حملة الجيش في ميانمار.. أبرز جماعة بوذية تلوح بالانشقاق
دعت أبرز جماعة للرهبان البوذيين في ميانمار الجيش إلى الكف عن قتل المتظاهرين الرافضين للانقلاب العسكري، ملوحة بالانشقاق عن السلطة.
وذكر إعلام محلي أن الجماعة طالبت المجلس العسكري بوقف العنف مع المحتجين، واتهمت "أقلية مسلحة" بتعذيب وقتل مدنيين أبرياء منذ الانقلاب الذي وقع في فبراير/شباط الماضي.
وفي أقوى تنديد من جانبها للحملة الدامية التي ينفذها الجيش لوقف الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية، حذرت الجماعة التي عينتها الحكومة، في مسودة بيان، من أن أفرادها يعتزمون تعليق أنشطتهم.
ونقل موقع "ميانمار الآن" الإخباري، عن راهب حضر اجتماع الجماعة التي تحمل اسم "لجنة سانغا ماها ناياكا"، أنها تعتزم إصدار بيان نهائي بعد استشارة وزير الشؤون الدينية غدا الخميس.
وينذر تلويح الجماعة بانشقاق في أفق العلاقات مع السلطات التي عادة ما تعمل معها بشكل وثيق.
ومنذ إطاحة الجيش بالزعيمة المدنية أونج سان سو تشي في انقلاب الشهر الماضي، تعيش ميانمار على وقع اضطرابات لم تضع أوزارها حتى الساعة.
من جانبهم، دعا فريق من محققي الأمم المتحدة بشأن ميانمار، اليوم، المواطنين إلى جمع وحفظ أدلة موثقة لجرائم أمر بها الجيش منذ الانقلاب، بهدف إقامة دعاوى قضائية ضد قادته في المستقبل.
وتقول رابطة مساعدة السجناء السياسيين إن قوات الأمن في ميانمار قتلت أكثر من 180 محتجا في إطار محاولتها لسحق موجة من المظاهرات منذ استيلاء المجلس العسكري على السلطة.
وقال رئيس فريق الأمم المتحدة نيكولاس كومجيان، في بيان: "من يتحملون الجانب الأكبر من المسؤولية عن أخطر الجرائم الدولية هم في الأغلب من يشغلون المناصب القيادية العليا".
وفي سبتمبر/أيلول 2018، شكل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة آلية التحقيق المستقلة في ميانمار، وتتخذ من جنيف مقرا لها، لجمع الأدلة على أخطر الجرائم وانتهاكات القانون الدولي في البلد الآسيوي منذ عام 2011.
حملة دامية
وسائل إعلام محلية في ميانمار ذكرت، أمس الثلاثاء، أن السكان فروا من ضاحية صناعية لمدينة يانغون التي تعتبر العاصمة الاقتصادية للبلاد، بسبب مخاوف من مزيد من إراقة الدماء.
وتتفاقم المخاوف بعد مقتل العشرات في احتجاجات مناهضة للانقلاب ومطالبة بعودة الديمقراطية مطلع الأسبوع، وإعلان الجيش تطبيق الأحكام العرفية.
ووفق شهادات لسكان محليين، قتل أكثر من 40 محتجا الأحد الماضي، فيما تواصل قوات الأمن وجودها المكثف في منطقة "هلاينغ ثاريار" الصناعية في يانغون، كما أضرمت الحرائق في عدد من المصانع.
ورغم استمرار الاحتجاجات الرافضة للانقلاب، فإن عدد المشاركين بدأ يتقلص تدريجيا، حيث بات الخوف يطبق على سكان ميانمار ممن أصبحوا يخشون النزول إلى الشوارع، وسط تقارير تتحدث عن سقوط قتلى برصاص قاتل يستهدف المتظاهرين مباشرة.