المومياء الخضراء الغامضة.. كيف تحول جسد صبي للون الزمردي بعد قرون؟
لطالما حيرت المومياء الخضراء العلماء لعقود، وها هو السر ينكشف أخيرا، في دراسة نشرت بدورية "جورنال أوف كولتشرال هيريتِدج".
وتعود تلك المومياء لصبي مراهق دفن في إيطاليا قبل مئات السنين، تحول جسده إلى لون زمردي مميز غير مألوف في بقايا البشر، مما جعل اكتشافه نادرا واستثنائيا.

وتم اكتشاف المومياء لأول مرة عام 1987 في قبو فيلا قديمة في بولونيا، شمال إيطاليا، وكان الهيكل العظمي كاملا تقريبا باستثناء القدمين، ومنذ ذلك الحين، حافظت جامعة بولونيا على المومياء بعناية، قبل أن يكشف الفريق مؤخرا عن الظروف الغريبة التي أدت إلى تحولها الأخضر الملفت.
وأوضحت أناماريا ألابيزو، عالمة الحفظ في جامعة روما: "التحليل الكيميائي والفيزيائي أظهر عدم وجود علامات واضحة على مرض أو إصابة، لذا السبب وراء وفاة الصبي لا يزال مجهولًا. ولكننا اكتشفنا أن النحاس لم يحافظ على الجسد فحسب، بل غيّر مظهره بالكامل".
وأشار الفريق، في دراسته الجديدة، إلى أن المومياء الخضراء هي نتيجة مزيج فريد من العوامل البيئية، مثل انخفاض درجات الحرارة في القبو، قلة الأوكسجين داخل الصندوق النحاسي التي وضعت به، والفعل الميكروبي للنحاس، كلها ساهمت في عملية التحنيط الغريبة.

وقالوا لموقع "نيوساينتس" أن النحاس ساعد في الحفاظ على أنسجة الجسم الصلبة والرخوة بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا، لكنه تفاعل أيضا مع الأحماض المتسربة من الجسم، ما أدى إلى تآكل الصندوق وخلق مركبات تآكل تفاعلت مع مكونات العظام.
ومع مرور الوقت، حلت أيونات النحاس محل الكالسيوم في الهيكل العظمي للصبي، مما صلب العظام وأكسدها إلى درجات مختلفة من اللون الزمردي.
ولفتت ألابيزو إلى أن المومياء تمثل حالة فريدة من نوعها، إذ أنها أكمل مومياء خضراء تم العثور عليها حتى الآن، مقارنة بحالات أخرى مثل اليد المومياء لمولود احتضن عملة نحاسية والتي تحولت أيضا للون أخضر، لكنها لم تكن كاملة مثل هذه المومياء.

وتفتح هذه الدراسة نافذة جديدة على فهم العلماء لدور المعادن الثقيلة في حفظ الجثث، وتغير بالكامل تصوراتهم حول تأثيرها على عملية التحنيط، مؤكدة أن تأثير النحاس أكثر تعقيدا مما كان متوقعا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTExIA== جزيرة ام اند امز