تونس بأسبوع.. ذعر بالإخوان من قرار ترامب والاحتجاجات تحاصر الشاهد
تونسيون يعتبرون الأسبوع الماضي بمثابة فصل تراجيدي متجدد في مسيرة حكومة الإخوان، التي تواجه حالة غضب بسبب فشلها في تحقيق التنمية
يعيش تنظيم الإخوان في تونس حالة من الرعب بعد إعلان اعتزام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إدراجه على قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية، فيما اجتاحت الاحتجاجات محافظة سيدي بوزيد، وسط تونس، ضد حكومة الشاهد والإخوان بعد حادثة مقتل مزارعين إثر إنقلاب شاحنة.
وبدأ الأسبوع بحادثة مقتل 12 مزارعا في منطقة السبالة بمحافظة سيدي بوزيد جراء انقلاب شاحنة للنقل العشوائي، وهو ما أشعل نار الاحتجاجات ضد حكومة يوسف الشاهد المتحالفة مع الإخوان، والتي فشلت في تحقيق تنمية عادلة في البلاد.
- تونس بأسبوع.. مأساة الأطفال الرضع تغذي عزلة "الشاهد والإخوان"
- مبادرات انتخابية جديدة لإنقاذ تونس من تحالف "الشاهد والإخوان"
واعتبر عدد من التونسيين الأسبوع الماضي بمثابة فصل تراجيدي متجدد في مسيرة حكومة الإخوان، التي تحكم تونس منذ أكتوبر/تشرين الثاني 2011.
ويرى فيصل التبيني النائب في البرلمان التونسي رئيس حزب صوت الفلاحين، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أنه لا يمكن اعتبار موت التونسيين مجرد حادث ولكنه جريمة، المتهم الأول فيها الحكومة التي عجزت عن توفير ظروف العيش الكريم.
وحسب خبراء في مجال النقل، فإن الطرقات التونسية المهترئة في بنيتها والمتهاوية كانت سببا في ارتفاع حوادث الطرقات، والأسبوع الماضي علامة فارقة في سجل الفشل الحكومي تجاه جزء كبير من أبناء الشعب التونسي.
وانتفض سكان محافظة سيدي بوزيد يوم 30 أبريل/نيسان الماضي بإعلان إضراب عام في كامل الولاية، توقفت على إثره كل مرافق الحياة الضرورية من مدارس ومصالح حكومية ووسائل مواصلات.
وأكد الكاتب الصحفي التونسي محمد بوعود أن تلك الحوادث تمثل مشكلة اجتماعية خطيرة، يمكن أن تتسع إلى أكثر من محافظة تونسية، خاصة محافظات الشمال الغربي والجنوب.
واعتبر بوعود أن المناطق هي مناطق مهيأة للانفجار الاجتماعي والشعبي، مذكرا أن نقطة انطلاق سقوط نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي سنة 2011 من محافظة سيدي بوزيد، التي فيها نسب بطالة كبيرة تصل إلى حدود 40%.
وقال نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل "أكبر منظمة نقابية"، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "هذه الحكومة هي حكومة الاستسلام للدوائر الدولية المالية، وهي حكومة التواطؤ مع المافيات النافذة".
وأوضح أن "التحالف الحاكم في تونس أصبح عاجزاً على التسيير الجيد للبلاد، كما أنه لا بد من الشعب التونسي التحرك لاستعادة سيادته بنفسه.
وأكد أن هذه الحكومة تعمل على تكميم الأفواه بغلق القنوات المعارضة لها، في إشارة إلى غلق قناة "نسمة" الخاصة منذ أسبوع، علاوة على محاكمة المدونين وبسط النفوذ على وسائل الإعلام.
واعتقلت حكومة التحالف عدداً من المدونين خلال فترة حكمها، أبرزهم الناشطة السياسية فضيلة بلحاج في 11 فبراير/شباط 2019، والناشط رمزي العطوي في مارس/آذار.
إخوان تونس والتصنيف الإرهابي
اعتزام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إدراج جماعة الإخوان على قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية كان له ردود أفعال قوية على إخوان تونس، الذين يمثلون جزءاً من مشروع إقليمي للتنظيم الدولي للجماعة.
واعتبرت صابرين الربيعي الناشطة السياسية في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، في تصريحات لـ"العين الاخبارية"، أن حركة النهضة الإخوانية ستحاول إنكار ارتباطها بالجماعة لضمان بقائها في المشهد التونسي، مشيرة إلى أن ما ارتكبه الإخوان في المنطقة العربية وبغض النظر عن الموقف الأمريكي هو إجرام في حق العرب والشعوب العربية.
وأشارت الربيعي إلى أن الإخوان هم صنيعة الإدارة الأمريكية، من خلال توظيفهم في تدمير الشعوب، ولا فرق بين من يحارب الشرق الأوسط بالسلاح ومن يحارب المنطقة العربية بالأيديولوجيا الإخوانية، مبينة أن الحاضنة الإخوانية في تونس تعيش حالة من الارتباك.
وذكرت أن اغتيال القيادي بحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد شكري بلعيد في 6 فبراير/شباط 2013 كان نتيجة تحريض حزب النهضة بالأساس التي كانت تحكم في تلك الفترة، من خلال وزير داخليتها علي العريض (2011-2013).
هذا التصنيف المفاجئ للرأي العام التونسي يرى فيه أنيس حزايزية، الباحث في الجماعات الإسلامية بكلية الآداب "بمنوبة" وصاحب البحث الذي صدر عام 2018 بعنوان "حزب النهضة والصراع المتواصل مع الحداثة" مؤشرا خطيرا يذهب إلى جعل حزب النهضة أمام مؤاخذات دولية حول مصادر تمويلها وحول الشبكات المرتبطة بها.
وأشار، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إلى أن الواجهة الإخوانية في المنطقة العربية قطرية، من خلال عدد من المؤسسات الموجودة في بريطانيا، وتضييق الخناق على الدعم المادي للإخوان هو إعلان وفاتهم السياسي في تونس.
aXA6IDMuMTQxLjM1LjI3IA==
جزيرة ام اند امز