تقدم نبيل منير، رئيس الهيئة الفرعية للتنفيذ باتفاقية الأمم المتحدة للمناخ، بالتهنئة إلى دولة الإمارات على الإنجاز الكبير المحقق خلال COP28.
وأوضح، في حوار خاص لـ"العين الإخبارية"، أن هذه النسخة من مؤتمر الأطراف شهدت الاتفاق على واحدة من أهم القضايا بالنسبة للبلدان النامية، وهو ما ظلت تلك البلدان تطالب به منذ ما يقرب من 30 عاماً، حيث تم إنشاء صندوق الخسائر والأضرار في اليوم الأول من المؤتمر.
وأضاف منير، أن الأمر لم يقتصر على ذلك بل تم الحصول على تعهدات بقيمة 800 مليون دولار تقريبا للصندوق، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة التي بدأته بمبلغ 100 مليون دولار، وهو ما يُعد إنجازاً كبيراً حدد مسار المؤتمر خلال الأيام التالية للحصول على قرارات وإجراءات طموحة تؤدي فعلياً إلى حيث نريد أن نكون.
- «مجلس الطاقة في دبي»: خارطة طريق لمضاعفة نسبة خفض الانبعاثات إلى 50% مع نهاية 2030
- ممثل «الفاو» في اليمن: تحويل النظم الزراعية حل لمشاكل تغير المناخ
وإلى نص الحوار
كيف ترى الإنجاز الذي تم إحرازه في COP28 هذا العام بشأن تفعيل صندوق الخسائر والأضرار في اليوم الأول للمؤتمر؟
تفعيل صندوق الخسائر والأضرار في أول يوم بالمؤتمر كان إنجازاً كبيراً، ويجب أن أقدم التهنئة لدولة الإمارات العربية المتحدة على قيامها بذلك، لأننا بشكل عام نبدأ المؤتمرات بمعارك على جدول الأعمال. لكن هذه المرة، لم تكن بداية المؤتمر سلسة فحسب، بل تمكنا في اليوم الأول من الاتفاق على واحدة من أهم القضايا بالنسبة للبلدان النامية، وهو تفعيل صندوق الخسائر والأضرار، ذلك الصندوق ظلت البلدان النامية تطالب به منذ ما يقرب من 30 عاما. ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل ذهبنا إلى أبعد من ذلك، وحصلنا على تعهدات بقيمة 800 مليون دولار تقريبًا للصندوق، بما في ذلك تعهد دولة الإمارات العربية المتحدة نفسها، بمبلغ 100 مليون دولار، الذي أطلق العنان لباقي التعهدات، وهذا يُعد إنجازًا كبيرًا، وهو الأمر الذي حدد مسار المؤتمر في بقية الأيام التالية، وأكد أننا قادرون على الحصول على قرارات وإجراءات طموحة تذهب بنا فعليًا إلى حيث نريد أن نكون.
ما الدور الذي ستلعبه عملية التقييم العالمي هذا العام؟ وما هي توقعاتك بشأن الإعلان النهائي؟
التقييم العالمي يفرضه اتفاق باريس. ومن المفترض أن ننظر كل خمس سنوات فيما فعلناه، وما الخطأ الذي حدث، وكيف يمكننا تصحيح ذلك. لذا فهذه العملية فرصة لتصحيح المسار. وأعتقد أن العِلم واضح جدًا في هذا الصدد. نحن لسنا على الطريق الصحيح نحو هدف 1.5 درجة مئوية أو حتى درجتين، وهو ما نص عليه اتفاق باريس. لذلك هناك الكثير من الأشياء الجديدة التي يتعين علينا القيام بها. نحن بحاجة إلى عمل مناخي طموح. وأملنا هو أن تتمكن البلدان من الاتحاد لتحقيق ذلك.
ويرفع مؤتمر هذا العام شعار: الاتحاد، والفعل، والتنفيذ. إذا الاتحاد أولًا. فعلينا أن نتحد لكي نعمل ثم ننفذ. لذا، فإننا نحاول توحيد البلدان معًا حتى نتمكن من التوصل إلى نتائج طموحة، وليست فقط القواسم المشتركة الأقل التي يسهل الحصول عليها.
ونريد أن نكون أكثر طموحًا حتى يكون لدينا قرار بشأن التقييم العالمي الأول (GST)، حيث يمكن من خلاله تصحيح المسار وتحديد ما يتعين علينا القيام به على مدى السنوات الخمس المقبلة، وأيضًا على مدى السنوات العشر والعشرين المقبلة، حتى نتمكن من أن نترك كوكب صالح للعيش لأطفالنا وأحفادنا.
باعتبارك رئيسًا للهيئة الفرعية للتنفيذ (SBI)، ما هي خطط عملكم لمؤتمر هذا العام؟
عملنا هو محاولة إدارة المفاوضات بشكل جيد. نحن نحاول توجيه المفاوضات بطريقة تمكننا من الموافقة على القرارات المهمة التي تحدثت عنها، وفي حال ظهرت أي مشكلات، نحاول حلها. ونحن نحاول أن نوفر للأطراف الجو المناسب للتفاوض. ونحاول أيضًا طمأنتهم بأن مخاوفهم في الحسبان، وسوف تُلبى رغباتهم حتى يتمكنوا من التحلي بالجرأة في مفاوضاتهم والتوصل إلى النوع السليم من الاتفاقات.
ما هي التوصيات التي قدمتها الهيئة الفرعية للتنفيذ إلى الأطراف هذا العام للتقدم نحو التنفيذ؟
التوصيات تشمل الاتفاق على القرارات التي تبقي هدف 1.5 مئوية تحت السيطرة. لقد ذكر تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بكل وضوح أننا إذا بقينا على المسار الذي نسير فيه الآن، فسوف نخطئ الهدف وسنفقده بشكل كبير. لذلك نحن بحاجة إلى أن نكون أكثر طموحًا، سواء كان ذلك من خلال مصادر الطاقة المتجددة، أو من خلال محاولة السيطرة على انبعاثات الكربون أو غازات الدفيئة، علينا أن نتفق على جدول زمني، وكذلك على مسار واضح لكيفية القيام بذلك.
ما هي الأهداف التي تصنفها على أنها جاهزة لدفعة تنفيذ أكبر في COP28؟
الأهداف الخاصة باتفاق باريس، بعضها جاهزة للتنفيذ. المشكلة هي غياب خارطة طريق، لذا فإن ما نحاول القيام به هو التوصل إلى خارطة طريق تمكننا من تنفيذ هذه الأهداف فعليًا.
نحن نعلم أن التنفيذ يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتمويل ووسائل التنفيذ عمومًا.. فما هي الحلول التي تتبناها الهيئة الفرعية للتنفيذ لأزمة التمويل؟
الأمر يتعلق دائمًا بالمال ووسائل التنفيذ، سواء كان ذلك في مجال التمويل أو بناء القدرات أو الدعم التكنولوجي. كل هذا جزء كبير من كل.
ونحن نحاول أيضًا تحقيق نتيجة مالية طموحة للغاية. ونناقش ذلك بالفعل، وهناك أخبار جيدة بشأن تنفيذ تعهد الـ100 مليار دولار، ولكن الآن علينا أن نذهب إلى أبعد من ذلك. علينا أن نتأكد من أن لدينا إعلانًا عالميًا للتكيف، والتخفيف، والخسائر والأضرار.
وكل ذلك يجب أن يأتي من خلال مفاوضات COP28، والمفاوضات التي سنواصلها خلال العام المقبل أيضًا في COP29، حول الهدف الجماعي الكمي الجديد للتمويل، وهو الرقم الذي سيحقق الأهداف للسنوات العشر أو العشرين المقبلة.
لا يوجد اتفاق حتى الآن حول تعريف التمويل المناخي.. ما هو التعريف الأقرب لك؟
بالنسبة لي، أي تعريف يدفع العملية إلى الأمام، ويؤكد أن الأمور تتحسن مع تقدمنا، هو تعريف مناسب.
ويجب أن يضمن تمويل المناخ مساعدة البلدان النامية في جهود التكيف والتخفيف. والمشكلة الآن هي أن هناك قدرًا كبيرًا جدًا من التمويل المناخي المخصص للتخفيف من آثار تغير المناخ، لكن يجب أن يكون هناك توازن.
على سبيل المثال، يشير التقرير الأخير إلى أن نحو 1.2 تريليون دولار تم تخصيصها لتمويل المناخ، منها 1.1 تريليون دولار مخصصة للتخفيف من آثار تغير المناخ و0.1 تريليون دولار فقط للتكيف. لذلك يتعين علينا أن يكون لدينا هدف أكثر توازنا حتى يذهب تمويل المناخ أيضا إلى الأشياء التي تهم البلدان النامية.
نعود لتفعيل صندوق الخسائر والأضرار.. ما هي الخطوة التالية بعد تفعيل الصندوق؟
في الوقت الحالي، ما نحاول القيام به هو إنشاء مجلس إدارة لصندوق الخسائر والأضرار. ونحاول التأكد من إجراء انتخابات مجلس الإدارة في هذا المؤتمر في دبي، بحيث يتم تأسيسه أيضًا، مع بعض التفاصيل المعلقة الآن، والتي سيتم تحديدها من قِبله.
الأمر متوقف الآن على تأسيس مجلس الإدارة، ونأمل أن يحدث ذلك في هذا المؤتمر.
ذكرت في وقت سابق أنك تعمل على صياغة برنامج قادر على مساعدة الأطراف على تسريع طموحاتها في العمل المناخي خلال المؤتمر.. إلى أين وصلتم؟
المناقشات مستمرة، وأعتقد أننا سنكون قادرين على تحقيق ما أتمناه، وهو الوصول إلى نتيجة جيدة بنهاية المؤتمر. أمامنا أسبوع آخر، والمناقشات مستمرة، لذلك لن أستطيع أن أعطيك إجابة واضحة على ذلك، لكن طموحنا عالٍ. هذا هو ما أستطيع أن أقوله لك.
عمليًا، كيف يمكن تحقيق الانتقال للبلدان والمجتمعات نحو الطاقة النظيفة، وما الذي تحتاج إليه البلدان النامية من دعم لتنفيذ هذا التحول؟
في الأساس، يجب ألا نتحدث عن التحولات فقط، التحولات يجب أن تحدث بطريقة عادلة، ويجب أن يفهم الجميع مفهوم العدالة بشكل كامل بحيث لا يتخلف أحد عن الركب. لذا فإن ما نحاول تحقيقه الآن هو تلك التحولات العادلة، وتحول الطاقة جزء من ذلك، لأننا لا نريد أن نحرم البلدان النامية من حقها في التنمية. لذا فإننا يجب أن نحقق التحولات، بينما نقوم بالتنمية المستدامة في نفس الوقت.
إلى أين ستصل المفاوضات بشأن هدف التكيف العالمي هذا العام؟ هل يمكنك أن توضح لنا أهمية هذا الهدف، خاصة بالنسبة للدول النامية؟
التكيف هو أولوية بالنسبة للبلدان النامية، ونحن نحاول ضمان أن تكون لدينا أهداف بشأن التكيف، مثلما لدينا أهداف بشأن أشياء أخرى. لكن العائق أن التكيف يحتاج إلى التمويل، ولهذا السبب فهي مسألة صعبة بعض الشيء. لكننا نحاول التأكد من توافر التمويل، وهناك مفاوضات جارية الآن، للتأكد من أننا أحرزنا تقدمًا جيدًا في مجال القروض العالمية والتكيف أيضًا. ونحن قادرون على الاتفاق على شيء يساعد البلدان النامية على التكيف مع تغير المناخ، فضلا عن الخسائر والأضرار التي تعاني منها.
لدي سؤال خاص جدًا لك. ما هو الأمر الأكثر تحديًا، أو تشعر أنه أكثر صعوبة بالنسبة لك؛ قيادة مجموعة الـ77 والصين أم رئاسة الهيئة الفرعية للتنفيذ في الوقت الحالي؟
أعتقد أن كلاهما يواجه تحديات خاصة به. إنه أمر صعب للغاية وكلاهما قريب جدًا من قلبي أيضًا. لذلك إذا سألت الأم، أي طفل هو المفضل؟ من الصعب جدًا أن تجيب. لذلك أعتقد أنهما وظيفتان صعبتان للغاية. ولقد استمتعت بقيادة مجموعة الـ 77 والصين، واستمتعت حقًا برئاسة الهيئة الفرعية للتنفيذ أيضًا.