"الروهينجا" يدفعون ثمن تفوههم بالحقيقة لمبعوثين أمميين
السلطات في ميانمار تسعى إلى ترهيب مسلمي "الروهينجا" منعًا للإدلاء بأي معلومات لأي مراقبين حول الأهوال التي عاشوها.
يبدو أنه بعدما عكفت حكومة وجيش ميانمار على ارتكاب أعمال عنف مروعة ضد "الروهينجا"، تسعى الآن لترهيبهم منعًا للإدلاء بأي معلومات لأي مراقبين حول الأهوال التي عاشوها.
الأسبوع الماضي، توجه وفد من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى ولاية راخين، وعملت سلطات بلدة مونجداو على تحذير الروهينجا من الإدلاء بأي معلومات ضد الحكومة أو قوات الأمن.
لكن بالطبع كان هناك بعض الأفراد الراغبين في تحدي تلك الأوامر، والآن تبحث وكالات الأمن عنهم.
قال مراسل من الروهينجا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، إن مزارعين من الأقلية المسلمة تحدثوا مع وفد من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة زار ولاية راخين الأسبوع الماضي، والآن مجبرون على الاختباء بعد عملية بحث ومطاردة شنتها وكالات أمن ميانمار.
وأضاف المراسل أن قبل أيام من زيارة بعثة الأمم المتحدة لراخين، حذرت سلطات بلدة مونجداو أفراد الروهينجا في القرى المحيطة من إخبار المبعوثين بأي شيء ضد الحكومة أو قوات الأمن.
وأشار المراسل إلى أن السلطات هددت أي أحد سيعصي التحذير بأنه سيواجه عواقب وخيمة، وفي حين رفض معظم المزارعين التحدث مع المبعوثين بعد التهديد، لكن في قرية نولبوينا كان هناك ثلاثة صبيان وسيدة في منتصف العمر مستعدون لفعل عكس ذلك.
وبعد مغادرة المبعوثين، توجه عملاء من وحدة الاستخبارات العسكرية لميانمار وشرطة حرس الحدود إلى القرية بحثًا عن الروهينجا الذين تحدثوا مع المبعوثين، مما يضطرهم للهرب الآن من أجل سلامتهم.
وأوضح المراسل الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن بعض عملاء الاستخبارات كانوا برفقة المبعوثين وصوروا المحادثة بين مزارعي الروهينجا والزائرين.
ومن الواضح أن هؤلاء الأشخاص يختبئون خوفًا من عقاب الحكومة ووكالات الأمن، وليس معلومًا ما إن كانوا لايزالون في ميانمار أو عبروا إلى بنجلاديش.
وقال الناشط السياسي من الروهينجا كوكو لين، إن الروهينجا يدفعون ثمن تفوههم بالحقيقة، وتطاردهم قوات ميانمار كما حدث مع آخرين في الماضي.
وخلال الزيارة التي استمرت يومًا واحدًا لولاية راخين في أول مايو/آيار، تجول مبعوثو الأمم المتحدة بعدة قرى للروهينجا ، بهدف الاستماع إلى تجارب العنف التي حدثت خلال الحملة الأمنية من أقصى عدد ممكن من مزارعي الروهينجا.
ونتيجة لما توصلوا إليه، طالب مجلس أمن ميانمار بتسريع جهود تأمين سلامة عودة الروهينجا ومحاسبة مرتكبي الهجمات ضدهم.