الإخوان في إسبانيا.. أذرع تنشر التطرف
تعمل الحكومة الإسبانية، على عملية مراجعة شاملة للأطر الإسلامية، تشمل إعادة تنظيم العلاقة بين الدولة والإسلام، قبل الانتخابات الرئاسية.
وتماشياً مع تطورات مماثلة في عدد من الدول الأوروبية، بدأ أول أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية في الوصول إلى إسبانيا في ستينيات القرن الماضي.
وتكونت أول دفعة إخوانية بشكل أساسي من أعضاء من الفرع السوري للإخوان، وطلاب من دول شرق أوسطية أخرى.
وبمرور السنوات، انتهى الأمر ببعض الكيانات الأولية التي أسستها هذه الدفعة، وكانت مكرسة بشكل أساسي لمجال الطلاب، لتصبح المنظمات التي تمثل الإخوان على المستوى المحلي في إسبانيا.
"الرابطة الإسلامية الإسبانية"
وتشكل الرابطة الإسلامية الإسبانية التي تأسست في مدينة غرناطة في أوائل السبعينيات وتأسس في وقت لاحق فرعها في مدريد، حجر الزاوية الأول الذي انبثقت عنه الكيانات المختلفة المرتبطة بالإخوان في إسبانيا فيما بعد.
وضم فريق المؤسسين للرابطة الإسلامية، أفرادًا تربطهم علاقات وثيقة بجناح عصام العطار في فرع جماعة الإخوان بسوريا مثل رياي تاتاري، الذي تولى رئاسة المجلس الإسلامي الإسباني لفترة طويلة، وصلاح الدين نكدالي، الذي أصبح فيما بعد مديرًا للمركز الإسلامي في مدينة آخن في ألمانيا.
وكان لتفكك قيادة الإخوان الذي حدث في سوريا بين أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات تداعيات في إسبانيا أيضًا؛ ففي عام 1978، قررت مجموعة من أعضاء الرابطة الإسلامية، الانفصال عن الجمعية لتأسيس المركز الإسلامي في إسبانيا.
ولعب الأفراد النشطاء في المركز الإسلامي في إسبانيا، دورًا رئيسيًا في تنظيم الاجتماعات في مختلف البلدان الأوروبية التي أدت في مؤتمر مدريد عام 1984 وما تلاه، إلى إنشاء جمعية الطلاب المسلمين في أوروبا، وهي المنظمة التي أدت فيما بعد لتأسيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا؛ المنظمة المظلية للإخوان بالقارة العجوز.
وتوسعت المنظمات الأولية التي أنشأها الإخوان بمرور السنوات، في محاولة لممارسة أكبر قدر على الجالية المسلمة واختراق المجتمع، فأسست الجماعة وجودها في غرناطة ومدريد وكتالونيا وفالنسيا.
وظهرت أذرع للإخوان في المدن الإسبانية، مثل المركز الثقافي الإسلامي في فالنسيا (CCIV)، والمركز الثقافي الإسلامي الكتالوني في برشلونة.
شبكة إخوانية في إسبانيا
وتاريخيا، تمكنت بيئة الإخوان في إسبانيا من الحصول على دعم مالي كبير من دول خارجية، وتعد في المرتبة الثالثة في قائمة شبكات الإخوان الأكثر تمويلا، بعد فرنسا وإيطاليا، ووصل الأمر إلى حصول شبكة الجماعة في إسبانيا على نحو ١٧ مليون يورو في صورة تمويل لمشاريع، في السنوات الماضية.
وعلى المستوى الأوروبي، شغل بعض أعضاء بيئة الإخوان في إسبانيا، مناصب مهمة في الهياكل الأوروبية التابعة للجماعة، وكان أبرزهم.عماد يالوك، أحد مؤسسي المركز الإسلامي، والذي عمل في مجلس إدارة منظمة أوروبا ترست، وهي الذراع المالي للجماعة في أوروبا، لأكثر من عقد من الزمان.
أما عبد الرحيم طويل، إمام المسجد الكبير في فالنسيا، فهو عضو في المجلس الأوروبي للإفتاء، أحد أذرع الإخوان على المستوى الأوروبي أيضا. علاوة على ذلك، فإن إسبانيا هي موطن لفرع نشط للغاية من الإغاثة الإسلامية؛ أحد أذرع الجماعة الإرهابية أيضا.
ووفق مراقبين، فإن الإخوان عملت على مدار ٦٠ عام على تشكيل شبكة مترامية، تهدف إلى ممارسة نفوذ واسع على الجالية المسلمة، ونشر الأفكار المتطرفة بين أعضائها، ما كان له أكبر الأثر في مشاركة عدد من أعضائها في عمليات إرهابية.
وفي حلقة ثانية الأسبوع المقبل، تتبع "العين الإخبارية" مشاركة الإخوان الإرهابية في عمليات إرهابية، ومحاولاتها اختراق المجتمع والسياسة بشكل تدريجي، بهدف بسط النفوذ والسيطرة ونشر التطرف.