بالصور.. "الطربوش الأبيض" يثير الجدل في البرلمان المغربي
نائبان في البرلمان المغربي يتسببان في جدل واسع بطربوش أبيض خلافا لما هو شائع، ما اعتبره مراقبون محاولة للتمرد على الزي الرسمي.
أثار نائبا فيدرالية اليسار الديمقراطي الجدل في أول جلسة من جلسات البرلمان التي افتتحها العاهل المغربي محمد السادس أمس، إذ استبدلا الطربوش الأحمر الذي يرمز لعادات تاريخية بآخر أبيض، ليتركا بصمة أولى في المشاركة البرلمانية الأولى للفيدرالية.
عمر بلافريج ومصطفى الشناوي، أثارا جدلاً كبيراً في المغرب بظهورهما وهما يرتديان طربوشين أبيضين، مع جلباب مغربي أبيض، عوضاً عن الطربوش الأحمر، المعتاد لدى أعضاء البرلمان.
محللون مغربيون اعتبروا في قراءة لهم نقلتها جريدة "هيسبريس" الإلكترونية المغربية بأنها "تمرد على الطقوس المتجذرة في الممارسة السياسية المغربية، خلافاً لما دأب عليه النواب والمستشارون في التقيد بها مع كل افتتاح للبرلمان".
النائب بلافريج، كتب في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"،إأن شعوره كان استثنائياً وهو يحضر الجلسة الأولى للبرلمان، وقال موضحاً قصة الزي المثير: "إنه لشرف كبير أن أدخل البرلمان مرتدياً بذلة (سلهام) عبد الرحيم بوعبيد كهدية من عائلته، والطربوش الشخصي لبنسعيد ايت يدر، هدية شخصية منه".
وأضاف السياسي اليساري الشاب: "إنه لفخر كبير أن أحظى بتمثيل الناخبين باسم فيدرالية اليسار الديمقراطي، كما أشكرهم على الثقة التي وضعوها في شخصي".
وأضاف "فخر كبير أن أساهم في التنمية الديمقراطية لبلدي وأن أدافع من داخل البرلمان عن المصلحة العامة وعن القيم التي نؤمن بها".
وختم عمر بلافريج وصفه لأول مشاركة برلمانية له باسم فدرالية اليسار الديمقراطي بقوله: "طموحي الأكبر أن أكون في مستوى هذين القامتين اللذين بصما بأخلاقهما ونضالهما الحياة السياسية في بلدي"، في إشارة إلى كل من الزعيم اليساري المعارض الراحل عبد الرحيم بوعبيد، وأبرز وجوه المقاومة المغربية قبل الاستقلال والزعيم اليساري محمد بنسعيد آيت يدر.
عمر بلافريج، البالغ 43 سنة، هو أبرز أبناء عائلة أحمد بلافريج، أحد زعماء الحركة الوطنية ورئيس ثالث حكومة بعد استقلال المغرب، والممثل الشخصي للراحل الحسن الثاني، ووزير خارجية الحكومة الثامنة التي ترأس مجلسها.
وقاد بلافريج فيدرالية اليسار الديمقراطي، بعد أشهر من تأسيسها، إلى الحصول على 9 مقاعد في مقاطعة أكدال- الرياض بالرباط في الانتخابات الجماعية والبلدية العام الماضي، في نتيجة وصفت بـ “المفاجئة".
ونشأ الطربوش في المغرب تم انتقل إلى الدولة العثمانية، ورغم عدم الاتفاق تاريخيًا حول توقيت ظهوره تحديدًا، إلا إن بعض الدراسات الاجتماعية والتاريخية تشير إلى أنه قد دخل المغرب في عهد السلطان المولى إسماعيل أحد ملوك الدولة العلوية، رغم استخدامه قبلها من بعض سكان الشمال المغربي ووسطه، لكنه لم يشكل وقتها تميزاً يذكر مقارنة مع الزي التقليدي المألوف في الوسط العائلي المغربي.
وينتشر 3 أصناف منه، أولها الطربوش الشرقي ذو اللون الأحمر وتستخلص مواده الأولية من قماش كان يدعى بـ"المليفة" ويستورد من بعض الدول مثل إسبانيا وفرنسا، ويبدو من حيث تصميمه الهندسي إسطواني الشكل يحتفظ بحوالى 4 ثقوب في قطره الخلفي فيما تتشكل مساحته الداخلية من قماش شفاف، وفي المقابل يزين من الخارج بعدد من الخيوط الحريرية تشد من الخلف بخيط مذهب لتمتد إلى حدوده الخلفية. وكانت بعض المدن المغربية قد عرفت هذا الزي منها مدن فاس والرباط ومكناس.
أما النوع الثاني من فيسمى بـ"الطربوش الشمالي" الذي كان سائداً في مدن الشمال المغربي، وهو طربوش من حيث مواده الأولية وشكله الهندسي يخالف النوع الأول، إذ يبدو مثلث الشكل يعمد الى تجويف زاويته العليا مما يضفي عليه شكلاً متفرداً لأبناء هذه المناطق الذين غالباً ما يتم التعرف عليهم انطلاقاً من زيهم التقليدي.
ويدعى النوع الثالث بـ"الطربوش الوطني" حيث يبقى من المرجح أنه يسبق الصنف الأول في الوجود، وإن ظل محصوراً في المدن الجنوبية كما هو الشأن مع مدينتي مراكش واسفي وغيرهما.