تسمية واشنطن لجماعة الإخوان منظمة إرهابية ستتبعها خطوات مماثلة من دول أوروبية وآسيوية.
أعلن البيت الأبيض أنه يعتزم تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا أجنبيا. يعتبر بحث الإدارة الأمريكية لهذا القرار ولو أنه جاء متأخرا، إلا أنه رؤية صائبة في التعامل مع ملف الإرهاب بالنفاذ إلى جذوره وأصوله الفكرية والتنظيمية على حد سواء.
في فترة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما سوقت جماعة الإخوان لنفسها بأطروحات غير دقيقة مع التأكيد على أنها جماعة سلمية ومعتدلة ومعتنقة للقيم الديمقراطية ومن الممكن إقامة شراكة معها، وفعلا نجحت في ذلك؛ لتصبح جماعة الإخوان أداة لتحقيق المصالح الأمريكية بالشرق الأوسط، واستطاعت بدعم من إدارة أوباما الوصول للسلطة بمصر. ولكن نتائج هذا التقارب بين إدارة أوباما والجماعة كانت عكسية على الولايات المتحدة، حيث ألحق بالنفوذ الأمريكي والمصالح الأمريكية خسائر باهظة، وعزز من نفوذ منافسيها.
لاحقا استغلت الجماعة التقارب مع إدارة أوباما للوصول إلى العمق الأمريكي عبر اختراق إداراته ومؤسساته لتعزيز نفوذها، ولتحقيق هدفها بتمثيل مسلمي أمريكا وامتلاك القدرة على التأثير في نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
تسمية واشنطن لجماعة الإخوان منظمة إرهابية ستتبعها خطوات مماثلة من دول أوروبية وآسيوية، فالعالم أدرك حقيقة وخطر هذه الجماعة الإرهابية التي تعد "المايسترو" لتنظيمي القاعدة وداعش، فهي من يعزف على منظومة فكرية واحدة، ومن تهندس التطرف وتسوقه، وتحدد مهامه المتنوعة، وهي أصل كل الجماعات الإرهابية في العالم.
في حال صنفت إدارة ترامب جماعة الإخوان منظمة إرهابية، فإن ذلك يعتبر إنجازا مهما لإدارته، إذ لم يعد الأمر متعلقا بمحاربة الإرهاب في العالم فقط، بل بحماية المجتمع الأمريكي من مشروعات سيطرة الإخوان وحرمانهم من استكمال مشروعهم القائم. بل إنه يخدم مسلمي أمريكا بإبقائهم مكونا طبيعيا مندمجا داخل مجتمعهم دون نزعات عزلة أو انفصال، وأيضا لإقصاء عوامل تنفير الآخرين منهم وكراهيتهم لهم.
تسمية واشنطن لجماعة الإخوان منظمة إرهابية ستتبعها خطوات مماثلة من دول أوروبية وآسيوية، فالعالم أدرك حقيقة وخطر هذه الجماعة الإرهابية التي تعد "المايسترو" لتنظيمي القاعدة وداعش، فهي من يعزف على منظومة فكرية واحدة، ومن تهندس التطرف وتسوقه، وتحدد مهامه المتنوعة، وهي أصل كل الجماعات الإرهابية في العالم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة