا أن أجهزة الأمن لديها معلومات عن تلقي هؤلاء على دعم من دول خارجية مثل قطر وتركيا، بل هناك علاقة مع تنظيمات إرهابية أخرى مثل "داعش".
وأوضح أن مطلب مصر -ضمن طلبات الدول المقاطعة لقطر؛ بتسيلم أعضاء جماعة الإخوان في الخارج- حق قانوني، لوجود معلومات لدى الحكومة المصرية بأن هؤلاء وراء كل حوادث الإرهاب التي وقعت في البلاد على مدار السنوات الأربع الماضية.
الإخوان.. تاريخ من العنف
من جهته يرى ماهر فرغلي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن انتهاج الإخوان للعنف كان سببا في نفور مجتمعي، حتى من بعض الذين اقتنعوا بهم أثناء حكم محمد مرسي، أو خلال شهور انتخابات الرئاسة الأولى بعد ثورة 25 يناير، كما أنهم نجحوا في خلق عدوات مع مختلف شرائح وفئات المجتمع، بسبب ارتكاب عمليات إرهاب وعنف ضد مصر، بما في ذلك المدنيين من مسلمين ومسيحيين وأفراد من الجيش والشرطة.
وبيّن أن مختلف الحوادث الإرهابية في مصر على مدار 4 سنوات، للإخوان دور فيها بشكل مباشر، أو غير مباشر، وهو ما يؤكد أن نهج العنف سمة رئيسية في تاريخ الإخوان، ولا يمكنهم التخلي عنها، لافتا إلى العديد من الحوادث الأخيرة، حتى تلك التي استهدفت أقباطا، بخلاف إحباط عمليات كان مخططا لها في الأيام الأخيرة، كانت عناصر من الحركة الإرهابية "حسم" الإخوانية يعتزمون القيام بها خلال أيام عيد الفطر.
وأوضح فرغلي أن قوة أجهزة الأمن أفشلت العديد من مخططات الإرهاب على يد عناصر من الإخوان وغيرهم، وهو ما زاد من ثقة أفراد المجتمع المصري في الشرطة، وعظم من تعاون المواطنين في الإبلاغ عن معلومات قادت إلى التصفية أو القبض على عناصر إرهابية من حسم وغيرها، وهو ما أسهم في شل الجماعة التي أصبحت شبه متوقفة في نشاطها.
الجماعة الإرهابية.. عودة مستحيلة
الدكتور سامي طه عبدالسلام، أستاذ التاريخ بجماعة المنصورة، يؤكد أن فكرة عودة الإخوان أصبحت جزءاً من التاريخ، فقد فشلت في جميع محاولات الحشد، وكانت الأعياد فرصة لها للوجود في مسيرات مختلفة، وهو ما اختفى كليا، بل إن محاولة استغلال قضية تيران وصنافير باءت بالفشل أيضا، وهو ما يؤكد أن الجماعة تلقتط أنفاسها مع دخول العام الخامس من ثورة 30 يونيو.
ويرى أن نهاية تنظيم الإخوان المسلمين في مصر أصبح واقعاً، بل هناك من يرى أنهم انتحروا بأفعالهم أو نُحروا، ولا عودة قريبة لهم، بسبب ما كشفت عنه الأحداث من 30 يونيو 2013 حتى الآن، بل إن العام نفسه الذي حكم فيه الإخوان كشف عن الكثير عن هذا التنظيم، وما دعى المصريين للثورة عليه، وسط تكاتف ثوري شارك فيه كل طوائف الشعب، وإن كان بعض أفرادها يواصلون محاولات التشويه والتحريض عبر فضائيات في قطر وتركيا.
الإخوان مع قطر وتركيا.. خيانة وطن
ومن جهته بيّن الدكتور كمال الهلباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، أن الجماعة تعيش حالة من التفكك والانقسامات بين صفوفها، كما اتسعت حالة فقدان ثقة الشعب بهم، وفشلت كل تبريراتهم، وأثبتوا بارتكابهم أعمال عنف وقتل، وتأييدهم كل أشكال الإرهاب أنه لا يمكن أن يتقبلهم المجتمع مرة أخرى، بل أي دعوة منهم للتظاهر توازي دعوة للتخريب، وهو ما يقابل بالرفض المجتمعي.
وأوضح أن الجرائم التي وقت ضد الأقباط وأفراد من الجيش والشرطة والمدنيين ستظل تطارد الإخوان لسنوات، وتثبت أن ما قامت من أجله ثورة 30 يونيو قبل 4 سنوات هو الحقيقة الوحيدة التي على الإخوان الاعتراف بها، وأنه لا مكان لهم في بلد مثل مصر وفي مختلف بلدان المنطقة العربية، بل إن علاقتهم بالخارج والحصول على تمويل من دول مثل تركيا وقطر، هي اتهامات بالخيانة لهذا الوطن.
مختار نوح، المفكر الإسلامي والقيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، يشير إلى أن الإخوان المسلمين فقدوا كل شيء، وليس ما يدعونه بأن لهم قوة شعبية في الشارع هو مجرد وهمّ ونحن ندخل العام الخامس من ثورة 30 يونيو، بل الأهم أيضا أن مبدأ قبول الشعب لهم أصبح غير وارد على الإطلاق، سواء لما ارتكبوه من جرائم على مدى سنوات ما بعد الثورة، أو حتى خلال العام "اليتيم" الذي حكم فيه محمد مرسي "الإخواني" مصر.
أما قول إن الإخوان سيحشدون في ذكرى الثورة، أصبح لا أساس ولا واقع له على الأرض، فأي دعوة لما يسمونه بالحشد لم ولن يقبله أحد، وحتى لو حدث.. فهي مجموعات صغيرة جدا تسير في حواري وشوارع بعض المدن والقرى، وتلك أيضا يطاردها الناس أنفسهم.. لتموت في لحظتها.
مطاردة الإخوان.. مهمة شعبية
ومن جهته قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية، إن ما قامت به أجهزة الأمن المصرية من إحباط وإفشال لجميع خطط الإخوان الإرهابية، وآخرها مقتل أحد عناصر حسم الإرهابية الإخوانية وهو محمد عبدالمنعم أبوطبيخ مسؤول الدعم المالي بالحركة، ومقتل مجموعات أخرى قبل ذلك بأيام، كل ذلك أسهم في تقويض نشاط الجماعة، التي أصبحت مطاردة ليس من الأمن بل من أفراد الشعب، بعد جرائمها المتنوعة.
ويرى عكاشه أن 4 سنوات ومنذ 2013 قضت على أكثر من 80 عاما سعت خلالها الجماعة لإثبات وجودها، وكشفت عن وجهها الحقيقي، وهو ما أثبت بما لا يدع مجالا للشك أنهم جماعة عنف وإرهاب، وكل ما تدعيه مجرد ادعاءات وتبيض لوجه دموي.
إلى ذلك يقول ثروت الخرباوي، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان والخبير بالحركات الإسلامية: لم تعد فكرة التصالح مطروحة مطلقا، ومن غير المنطقي أن يقبلهم الشعب الذي ثار على الإخوان، خصوصا مع موجات إرهابهم المتتالية، مؤكدا أن هذا الشعب سيرفض أي توجه أو دعوة لوجود هذه الجماعة الإرهابية.
ونوه بأن الضربة القوية للإخوان جاءت من خلال دورهم في العمليات ضد الأقباط، وهو ما أفقدهم الكثير في العامين الأخيرين، وثبت كذبهم بشأن التعايش مع الأقباط المصريين، كما أن فتاوى هدم الكنائس خير دليل على الكذب التاريخي للإخوان، ليحصدوا اليوم ثمن ارتكابهم أعمال عنف وإرهاب وتحريض عبر منابر خارجية من تركيا وقطر وأمكان أخرى.
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA= جزيرة ام اند امز