"مؤتمر الشباب".. ثاني تحرك للحكومة الألمانية ضد الإخوان

بعد 5 ضربات متتالية من أحزاب معارضة لجماعة الإخوان الإرهابية في برلمان ألمانيا، تلقفت الحكومة الكرة وبدأت في التحرك ضدها بشكل مكثف.
وبعد أيام قليلة من كشف الحكومة الألمانية معلومات عن الذراع المالية للإخوان، جاء الدور على محاولات الجماعة التأثير على الشباب، والتي تكون في بعض الأحيان عابرة للحدود.
وأرسلت الحكومة مذكرة إلى البرلمان أواخر يونيو/حزيران المنصرم، تحمل ردودا على طلب إحاطة قدمه حزب البديل لأجل ألمانيا عن الأذراع الإعلامية للإخوان، وانفردت "العين الإخبارية" بنشره في 15 يونيو/حزيران.
المذكرة التي تنفرد "العين الإخبارية" بنشر مقتطفات منها، تتحدث عما يعرف بـ"مؤتمر الشباب الإسلامي" (YOUCON)، إذ ذكرت بوضوح أن "المؤتمر يحاول تقديم نفسه على أنه منصة للشباب المسلم".
وتابعت "تنظم منظمة الشباب المسلم (ذراع للإخوان) في برلين، هذا المؤتمر، لكن في عام 2015، كانت منظمة الجالية المسلمة الألمانية، المنظمة المظلية للإخوان في ألمانيا، هي الراعي الرسمي لمؤتمر الشباب المسلم".
وأضافت "في 2013، شارك الداعية عبدالعظيم كموس (إمام محسوب على الإخوان في ذلك الوقت) في ورشة عمل في فعاليات المؤتمر، فيما كان "معهد البينة للغة العربية والدراسات القرآنية" الذي تأسس عام 2005 من قبل نعمان علي خان ومقره في دالاس بولاية تكساس الأمريكية شريكًا في التعاون بتنظيم المؤتمر مع المنظمات النشطة في ألمانيا".
وكانت الخبيرة الألمانية سيغريد هيرمان مارشال ذكرت في مقال سابق أن مؤتمر الشباب الإسلامي الذي ينظم في بداية كل عام، تحول لتقليد في أوساط جماعة الإخوان.
وتابعت "كحدث يهدف في المقام الأول إلى جذب الشباب"، مضيفة "هذا التجمع ينظمه أشخاص ومنظمات من شبكة أنشطة الإخوان".
وكانت منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا؛ التي قالت السلطات الألمانية في تقرير رسمي إنها مرتبطة بالإخوان بروابط شخصية ومؤسسية، راعي مؤتمر الشباب الإسلامي في 2013 و٢٠١٦.
وبخلاف تفجير قضية مؤتمر الشباب الإسلامي ومحاولاته التأثير في الشباب، اعترفت المذكرة الحكومية بوجود تمويل حكومي في بعض الأحيان لمنظمات مرتبطة بالإخوان.
وقالت المذكرة إن شركة مثيرة للجدل يديرها إسلاميون متطرفون وتسمى "Datteltäter" وتنتج محتوى على "يوتيوب"، تلقت دعمًا من الوكالة الفيدرالية للتربية المدنية، وهي جزء من وزارة الداخلية والمجتمع، بين عامي 2012 و2020، بلغ حوالي 3300 يورو.
وحول إمكانية منح هذه الشركة أموالا في المستقبل، قالت المذكرة "من حيث المبدأ، تتخذ الحكومة الاتحادية قرارات التمويل أثناء فحص الطلبات الفردية، مع مراعاة جميع الجوانب المتعلقة بالتمويل. لذلك ليس من الممكن إعطاء إجابة عامة حول ما إذا كانت الطلبات المقدمة من المؤسسة المذكورة ستتم الموافقة عليها في المستقبل أم لا".
كما أقرت الحكومة، أن منظمة الإغاثة الإسلامية التي ترتبط بعلاقة وثيقة بـ"Datteltäter"، حصلت هي الأخرى على تمويل من وزارة الخارجية الألمانية بين 2013 و2020، بلغ 15 مليون يورو، وحصلت أيضا على ٩٦٥ ألف يورو من وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية في نفس الفترة، لكنها لم تعط أي توقعات عن منح تمويل لهذه المنظمة مستقبلا.
وكانت وزارة الداخلية الألمانية قالت في مذكرة للبرلمان في 2020، إنها غير مقتنعة بمحاولات الإغاثة الإسلامية فصل نفسها عن الإخوان، وأنها ترى روابط بين الطرفين.
وبعد انفراد "العين الإخبارية" بـ3 مشاريع قوانين وطلبي إحاطة ضد الإخوان في أقل من 60 يوما، بدأت الحكومة الألمانية دورها في الرد على تحركات المعارضة.
مذكرة سابقة
وقبل أيام، أرسلت الحكومة الألمانية مذكرة للبرلمان تحمل رقم (20/2224)، تكشف معلومات مفصلة عن الذراع المالية للإخوان الإرهابية وأهدافها الخبيثة، وانفردت "العين الإخبارية" أيضا بنشر مقتطفات منها.
وبدأت المذكرة السابقة بقضية شراء شركة "أوروبا تراست"؛ ذراع الإخوان المالية في أوروبا، عقارا في حي فيدنج في برلين بـ4 ملايين يورو، نهاية العام الماضي، وتحويله إلى بؤرة إرهاب عبر تخصيص طوابقه كمقارات لمنظمات إخوانية خاضعة لرقابة هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في ألمانيا.
ووفق مذكرة الحكومة الألمانية، تأسس صندوق أوروبا (أوروبا تراست) عن طريق اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا؛ المنظمة المظلية لجماعة الإخوان في القارة.
وتعمل "أوروبا تراست" على دعم عمل اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، من خلال توفير المزيد من الموارد المالية المستقرة.