غياب زعيم كازاخستان السابق نور نزارباييف.. لغز النخبة الحاكمة
أثار غياب رئيس كازاخستان السابق، نور سلطان نزارباييف عن المشهد والشائعات حوله، تساؤلات حول وجود صراع على السلطة بين النخبة.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير لها أن الرئيس القوي السابق الذي حكم كازاخستان لعقود من الزمن، قبل تنحيه عن منصبه كرئيس عام 2019، اختار حليفًا موثوقا له، واستمر في ممارسة السلطة من خلف الكواليس.
لكن الاحتجاجات الدامية ومطالب المتظاهرين بالتغيير السياسي، جعلت من غيابه الواضح عن الساحة السياسية لغزا في الجمهورية السوفيتية السابقة، وخاصة عقب عزل الرئيس قاسم جومارت توكاييف، الرئيس السابق من رئاسة مجلس الأمن القومي، وتجريده من أهم منصب رسمي له.
تمرد التلميذ
وفي محاولة لتعزيز قبضته على السلطة أقال الرئيس حلفاء مهمين لنزارباييف من الحكومة، بينهم رئيس وكالة الأمن الداخلي القوية، الذي شغل منصب رئيس الوزراء في عهد نزارباييف، والذي اعتقل بتهمة الخيانة وحل محله مدير الأمن الرئاسي الخاص لتوكاييف.
كما أقال توكاييف وزراء في حكومته، التي اختارها نزارباييف بصورة شخصية، وألقى باللوم عليهم في الاضطرابات.
كل ذلك أدى إلى تساؤلات حول ما إذا كان هناك صراع على السلطة بين النخبة وسط أعمال العنف؛ فيرى دبلوماسيون أن هناك معسكرين منفصلين متحالفين مع كلا الرجلين (نزارباييف وقاسم توكاييف) يتنافسان في بلد يمثل فيه القرب من السلطة والصلات الأسرية طرقًا للحصول على الخدمات والوظائف.
ويقول فاسيلي كاشين، المتخصص في شؤون الجمهوريات السوفيتية السابقة في كلية الاقتصاد العليا في موسكو: "كان حدوث أزمة سياسية حول انتقال السلطة أمرا متوقعا. سواء كان هذا هو سبب أو نتيجة العنف، أو ثروات السيد نزارباييف غير الواضحة".
ووفقا للصحيفة يحاول توكاييف أن ينأى بنفسه عن نزارباييف الذي لا يحظى بشعبية على نحو متزايد، والذي اتضح جليا عندما تجمعت الحشود في وقت سابق من الأسبوع الماضي وهتفوا ضده.
بنات الزعيم
وتشير "وول ستريت جورنال" إلى أن ابنة نزارباييف الكبرى، داريغا، شغلت منصب رئيسة مجلس الشيوخ في البرلمان الكازاخي، ثاني أقوى منصب في البلاد، حتى عام 2020، فيما أقامت ابنته الأخرى، دينارا، وزوجها واحدة من أكبر الإمبراطوريات التجارية في البلاد.
وعقب تسليم السلطة رسميًا إلى توكاييف في عام 2019، واصل نزارباييف السيطرة إلى حد كبير على الحياة السياسية في كازاخستانـ وتولى سلسلة من الألقاب تمنحه مكانة مميزة فوق بقية الطبقة السياسية، كما يقول مراقبون كازاخيون وأجانب.
وفي عهد توكاييف ظلت السياسات الحكومية على حالها، واستمرت مستويات المعيشة للعديد من الكازاخيين في الانخفاض.
وبمرور الوقت اتخذت الاحتجاجات منحى سياسيًا أكثر، حيث قام النشطاء بحملات من أجل نظام سياسي أكثر ليبرالية، مع السماح لأحزاب المعارضة بالتنافس في الانتخابات. واستهدف المتظاهرون استمرار دور نزارباييف نتيجة لبطء وتيرة التغيير.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: "شكل نزارباييف، على مدى عقود، النظام السياسي للبلاد، حيث ركز السلطة في أيدي نخبة صغيرة وثرية تمتعت بحماية الأجهزة الأمنية المدربة جيدًا في البلاد، مما أشعل فتيل الأزمة التي نراها الآن“.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTIuMTA5IA== جزيرة ام اند امز