عندما تزور المتاحف التي تعرض مومياوات فرعونية، تجول عادة بخيالك، لتتوقع شكل وجه هذه المومياء في حياتها، وهي المهمة التي تحاول فرق بحثية حول العالم تسهيلها، عبر جعلها تنبض مجددا بالحياة، من خلال استعادة وجوهها، بالاستعانة بخبراء في مجال التصميم ثلاثي الأبع
ودخل المصممون هذا المجال من بوابة عملهم مع الأدلة الجنائية لاستعادة الوجوه التي شوهتها بعض الجرائم، وبنفس المنطق والأسلوب، يسعون لاستعادة وجوه المومياوات التي ضاعت ملامحها مع الزمن، وإن بقيت الجثامين شاهدة على براعة المصري القديم في التحنيط.
أحد أشهر هؤلاء المصممون البرازيلي سيسيرو مورايس، والذي عمل على استعادة وجوه 20 مومياء فرعونية حتى الآن، مدفوعا كما قال في مقابلة خاصة مع بوابة "العين الإخبارية"، بعشقه الشديد للحضارة الفرعونية، ومتابعته لكل الدراسات والأبحاث التي يجريها مشاهير العلماء مثل د.زاهي حواس ود.سحر سليم ود.سليمة إكرام على مومياوات.
ورغم ما قد يثيره عمله من انتقادات، تتعلق بإظهار ملوك الفراعنة ببشرة مغايرة لما هو معروف عنهم، أو بملامح لا تمت لمصر القديمة بأي صلة، قال مورايس الذي نشر كثيرا من أعماله في دوريات علمية محكمة: "أتفهم هذه الانتقادات، وأسعى للرد على أصحابها، لأن العلم يعيش بالجدل والنقاش بين الأطراف المختلفة".
ولا يدعي مورايس، أنه يصل إلى ملامح المومياوات الفرعونية بدقة تصل إلى الكمال، قائلا :"عملنا تقريبي، وانا أتبع النهج العلمي في استعادة الوجوه".
ويضيف: "أصبحت أستخدم نهجا فنيا بتقديم المومياء ببشرة ملونة، وكذلك باللون الرمادي ، وذلك لأننا لا نعرف اللون الحقيقي للبشرة، على سبيل المثال، ولا نعرف التركيب الحقيقي للعيون، ولهذا نعرض العيون مغلقة بدون تعابير في بعض صور اللون الرمادي".