الثقافة والفن الأفريقي محور الدورة الـ7 لمهرجان الناظور السينمائي
المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة في مدينة الناظور المغربية يتيح للشباب الاحتكاك بثقافات جديدة.
احتفت الدورة السابعة من مهرجان "الناظور" السينمائي بالمغرب بقارة أفريقيا من خلال ذاكرة نسائها، ويحمل هذا الانفتاح في طياته دلالات عميقة يحاول ترسيخها مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم الذي ينظم هذه التظاهرة بشكل سنوي.
وقد التأم بمدينة الناظور المغربية مهرجان السينما السنوي في دورته السابعة هذا العام من 6 إلى 11 أكتوبر الجاري وكُرّست هذه الدورة لـ”استحضار ذاكرة نساء أفريقيا”. وكرّم المهرجان كلا من لويس رودريغز ثباطيرو رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق وعائشة الخطابي وهي شخصية وطنية مغربية، كما كرم الفنان نجيب أمهالي صاحب الأصول الريفية وعرض مجموعة من الأفلام الأفريقية.
وجاء في بيان صادر عن المهرجان أن التوجه نحو الجنوب لا يغير من توجهات وأهداف المهرجان وإنما يعطيها تنوعا واتساعا، ودشن المهرجان في هذه الدورة توجهه الأفريقي لملامسة قضايا القارة السمراء من خلال الغوص في الذاكرة النسائية التي تحفل بأسرار وتعج بحكايات يمكن اعتبارها إرثا إنسانيا عالميا عريقا يتيح التعمق فيه استنباط جزئيات تغيب عنا. وفي هذا الصدد أقر المنظمون في هذه الدورة مسابقة جديدة خاصة بالأفلام القصيرة التي تتناول العمق الأفريقي في مختلف أوجهه.
وترأس عازف العود العراقي الفنان نصير شمة لجنة التحكيم للأفلام الوثائقية التي كان قد ترأسها العام الماضي الكاتب والمفكر العراقي عبدالحسين شعبان، الذي حضر في هذه الدورة لإلقاء محاضرة بعنوان “السينما بصيغة التعدّد”، وهو العنوان الذي انعقدت تحت لوائه الدورة الحالية، تحدث فيها عن دور السينما والفنون كمكوّنات وتجليات ثقافية في إرساء ثقافة اللّا عنف والتسامح وتعزيز قيم السلام والمشترك الإنساني عبر التنوّع الثقافي والحوار والتواصل وصولا إلى التفاهم والتعاون بين الشعوب والأمم والمجموعات الثقافية، لإطفاء جمرات التعصّب والتطرّف والإرهاب المنتشرة في العالم.
وعن دور السينما في تعزيز الحوار الإنساني والاعتراف بالآخر، تحدث عن دور المرأة التي تعاني من الاضطهاد المزدوج في مجتمعاتنا، كما سلّط الضوء على إعلان مكناس وأهميته في تعزيز التواصل الإنساني الذي يغتني بالاختلاط والتبادل والتفاعل وتعظيم الجوامع وتقليص الفوارق. وأشار شعبان إلى أن الإنسان -أي إنسان- بحاجة إلى الفن لأنه بدونه سيتعرض للصدأ والتكلس ويعاني من الجدب والخواء.
وتحدث الفنان نصير شمة عن تجربته الشخصية التي هي أقرب إلى المكاشفة والبوح، تقاسم فيها الحوار مع الجمهور المغربي والعربي والأجنبي الذي صفق له طويلا في افتتاح المهرجان حين عزف مقطوعات متميّزة من أعماله الفنية.
وإضافة إلى مشاركته بمعزوفاته وفي أعمال لجنة التحكيم، زار الفنان العراقي الأطفال الذين يعانون من التوحّد، وقدم لهم هدايا رمزية، واصفا إياهم بالعباقرة الذين يحتاجون إلى عناية كبيرة ورعاية خاصة لإبراز مواهبهم، ولا سيّما عبر الموسيقى والرياضة والفن.