مصر.. "خدعة" الإخوان الجديدة لمحاولة العودة للمشهد قبل 25 يناير
العين الإخبارية
خدعة جديدة، هذا هو أقرب وصف لما يسمى "حملة تقييمات شاملة"، ذلك القرار الذي اتخذه أحد تياري جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية بمصر
خدعة جديدة، هذا هو أقرب وصف لما يسمى "حملة تقييمات شاملة"، ذلك القرار الذي اتخذه أحد تياري جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية بمصر، وأعلن أنه بصدد الإعلان عن هذه التقييمات لأداء الجماعة خلال السنوات الـ6 الماضية، لكن خبراء متخصصين في الحركات الإسلامية قالوا لبوابة "العين" الإخبارية، إن هذه التقييمات ستكون سياسية، في محاولة أخيرة للجماعة للخداع بدعوى الالتحام مع القوى السياسية المختلفة في مناهضة الدولة المصرية، لا سيما مع اقتراب الذكرى السادسة لثورة ٢٥ يناير.
وادعى تيار بالإخوان، يتزعمه محمد منتصر (الذي يضم قيادات شبابية مناوئة لجماعة القيادي الإخواني ونائب المرشد محمود عزت)، أنه سيقدم تلك المراجعات خلال أيام بكل شفافية للجميع، داعياً الجميع، في بيان له، "أن يحذوا حذونا، لنصارح الشعب المصرى الأصيل بما نراه جميعاً في أنفسنا من أخطاء وما قدمناه من إسهامات في مسيرة الثورة".
وأضافت الجماعة الإرهابية: ليكن هذا الإعلان بمثابة أرضية تعاون مشتركة نتفق فيها على المبادئ الجامعة، التي لا يختلف عليها أبناء الوطن، ولنضع سويا ميثاق شرف الثورة المصرية.
حديث الإخوان عن "بداية حقيقية لموجة ممتدة، من أجل الوطن" فتح باب التساؤلات حول نية الجماعة، وهل ما إذا كان إعلانها بمثابة مراجعة شاملة لجميع الأخطاء الفكرية والسياسية معاً، أم أنها حيلة جديدة بعد خسارتها للشارع المصري وللمنتمين إليها تنظيمياً؟
سامح عيد، القيادي الإخواني المنشق والخبير في الحركات الإسلامية، قال لبوابة "العين" الإخبارية، إن البيان لا يحمل أي اعتراف بأن الجماعة أخطأت بحق المصريين، لكنه فقط يتناول المراجعة السياسية في قراراته ضد القوى الثورية بهدف محاولة إغرائهم للتلاحم ضد الدولة المصرية، مشدداً "بوضوح هي مراجعة سياسية للاعتذار للقوى الثورية وليس المصريين.. مراجعة بعيدة عن مضمون الفكر وصدق النوايا في التصالح".
يتابع عيد الذي بدا على دراية بأفكار الجماعة التي كان ينضم لها في السابق: أكبر دليل على ذلك أن بيان الإخوان لم يتضمن آية قرآنية واحدة آو حديثاً، لم يتحدث عن أفكار حسن البنا أو سيد قطب أو مشروع الخلافة الذي يتبناه، بل على العكس حاول تجنب كل ذلك بهدف جذب بقية التيارات لمناهضة الدولة مع اقتراب الذكرى السادسة لـ25 يناير.
يتوقع عيد ما ستخرج عنه التقييمات فيقول: سيحاولون الحديث عن أخطائهم في حق القوى الثورية، وأن ثقتهم بالعسكر كانت أكثر من غيرهم، لن يفعلوا أكثر من ذلك، لن يقولوا أخطأنا بحق الشعب المصري، أو أننا سنتراجع عن مشروع الخلافة وما إلى ذلك.
القيادي الإخواني السابق خالد الزعفراني قال لبوابة "العين" الإخبارية، إن اختيار التوقيت ركن أساسي لا يغفله الإخوان، فهم يركزون في إصدار هذا البيان على أن يسبق ذكرى 25 يناير، خاصة أنهم وجدوا أن دعواتهم للتظاهر في كل ذكرى سنوية لأحداث الثورة لا يستجيب لها أحد، وتفشل فشلاً ذريعاً، وبالتالي استمرار دعواتهم في مقابل عدم الاستجابة سيؤدي إلى انهيار جميع الجبهات.
وأضاف الزعفراني: الإخوان يوجهون خطابهم للقوى الثورية؛ كي يتعاطفوا معهم ويتوحدوا، لكنهم لن يعتذروا عن أخونة الدولة أو ما فعله رئيسهم محمد مرسي أثناء حكمه البلاد، بل على العكس سيتخطوا هذه الجزئية حتى لا يقعوا في صدام مع الحركات السياسية.
وتوقع كل من عيد والزعفراني أن تشهد صفوف جماعة الإخوان المسلمين في المستقبل مزيداً من الانقسامات والانشطار، لا سيما بعد قدرة القوى السياسية على فهم مآل الجماعة ومآربها.
من جانبه، قال الخبير في الحركات الإسلامية ناجح إبراهيم، لبوابة "العين" الإخبارية، إن البيان حمل مراجعة سياسية وليست فكرية، وهذا أمر متوقع؛ لأن الجماعة لا تعترف بأخطائها ولا يمكن أن تجري تقييمات على مستوى الفكر؛ لأن هذه المراجعة ستكون مكلفة لها، من وجهة نظرها، وستضعف صورتها أكثر أمام المنتمين لها.
ومؤخراً أصبحت الجماعة الإرهابية جماعة برأسين، الأولى بقيادة محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، يقابله التيار الثاني وهم مجموعة القيادي محمد كمال عضو مكتب الإرشاد (أعلنت الداخلية المصرية مقتله في 10 أبريل/نيسان الماضي في تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن)، الأمر الذي اعتبره الخبراء يمثل أكبر الانشقاقات في تاريخ الجماعة الإرهابية.
وتشهد الجماعة الإرهابية أزمات متتالية، ربما يكون أبرزها إعلان القيادي بها عمرو دراج اعتزاله الحياة السياسية والعمل الإداري بالجماعة الإرهابية.