نساء الروهينجا.. أهوال تدمي القلوب
نساء من الروهينجا يتحدثن خلال لقاءات مع وكالة "أسوشيتد برس" حول الأهوال التي وجدنها في ميانمار
توصلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية عبر لقاءات أجرتها مع مجموعة من نساء وفتيات الروهينجا الموجودات الآن في بنجلاديش، إلى أن الاغتصاب والاعتداء كان قد أصبح وسيلة ممنهجة يستخدمها جيش ميانمار ضدهن.
- "لا تعيدونا إلى ميانمار سيقتلوننا".. الأيتام الضائعون في مخيم اللاجئين
- مأساة فتيات الروهينجا.. الزواج مقابل الطعام
الفتيات يأتين من قرى مختلفة بميانمار، ويعشن الآن في عدة مخيمات ببنجلاديش، وقد وافقن على ذكر الحرف الأول من أسمائهن عند سرد قصص التعدي عليهن؛ خوفا من أن يقوم الجيش بقتلهن أو عائلاتهن.
تبلغ 13 عامًا فقط
تبلغ "ر" 13 عاما فقط، وقد تعلمت بالفعل أن تخشى رجال الجيش؛ ففي العام الماضي قتل الجنود والدها طعنا.
في آخر أيام أغسطس، اقتحم 10 جنود منزل "ر"، وقاموا بسحب شقيقيها الصغيرين وربطوهما بشجرة وضربوهما.
حاولت الفتاة الهرب من الباب الأمامي، لكن أمسكوا بها وربطوا أذرعها بشجرة، وسرقوا حليها، وخلعوا عنها ملابسها، وعندما صرخت في وجوههم، بصقوا عليها.
بدأ الجنود التعدي عليها واغتصابها بالتناوب حتى فقدت الوعي، وكان الألم شديدًا.
وقام أشقاؤها الكبار بحملها نحو الحدود، وما أن وصلوا إلى بنجلاديش، أعطاها الطبيب وسيلة منع حمل طارئة.
أحلام "ر" عبارة عن كوابيس، وتجد صعوبة في تناول الطعام، وتقول إنها كانت جميلة قبل تعرضها للاغتصاب.
اغتُصبت مرتين
كانت "ف" وزوجها يغطان في النوم بمنزلهما في يونيو عندما اقتحم 7 جنود غرفتهما، وربطوا زوجها بحبل، وكمموا فمه بوشاح نزعوه من رأس زوجته.
الجنود انتزعوا مجوهرات "ف" وخلعوا عنها ملابسها، وطرحوها أرضًا؛ حيث بدأ الجندي الأول اغتصابها.
لكن الزوج تملص من الكمامة على فمه وبدأ في الصراخ، فأطلق عليه أحد الجنود النار، وشق عنقه جندي آخر.
بعد الاعتداء، ألقى الجنود بجسد "ف" خارج المنزل وأشعلوا فيها النيران، لكن تمكن الجيران من إنقاذها، وبعد مرور شهرين، أدركت أنها كانت حاملًا.
في سبتمبر، بدأ كابوسها ثانية، فعندما كانت "ف" نائمة في منزل أحد جيرانها، اقتحم 5 جنود المنزل، ونحروا عنق طفل يبلغ من العمر 5 سنوات كان يعيش هناك، وقتلوا والده. الجنود خلعوا ملابس النساء، وقام اثنان منهم باغتصاب "ف"، وثلاثة اغتصبوا صديقتها.
وبعد مغادرة الجنود، رقدت النساء على الأرض لعدة أيام قبل هربهن إلى بنجلاديش.
زوجها لامها
"ك" وعائلتها كانوا يجلسون لتناول طعام الإفطار في أحد الأيام عندما سمعوا صرخات أبناء القرية، فانطلق زوجها وثلاثة أطفال هاربين.
كانت "ك" حاملًا في الشهر التاسع، ولديها طفلان ترعاهما، لذا لم تتمكن من الهرب إلى أي مكان.
اقتحم الجنود المنزل، وألقوا بها على الفراش، واقتلعوا مجوهراتها وسرقوا المال الذي كانت تخبئه في ملابسها. الجنود مزقوا ملابسها وربطوا يديها وساقيها بالحبل، وعندما قاومتهم خنقوها ثم بدأوا اغتصابها.
كانت "ك" مرعوبة للغاية لدرجة جعلتها لا تتمكن من الحركة، فقد كان أحد الرجال ممسكًا بسكين قرب عينيها، وسلاح قرب صدرها. الرجال الثلاثة تناوبوا اغتصابها، فبدأت تنزف، وكانت متأكدة أن طفلها يموت.
عندما استيقظت، كان الرجال قد ذهبوا، لكن زوجها لامها على الاعتداء، مرجعا ذلك إلى عدم هربها.
هربت العائلة إلى بنجلاديش، وبعد أسبوعين، وضعت "ك" طفلها.
شعرت بألم بالغ
"ر" كانت بالمنزل مع زوجها و5 من أطفالها نهاية أغسطس عندما سمعت ضجة خارج المنزل، ورأت منازل بالقرية تشتعل فيها النيران.
هرب زوجها لكن هي كان معها الأطفال لتعتني بهم. اقتحم خمسة جنود المنزل، فصرخ الأطفال وركضوا خارجًا.
قام الجنود بخلع ملابسها، وأخذوا عقدها، وضربوها بأقدامهم، ثم بدأ أحدهم اغتصابها، في حين ثبتها الأربعة الآخرون وضربوها ببنادقهم، وعندما انتهوا، أخذوا المال الموجود وملابس زوجها من الخزانة.
"ر" هربت إلى بنجلاديش مع عائلتها في اليوم التالي، وقد وجدت صعوبة في الحركة مع جروحها التي كانت تعاني منها، لذا استخدمت عصى تساعدها في المشي.
وقالت: "شعرت بألم بالغ، يؤلمني للغاية السير عبر التلال"، وبعد أربعة أيام وصلت إلى بنجلاديش.