هل تلفظ جماعة الإخوان بمصر أنفاسها الأخيرة؟
بعد إعلان قيادي إخواني بارز اعتزال العمل العام السياسي أو الإداري
الأسبوع الماضي شهد أزمات متتالية، لاحقت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، تبرز مدى الانقسامات الحاصلة داخل الجماعة.
شهد الأسبوع الماضي أزمات متتالية، لاحقت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، ربما يكون أبرزها إعلان القيادي بها عمرو دراج اعتزاله الحياة السياسية والعمل الإداري بالجماعة الإرهابية.
خطوة رآها خبراء متخصصون في الحركات الإسلامية أنها جاءت نتيجة حالة الانقسام والانشقاق التي يواجهها تنظيم الإخوان بين صفوفه منذ خروج مظاهرات شعبية تطالب بالإطاحة بالرئيس المنتمي له في 30 يونيو/حزيران 2013.
وقبل يومين، أعلن القيادي الإخواني عمرو دراج، وزير التخطيط والتعاون الدولي سابقا إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، عن "اعتزاله كل أشكال العمل العام، السياسي منه أو الإداري، سواءً في حزب الحرية والعدالة (غير القانوني)، أو جماعة الإخوان المسلمين (الإرهابية)، أو أية مؤسسة سياسية أخرى، الآن أو في المستقبل".
وجاء قرار دراج، الذي كان يعد أحد الوجوه البارزة بين قيادات الإخوان، حتى إن أصوات داخل الجماعة الإرهابية كانت تنادي بتوليه منصب رئيس الوزراء في عهد مرسي، لتزيد من حدة الانقسام، وتعكس انشقاقا تعايشه الجماعة وصفه الخبراء بأنه الأكبر في التاريخ.
خالد الزعفراني، القيادي الإخواني المنشق، والخبير في الحركات الإسلامية، قال لبوابة "العين" الإخبارية، إن "قرار عمرو دراج اعتزال الحياة السياسية هو استمرار لمسلسل الخلافات الشديد داخل الجماعة الإخوانية، والتي تعاني من أكبر انشقاق في تاريخها".
هذا الانشقاق الذي أوضحه الزعفراني بقوله: الانشقاق ليس بيانات وإعلانات فحسب، فهناك انشقاقات صامتة بين صفوف الإخوان، وهو ما يفسر اعتزالهم العمل التظاهري، هم جسم ضخم يرفض الخطوات الأخيرة ولا يعلنوا عن ذلك الرفض، مكتفين بالصمت.
لكن هذا الصمت يواجهه فكر قطبي خطير، وهو ما ظهرت ملامحه في الفترة الأخيرة، بحسب الزعفراني، مدللا على ذلك بأن الجماعة الإرهابية أصبحت جماعة برأسين، في إشارة إلى وجود تيارين؛ الأول بقيادة محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، يقابله التيار الثاني وهم مجموعة القيادي محمد كمال عضو مكتب الإرشاد (أعلنت الداخلية المصرية مقتله في 10 إبريل/نيسان الماضي في تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن).
ومساء الإثنين الماضي، أعلن التيار الثاني عن فصل المؤسسات الرقابية والتشريعية في الجماعة عن المؤسسات التنفيذية"، وهو ما يعني أن منصب رئيس مجلس شورى الجماعة، سينفصل عن منصب مرشد عام الجماعة.
ودعا المجلس الإخوان الذين وصفهم بأنهم "لم يجروا الانتخابات في بعض المناطق والمحافظات" للحاق بإخوانهم الذين شاركوا في الانتخابات القاعدية بأسرع وقت ممكن.
ولحق بالبيان الأول، بيان ثانٍ، اليوم الثلاثاء، أعلن فيه مجلس شورى العام تشكيل مكتب إرشاد مؤقت بدلا عن مكتب الإرشاد الحالي وهو المكتب الذي يضم قيادات التيار الأول، متضمنا انتخاب مكتب إرشاد جديد ومجلس شورى جديد، وقائم بأعمال الجماعة بمصر، دون ذكر أسمائهم.
وعكست البيانات الإخوانية الأخيرة حالة الانشقاق الخفي الذي ضرب الجماعة الإرهابية منذ منتصف 2015، خاصة بعدما فشلت قيادتها في التنسيق مع بعضها الآخر، معتبرين كل مجموعة بمثابة كيان غير شرعي لا يمثل الجماعة، لينتهي الأمر بقرارات التيار القديم (بقيادة محمود عزت) قرارات منها إعفاء المتحدث الحالي للتيار الثاني من منصبه كمتحدث إعلامي للجماعة، وهو ما عجل بنشأة التيار الثاني.
محمد حبيب، نائب مرشد الإخوان في السابق، قال لبوابة "العين": إن "جماعة الإخوان تلقت ضربة موجعة ومؤلمة بعد الانشقاقات التي ضربت صفوف التنظيم خلال الفترة القليلة الماضية، معتبرا الجماعة "مخلخلة من الداخل بعد اتساع الخلافات بين أعضاء الجماعة من حيث الرؤية والمنهج وطريقة الحركة على الأرض".
من جانبه، استبعد خالد الزعفراني، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، قدرة جماعة الإخوان على إعادة التماسك كتنظيم قوى موحد مرة أخرى؛ حيث تمثل الانشقاقات الداخلية ضربة قاضية للإخوان وتؤكد فشل الجماعة في العودة كهيكل تنظيمي متماسك بعيدًا عن البيانات التي تؤكد الالتزام بالشكل العام للإخوان.
وأضاف القيادي الإخوان المنشق أن "أغلب شباب الإخوان حاليا في السجون بعد مشاركتهم في أعمال عدائية ضد الدولة وباقي الأعضاء خارج البلاد ما أثر على التواصل بين قيادة الإخوان وقاعدة الجماعة التي تعمل على الأرض".
متفقا معهما، قال السياسي اليساري الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، لبوابة "العين" الإخبارية، إن "الانقسامات والانشقاقات التي ضربت جماعة الإخوان الفترة الماضية، بمثابة دليل على انقسام داخلي حاد في صفوف الجماعة نتيجة فشل القيادة الحالية وقيادتها للجماعة إلى حافة الهاوية".
وأضاف السعيد أن شباب الإخوان تمرد على قيادة التنظيم وعلى رأسها محمد بديع ومحمود عزت وخيرت الشاطر بعد فشلهم في قيادة الجماعة وتسبب قراراتهم في انهيار الإخوان خلال الفترة الماضية.
واعتبر السياسي اليساري جماعة الإخوان بدأت أولى خطواتها نحو النهاية بعد فشل التنظيم في اقناع شباب الإخوان بالتماسك التنظيمي، بعد الانقسامات الواسعة التي ضربت مكتب الإرشاد.
aXA6IDMuMTQyLjEzMC4yNDIg جزيرة ام اند امز