مصير غامض ينتظر تيك توك.. مهلة ترامب أوشكت على النفاد
فشل صفقة بيع تيك توك لشركة مايكروسوفت يضع التطبيق الصيني في مأزق مع اقتراب انتهاء مهلة الرئيس ترامب.
لا يزال الغموض يحيط بصفقة بيع عمليات تطبيق تيك توك الصيني بالولايات المتحدة الأمريكية، بعد خروح شركة مايكروسوفت من الصفقة وظهور قوي لمجموعة أوراكل.
ويواجه تيك توك المملوك لشركة بايت دانس أزمة كبيرة داخل الولايات المتحدة، حيث يسعى الرئيس الأمريكي إلى حظر التطبيق الصيني بحجة أنه يمثل خطرا على الأمن القومي الأمريكي، من خلال الاطلاع على بيانات أكثر من 100 مليون أمريكي من عملاء التطبيق، وهو ما نفاه "تيك توك" في أكثر من مناسبة.
وأعلنت شركة مايكروسوفت الأمريكية أنها لم تتمكن من الاستحواذ على المنصة الرقمية الصينية تيك توك بعد أن رفضت مجموعة "بايت دانس" المالكة العرض الذي قدمته الشركة الأمريكية، مما مهد الطريق لمجموعة أوراكل لإقامة شراكة.
وفشل صفقة البيع لمايكروسوفت يضع تيك توك في مأزق كبير، حيث أن المهلة التي أعطاها ترامب للتطبيق الصيني أوشكت على النفاد.
ففي 6 أغسطس/آب وقع ترامب مرسوما تنفيذيا يمهل الأمريكيين 45 يوما لوقف التعامل مع شركة "بايت دانس" الصينية المالكة لتطبيق "تيك توك"، في وقت يتصاعد التوتر بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق للاستحواذ قبل 20 سبتمبر/أيلول، فسيتعين إغلاق المنصة في الولايات المتحدة. وحدد ترامب، من جهته، المهلة بحلول 15 سبتمبر/أيلول.
ويحظى موقع الفيديوهات القصيرة الشهير بشعبية كبيرة حول العالم وفي الولايات المتحدة، حيث تتضمن المقاطع التي تنشر على "تيك توك" كل المواضيع الخفيفة بدءا من روتين الرقص ودروس صبغ الشعر إلى النكات حول الحياة اليومية والسياسة. وقد تم تنزيله 175 مليون مرة في الولايات المتحدة وأكثر من مليار مرة حول العالم.
وقال جاريد كوشنر المستشار بالبيت الأبيض الثلاثاء إن البيت الأبيض يجري مراجعة لمسعى أوراكل للتعاون مع بايت دانس الصينية لمواصلة تشغيل تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة وأضاف أنه ليس لديه علم بما إذا كانت علاقة أي شركة بالرئيس لها تأثير على الصفقة.
قال كوشنر ردا على سؤال من سي.إن.بي.سي عما إذا كان التحرك صوب أوراكل بدلا من مايكروسوفت بسبب تأثير علاقات الرئيس دونالد ترامب فأجاب "على حد علمي، لا. في النهاية من حق الشركات أن تحدد من تريد أن تبرم صفقة معه".
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصدر مطلع على الملف أن أوراكل على وشك أن تصبح "شريكاً تقنياً موثوقاً به" لـمنصة تيك توك في الولايات المتحدة، لكن البيع المباشر ليس مطروحا.
ورفضت تيك توك وأوراكل الإدلاء بأي توضيح ردا على أسئلة فرانس برس.
وذكرت مايكروسوفت في بيان "أبلغتنا بايت دانس أنها لن تبيع العمليات الأمريكية لمنصة تيك توك إلى مايكروسوفت. نحن واثقون من أن اقتراحنا كان مفيدًا لمستخدمي تيك توك مع حماية مصالح الأمن القومي".
وكانت المجموعة، ومقرها ريدموند (واشنطن الغربية) قد أعلنت في بداية أغسطس/آب عن اهتمامها بالاستحواذ على العمليات الأمريكية لتطبيق "تيك توك" المهددة بفرض حظر عليها في الولايات المتحدة.
وقع الرئيس دونالد ترامب، الذي يكيل الاتهامات منذ أشهر من دون أدلة لشبكة التواصل الاجتماعي بالتجسس لصالح الصين، أوامر تنفيذية لإجبار بايت دانس على بيع عمليات تيك توك في الولايات المتحدة.
كما طالب ترامب بأن يتم إيداع جزء كبير من الصفقة المحتملة بحساب وزارة الخزانة الأميركية، الأمر الذي أثار انتقادات شديدة.
وقدمت المنصة شكوى ضد الحكومة الأمريكية للطعن في هذا الإجراء.
وذكرت مايكروسوفت "كنا سنجري تعديلات كبيرة لضمان أن الخدمة تفي بأعلى معايير الأمن والخصوصية والأمان ومكافحة المعلومات المضللة".
في نهاية أغسطس/ آب أكدت مجموعة وول مارت لبيع التجزئة أنها تعاونت مع مايكروسوفت للتفاوض من أجل الاستحواذ على المنصة التي يتشارك مستخدموها مقاطع فيديو قصيرة، فكاهية أو موسيقية.
لكن هذه الشراكة بين العملاقين الأمريكيين لم تكن كافية.
بالإضافة إلى العمليات في الولايات المتحدة، تم التفاوض على العمليات في كندا وأستراليا ونيوزيلندا.
واعتبر المحلل في شركة "ويدبوش سيكيوريتيز" دانيال آيفز في مذكرة "نعتقد أن مايكروسوفت أرادت شراء تيك توك مع برمجياتها الخوارزمية الرئيسية، وهو تنازل لم ترغب الحكومة الصينية وشركة بايتدانس في تقديمه مطلقًا".
وأضاف آيفز "نظرًا لضرورة الحصول على موافقة بكين بعد تغيير قوانين التصدير قبل بضعة أسابيع، قد تصبح أيام تيك توك في الولايات المتحدة معدودة".
في نهاية شهر أغسطس/آب، قامت وزارة التجارة الصينية، لأول مرة منذ عام 2008، بتعديل قائمة التقنيات الخاضعة لقيود أو حظر التصدير.
ومن المنتجات التي تتضمنها القائمة تندرج تقنيات الذكاء الاصطناعي (معالجة البيانات، مقترحات المحتوى) التي ساهمت بنجاح تطبيق تيك توك، حيث يتم عرض مقاطع الفيديو على شاشات المستخدمين بحسب أذواقهم، وليس على أساس لائحة أسماء المتصلين لديهم.
وأعلنت بايتدانس أنها "تلتزم" بالأحكام الصينية الجديدة، أي الحصول على ترخيص تصدير من السلطات.
ورأى آيفز إنه حتى في حال تم التوصل إلى اتفاق بين أوراكل وتيك توك، فمن غير المرجح أن يشمل ذلك الاستحواذ على الشبكة الاجتماعية الصينية.
وأوضح الخبير "قد تصبح أوراكل شريكًا تقنيًا".
وأضاف "ما لم يحدث تغيير في اللحظة الأخيرة، فإن أيام سوداء تتنظر بايت دانس مع اقتراب مهلة البيت الأبيض هذا الأسبوع، حيث سيتم توقيف خدمة تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة".
ويثير مصير تيك توك في الولايات المتحدة تساؤلات كبيرة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، عدا عن كونها قضية دبلوماسية.
في أغسطس/آب، تجاوز التطبيق، الرائج لدى المراهقين، ملياري عملية تحميل في جميع أنحاء العالم ويؤكد أنه منتشر في أكثر من 200 دولة.
في الولايات المتحدة، يقوم 100 مليون شخص باستخدام الشبكة الاجتماعية شهريا، بينهم 50 مليون مستخدم يوميا، أي بزيادة قدرها 800% عن يناير/كانون الثاني 2018.
aXA6IDE4LjIyMS4xMDIuMCA=
جزيرة ام اند امز