احتيال الإخوان في فرانكفورت.. مطالبات برصد ومواجهة أنشطة الجماعة
كشفت مدينة فرانكفورت الألمانية عن وجه الإخوان، وأزاحت الستار عن قضية احتيال في جمع التبرعات بمركز مرتبط بالجماعة، ما حفز مطالبات المكافحة.
وخلال الفترة الماضية، تصدر مشهد جمع "المركز الإسلامي في فرانكفورت" التبرعات لبناء مسجد ومركز مناسبات ضخم في مدينة فرانكفورت الألمانية؛ بعد أن تم شراء قطعة أرض بجوار مقره، بحسب ما ذكرته صحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية في وقت سابق.
لكن تحقيقا أجرته الصحيفة الألمانية، كشف أن هذا المركز الإسلامي، غير مدرج كمشترٍ لقطعة الأرض التي من المقرر أن يؤسس عليها المسجد، في السجل العقاري، وفق ما نشرته "العين الإخبارية" في وقت سابق.
وبدلا من ذلك، فإن الجالية المسلمة الألمانية، ذراع الإخوان الرئيسية في ألمانيا والخاضعة لمراقبة هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، هي المدرجة بدلا من المركز الإسلامي في فرانكفورت، في السجل العقاري، ما يعني وجود شبهة احتيال في جمع التبرعات.
هذا القضية المتفجرة منذ أسابيع، دفعت الخبيرة في شؤون الإسلام السياسي، سوزان شروتر، لفتح ملف المركز الإسلامي في فرانكفورت والمطالبة بمواجهة أنشطة الجماعة والفكر المتطرف.
وقالت "عندما ننظر إلى كيفية تقديم المركز لنفسه على وسائل التواصل الاجتماعي، نكتشف تعاونه مع أشخاص ومنظمات معروفة بارتباطها بشبكة الإخوان. وتشمل هذه المؤسسات المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، ومجلس الأئمة والعلماء، والجالية المسلمة الألمانية".
وأضافت في تصريحات صحفية "تعتبر الجالية المسلمة الألمانية المنظمة الأكثر نفوذا لأنصار جماعة الإخوان في ألمانيا، وهي تخضع للمراقبة من قبل مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) لأنه من المفترض أن قيادتها تخطط لتأسيس دولة قائمة على تفسير الجماعة للدين الإسلامي".
وأشارت إلى أن المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث يتبنى تفسيرا متشددا للإسلام، وينشط بشكل كبير في تقديم الإرشادات والفتاوى للمسلمين في أوروبا.
وحول واقعة الاحتيال لبناء مركز ضخم خاص بالإخوان في فرانكفورت، قالت شروتر "لقد تم تصميم المشروع بطريقة تمكنه من تطوير مركز جذب على مستوى ألمانيا وكذلك على المستوى الأوروبي، ويجب على مدينة فرانكفورت متابعة تطور الأمور عن كثب وإجراء نقاش عام حول المشروع، وبحث وسائل لمنع النشاط المتطرف".
وطالبت صناع السياسة بأن يعلموا مع من يتعاملون في مشروع بناء المركز الإسلامي لأنه مرتبط بالإخوان، قالت إن "خالد حنفي (أحد قيادات الإخوان في ألمانيا)، تردد كثيرا على المركز الإسلامي في فرانكفورت" في الفترة الماضية".
قصة الاحتيال
بدأت حكاية الاحتيال في فرانكفورت بمنشور على فيسبوك في ديسمبر/كانون الثاني 2021، حين كتب مركز فرنكفورت الإسلامي "إخواني الأعزاء، حان الوقت.. يمكن للمركز الإسلامي أن يتوسع ويشتري العقارات المجاورة.. نحن نعتمد على مساعدتك المالية من أجل ذلك".
هذا الإعلان حرك بحثا مدققا من الصحفيين الألمان على مدار وقت طويل، توصل في النهاية إلى أن الجالية المسلمة الألمانية هي من تقف خلف شراء الأرض بجانب المركز الإسلامي في فرانكفورت، وعملية البناء برمتها.
وبالتالي أصبح يوجد طرف خفي هو المالك الحقيقي ومحرك الأحداث، وطرف يلعب دور الواجهة لجمع التبرعات، ما وصفه المحامي الألماني يورغ توماس من برلين، بأنه "عملية احتيال"، وفق صحيفة "دي فيلت" الألمانية.
الصحيفة ذاتها قالت إن أبرز قادة الإخوان في ألمانيا ومحرك مؤسساتها المالية، إبراهيم الزيات يلعب الدور الأكبر في عملية حشد الأموال لبناء المركز الإسلامي الجديد، عبر الحصول على رعاة للمشروع من الخارج، وغيرها من آليات التمويل، بجانب التبرعات التي يتم جمعها.
aXA6IDE4LjIyNC4zMC4xMTMg
جزيرة ام اند امز