"النّايْلي".. قصة فريدة لرقصة "الحمامة والمقاتل" في الجزائر (فيديو)
"أولاد نايل" هي أكبر قبيلة عربية في الجزائر والمغرب العربي منذ ألف عام بنحو 16 مليون نسمة.
وبحسب الدراسات الاجتماعية، فإن أغلب "أولاد نايل" أو كما يسمون في الجزائر أيضا "النوايل" يتمركزون في 16 محافظة خصوصا في الجلفة والمسيلة.
- رحبة الجمال بالجزائر.. سوق "للرجال فقط" ممنوع على النساء منذ 3 قرون
- أشعلت السوشيال ميديا بالجزائر.. قصة صورة تناغم فريد بين فارس وجواد
ولأنها منطقة عريقة تاريخياً ومن أكثر المناطق الجزائرية المحافظة، فهي أيضا مكان زاخر بالعادات والتقاليد الأصيلة وكل ما له علاقة بالموروث الثقافي والشعبي المتفرد في بلد يسبح على فسيفساء من العادات والتقاليد.
ومما يميز منطقة "أولاد نايل" في الجزائر طابعها الغنائي والفلكوري الأصيل والفريد من نوعه في الجزائر.
فريدٌ لعدة اعتبارات، أولها قصة رقصة "النايلي" الخاصة بالنساء أو الرجال، وكذا أن كثيرا ممن لا يجيدون هذه الرقصة يقولون عنها إنها "السهل الممتنع"، تستعمل فيها أصابع اليدين والذراعين والرجلين بشكل مثير جدا وبمهارة غريبة.
وفي هذا التقرير تستعرض "العين الإخبارية" قصة رقصة "النايلي" في الجزائر، أو بالأحرى التي قيل إن لها قصتين اثنتين، رقصة المرأة "الحمامة" ورقصة الرجل "المقاتل".
رقصة الحمامة
ولنساء أهل "أولاد نايل" في الجزائر لباس خاص جميل يسمى "الملحفة النايلية"، وهي "الملحفة" التي تُبدع من خلالها "المرأة النايلية" في أداء رقصة المنطقة في الأعراس والأفراح.
وليس هذا فقط، بل إن "النساء النوايل" يضعن ريشة على رؤوسهن مع ارتدائهن لـ"الملحفة" في مختلف مناسباتهن السعيدة لتزداد أناقة، وهي أيضا دلالة على انتماء تلك المرأة أو الفتاة لمنطقة تعتز وتفتخر بها.
وتذكر الأبحاث التاريخية بأن رقصة "النايلي" تعود إلى شاعر وعلامة مشهور في المنطقة اسمه "سيدي نايل".
وبالنسبة للمرأة في منطقة "أولاد نايل" بالجزائر فإن لرقصتها قصة حقيقية، حتى إنها تسمى بـ"رقصة الحمامة"، حيث تظهر المرأة وهي ترقص على إيقاع الموسيقى "النايلية" مثل الحمامة خصوصا بلباسها الأبيض، وتلك الحركات الانسيابية والخفيفة، وتوحي للمتفرج وكأنها ترتفع عن الأرض من حين لآخر.
وفي هذه الرقصة، ترفع المرأة يديها بينما يبقى رأسها مرتفعاً، وتحرك كتفيها بهدوء تام، دلالة في موروثهم على "إبداء العزة"، وفي المقابل "تتجنب النظر إلى شريكها الرجل في الرقصة" تعبيرا منها عن حيائها أو حبها وحيائها إن كان زوجها، ولهذا سميت أيضا بـ"رقصة الحب".
ويذكر أهالي المنطقة، بأن طريقة أداء المرأة للرقصة بتلك الطريقة هي لغة خاصة بين الرجل والمرأة، ويعني مخاطبة المرأة للرجل بإيماءات لطيفة، فيما يقابله هو برفع يديه ولف كفيه وهو ينظر لها، عكسها هي التي لا تنظر إليه.
وتعني تلك الإيماءات النسوية وفق الرقصة "النايلية" "إجابة من المرأة للرجل" على أنها "سيدة منزل حقيقية"، وبأنها تجيد العجن والنسج والغزل، وهي من عادات أهل "أولاد نايل".
أما رد الرجل الراقص على المرأة الراقصة فيكون بالتقدم منها بخطوة ويلف 3 أصابع من يديه، وهي أيضا لغة مشفرة بينهما وتعني "كم أنت جميلة"، ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل يضرب الرجل بيديه على صدره ليؤكد لها بأنه معجب بها.
رقصة المقاتل
ومن زمن الحب إلى زمن الحرب، تختلف قصة رقصة "أولاد نايل" بين الرجال والنساء أو إن كانت بينهما، فإذا كانت تفسر عند المرأة "بداية قصة حب"، فإن حقيقة قصتها عند الرجل "النايلي" توحي بـ"الرجل المقاتل أو الفارس" لكن "في الحرب".
ومنذ القدم، تشتهر منطقة "أولاد نايل" في الجزائر وإلى يومنا هذا، بأنها منطقة للخيل والفرسان والفروسية، سواء في الحروب القديمة، أو لأن تكون سمة للتباهي.
ومن هنا، يؤكد المختصون في التراث الجزائري بأن رقصة "النايلي" عند الرجال تشبه حركات الخيل، إذ يقوم بضرب رجليه على الأرض بحركات متناسقة ومتتالية، شبيهة بحركات ترويض الخيل خلال فترات الحروب.
كما أن الرجل "النايلي" يفضل عادة في رقصته حمل البندقية أو التي تسمى في الجزائر "البارود"، تعبيرا منه عن اعتزازه بتاريخه الثوري، ومهاراته القتالية.