الإخوان في هولندا.. محاولات فاشلة من أجل موضع قدم
لسنوات طويلة، حاولت الإخوان الإرهابية بلا جدوى، لعب دورا مؤثرا في المجتمع الهولندي، عبر عدد من الأذرع المالية والثقافية والشبابية.
ويعد وجود الأفراد والشبكات المرتبطة بالإخوان في هولندا، حديث نسبيًا ومحدودا، ما يرجع في الغالب، لأسباب لغوية.
كما أن جامعات البلاد لم تجتذب تاريخيًا العديد من الطلاب المرتبطين بالجماعة الإرهابية، كما حدث في عدد من الدول الأوروبية الأخرى مثل ألمانيا والنمسا وفرنسا في فترة خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
وتقدر أجهزة الأمن الهولندية عدد القيادات الفعلية للإخوان الإرهابية في البلاد والأعضاء الفعليين بـ"بضع عشرات" فقط.
وبصفة عامة، تأسس أول كيان تابع للإخوان في هولندا في عام 1996 تحت اسم الرابطة الإسلامية، ونشط في لاهاي، قبل أن يختفي بعدها بأربع سنوات، لصالح منظمة إخوانية أخرى في الأراضي الهولتدية، وهي اتحاد المنظمات الإسلامية في هولندا.
وفي نفس الفترة، أسس مجموعة من قيادات الإخوان، فرع مؤسسة "أوروبا ترست" في هولندا، وهي مؤسسة تختص بالشؤون المالية، وينشط فرعها الأصلي في بريطانيا، وتعمل في مجال العقارات والتحويلات المالية، وتعد الممول الرئيسي لأنشطة الجماعة الإرهابية بأوروبا.
فرع "أوروبا ترست" اشترى بمرور الوقت، عدد من العقارات في هولندا، جرى تحويل بعضها لمساجد تابعة للإخوان، مثل المسجد الأزرق في أمستردام، ومركز روتردام، كما حصلت المنظمة على تمويلات سخية من دول أجنبية، وفق تقرير حديث لمركز توثيق الإسلام السياسي في النمسا.
وترتبط الكيانات والأفراد في بيئة الإخوان الهولندية، بالمنظمات المظلية للجماعة في أوروبا، على الرغم من أن المنظمات الهولندية تلعب دورا ثانويا في شبكة الإخوان على المستوى الأوروبي.
وشغلت منظمة الرابطة الإسلامية ثم اتحاد المنظمات الإسلامية في هولندا، عضوية اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وهو المنظمة المظلية للإخوان في القارة العجوز. كما أن منظمات أخرى تنشط في أوروبا مثل جمعية الشباب المسلم، تشغل عضوية منظمة فيميسو الشبابية؛ وهي منظمة مظلية للجمعيات الشبابية في القارة الأوروبية، منذ عام 2019:
وفي يونيو/حزيران 2021، انضمت جمعية تسمى المشرق تنشط في لاهاي الهولندية، لعضوية فيميسو المتهمة باختراق المنظمات الأوروبية.
وبالإضافة إلى ذلك، ينشط في هولندا فرع محلي لمنظمة الإغاثة الإسلامية، يديره نفس الأشخاص الذين يديرون شبكة المنظمات الإخوانية الأخرى في البلاد، وفق التقرير النمساوي.
وعلى الرغم من أن الوجود الإخواني محدود التأثير، إلا أن السلطات الهولندية تمنح اهتماما كبيرا لمراقبة تحركات الجماعة، وقامت الأجهزة الأمنية بالتحقيق في شبكة الجماعة لسنوات طويلة، وأصدرت في عام ٢٠١١ تقيما لوضع الجماعة.
وكتبت أجهزة الأمن الهولندية في تقييمها للإخوان، أن الجماعة "تحاول تمهيد الطريق للفكر المتشدد للعب دور أكبر في العالم الغربي من خلال ممارسة التأثير الديني على مجتمعات المهاجرين المسلمين وإقامة علاقات جيدة مع قادة الرأي المحليين: والسياسيين وموظفي الخدمة المدنية والمنظمات الاجتماعية غير الإسلامية، ورجال الدين والأكاديميين والصحفيين".
وتابعت "كانت سياسة الانخراط هذه أكثر وضوحًا في السنوات الأخيرة"، مضيفة "تقدم الجماعة نفسها على أنها ممثل شرعي للمجتمع الإسلامي".
وأوضحت "لكن هدف الإخوان النهائي، هو إنشاء ، ثم زرع وتوسيع، كتلة إسلامية متشددة داخل أوروبا الغربية".
التقييم الأمني الذي جرى تقديمه للبرلمان ذكر أيضا أن الإخوان تعمل من خلال هيكل سري، وغطاء علني من المنظمات، وتملك تأثيرا محدودا لكنه متناميا في هولندا.