لم يقل أحد إن مصر أو تونس أفضل من أوروجواي أو إنجلترا، ولم يقل أحد إن إيران أفضل من المغرب.. ولم نطالب منتخباتنا العربية بأن تحرز اللقب
لم يقل أحد إن مصر أو تونس أفضل من أوروجواي أو إنجلترا، ولم يقل أحد إن إيران أفضل من المغرب في كرة القدم.. ولم يقل أحد إننا نطالب منتخباتنا العربية المشاركة في المونديال، بأن تحرز اللقب، أو تنافس عليه، بل كل ما طالبنا به هو الأداء الرجولي والقتالي، لأننا نعرف فوارق الإمكانات والاحتراف والمنشآت والصرف والدوريات القوية ومليون شغلة أخرى..
ولكن كرة القدم لعبة المفاجآت ولا يمكن أن تكون نتائجها كلها مضمونة، فهي تعطي من يعطيها زائد الحظ، ولهذا فازت المكسيك على ألمانيا، وتعادلت آيسلندا «الصغيرة المغمورة» مع الأرجنتين أحد عمالقة العالم، برغم أن آيسلندا تتأهل للمرة الأولى في تاريخها إلى نهائيات كؤوس العالم، وعدد سكانها يصل إلى 350 ألف نسمة فقط..
ولهذا قارعت سويسرا منتخب البرازيل، وكادت أن تفوز عليه، ولهذا تحدث المفاجآت في كؤوس العالم، لأن هناك منتخبات تؤمن بحظوظها مهما كانت هوية منافسيها، ولهذا زعلنا وأصابنا الإحباط بعد خسارة مصر أمام أوروجواي في الدقيقة 90، برغم أننا لم نتوقع أساساً أي نقطة من هذه المواجهة، وبعدها زعلنا من خسارة المغرب أمام إيران، وكنا نتوقع فوزها، لأن إيران ليست أفضل من المغرب لا بالتاريخ ولا بالإنجازات، ولا بالمستوى ولا بالمهارات أو المحترفين، ثم يخسر المنتخب في الدقيقة 95.. والسيناريو نفسه تقريباً ينطبق على المنتخب التونسي الذي واجه إنجلترا، ولم يكن مرشحاً للفوز، ولكنه ظل متمسكاً بالتعادل، بعد تسجيله أول هدف عربي في النهائيات، حتى قبل الصافرة ببضع ثوانٍ، ولكنه سلم كل النقاط للمنافس، بعد أن ترك لاعبوه أخطر لاعب فيه، وهو هاري كين وحيداً ليسجل ثاني أهدافه، وهو أول إنجليزي يسجل ثنائية منذ 28 سنة.
كل العرب تساءلوا وأنا منهم: ليه كده؟
نعرف أن المنافسين أقوياء، ولكن نحن لسنا ضعفاء، ولسنا بأقل من منتخب كرواتيا الذي نجح في ترك بصمته في نهائيات كأس العالم بفرنسا 1998، أو كوريا الجنوبية التي وصلت إلى مربع الذهب في الكأس التي تلتها أو غانا التي كادت أن تفجر أكبر المفاجآت وعشرات الأمثلة لمنتخبات تجاوزت كل التوقعات وتركت أقوى البصمات؟
*نقلا عن صحيفة الاتحاد الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة