"مفخخات" داعش تحول الموصل إلى "مدينة الدراجات"
القوات العراقية تحظر مرور السيارات والدراجات النارية في الجانب الغربي من الموصل، وهو ما حولها إلى "مدينة للدراجات"
يعاني معظم سكان الموصل البالغ عددهم 1.2 مليون نسمة، من إجراءات التأمين منذ اندلاع معركة استعادة المدينة من تنظيم داعش الإرهابي في أكتوبر الماضي.
وبينما عادت الحركة المرورية إلى الجانب الشرقي من المدينة، حيث تم طرد عناصر التنظيم الإرهابي، إلا أن القوات العراقية لا تزال تحارب في الجانب الغربي وتحظر مرور السيارات والدراجات النارية، حيث يستخدمها داعش في عمليات انتحارية.
هذا الحظر حول الموصل إلى "مدينة للدراجات"، حسب صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، التي نقلت عن سكان الموصل إحراق عناصر داعش للكثير من سياراتهم قبل انسحابهم من المنطقة، وحولوا بعضها إلى مفخخات لوقف تقدم القوات العراقية.
ونقلت لوس أنجلوس تايمز عن قصي توفيق، الذي يعيش في الجانب الغربي من الموصل منذ 50 عاما، قوله إنه لا يفهم لماذا لا يسمح لسكان المدينة بالقيادة، وأضاف أنه لم يتمكن من زيارة طبيبه أو الحصول على راتبه من وزارة الزراعة العراقية أو نقل أي من سياراته الثلاثة إلى مكان آمن في الجانب الشرقي من الموصل، لافتا إلى أنه "تم تحرير المنطقة، وينبغي ترك الناس تقود سياراتها، لقد عانينا كثيرا في حكم داعش".
وطالما كانت تجارة الدراجات مزدهرة في غرب الموصل، حيث كانت تصطف محلاتها على طول ضفاف نهر دجلة الذي يقسم المدينة، لكن تم إغلاق هذه المحلات عندما بدأت معركة تحرير الموصل، حسب سكانها، ومن غير المحتمل أن يعاد فتحها قريبا.
وفي ظل منع قيادة السيارات، استغل بعض البائعين في الجانب الغربي الوضع وباعوا الدراجات مقابل 100 و200 دولار، وهو مبلغ كبير بالنسبة للعائلات العاجزة عن مغادرة المنطقة منذ شهور للعمل أو للحصول على رواتبهم من الحكومة.
صالح حسين، أحد سكان المدينة، قال إن شراء الدراجة كان يتكلف في السابق 20 دولارا، مضيفا أنه كان لديه دراجة نارية وتوقف عن استخدامها حتى من قبل منع قيادتها هي والسيارات، بسبب نقص الغاز، لكن كثيرا من سكان الموصل يمتلكون دراجات قديمة بالفعل، وأصبحوا يستخدمونها في التنقل وشراء الإمدادات لعائلاتهم.
من جانبه، قال محمد صباح يحيى للصحيفة الأمريكية، إنه كان يدير محلا للدراجات النارية في الجانب الغربي من الموصل، لكن تم تدميره أثناء المعركة، وفتح محل دراجات في الجانب الشرقي، ويبيع الدراجة بمقابل يتراوح بين 65 إلى 70 دولارا.
لوس أنجلوس تايمز أشارت إلى أن كل الدراجات المستخدمة حاليا في الموصل نسائية، وأوضحت أنه لم يكن مسموحا للسيدات بركوب الدراجات حتى من قبل استيلاء داعش على المدينة في 2014، لافتة إلى أن رجال الموصل يعتبرون الدراجات ذات التصميمات النسائية أسهل كثيرا في التعامل معها.
من ناحية أخرى، أصبح أشخاص آخرون يعتمدون على الدراجات في الموصل لتجنب التكدس المروري، وعلى الرغم من عودة السيارات إلى الجانب الشرقي لم يلاحظ عودة الدراجات النارية لأن الأهالي لا يزالون قلقين من إيقافهم من قبل الشرطة.
وأخيرا أشارت الصحيفة إلى أنه رغم هزيمة داعش في الجانب الشرقي للموصل إلا أن السكان لا يزالون خائفين من ركوب الدراجات ليلا خشية وجود عناصر متبقية أو "خلايا نائمة" تابعة لداعش.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOC40MyA=
جزيرة ام اند امز