نجلاء فتحي في عيد ميلادها.. أيقونة جمال تتحدى المرض
الممثلة المصرية نجلاء فتحي أحبت التمثيل منذ صغر سنها، وتحمس لها المنتج عدلي المولد ورشحها للمشاركة في فيلم "الأصدقاء الثلاثة" عام 1966
بملامحها الرقيقة ونظرتها الساحرة استطاعت الممثلة المصرية نجلاء فتحي العبور إلى قلب الجمهور العربي، بتنوع الأدوار التي أجادتها من الفتاة الرومانسية الحالمة إلى المرأة القوية والأرملة التي تعاندها الحياة.
ولدت نجلاء فتحي، واسمها الحقيقي "فاطمة الزهراء"، في 21 ديسمبر/كانون الأول 1951 بمحافظة الفيوم غرب القاهرة، وسط أسرة ميسورة الحال، وأحبت التمثيل منذ صغر سنها، ولم تجد صعوبة في دخول المجال، إذ تحمس لها المنتج "عدلي المولد" صديق العائلة ورشحها للمشاركة في فيلم "الأصدقاء الثلاثة" من إنتاج 1966.
ولفتت "فاطمة" الأنظار بقوة رغم قلة مشاهدها في الفيلم، الأمر الذي دفع المنتج رمسيس نجيب للرهان عليها وترشيحها لبطولة فيلم "أفراح" 1968 للمخرج أحمد بدرخان، وساندها في تلك المرحلة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وشجعها على الاستمرار واختار لها اسم الشهرة "نجلاء فتحي".
وعندما بلغت 18 عاما وقعت نجلاء فتحي في حب المهندس أحمد عبدالقدوس، نجل الأديب الكبير إحسان عبدالقدوس وتزوجته لمدة عامين، ثم انفصلا بعد عدة مشاكل متكررة بشأن عملها كممثلة.
وقررت نجلاء فتحي التفرغ للتمثيل، وفي فترة السبعينيات توهجت بشكل كبير وقدمت أعمالا فنية شديدة الأهمية منها "دمي ودموعي وابتسامتي"، "أنف وثلاثة عيون"، و"اذكريني"، و"إسكندرية ليه".
وفي عام 1975 فتحت نجلاء قلبها للحب مرة ثانية وتزوجت من الفنان سيف أبوالنجا، وأثمر هذا الزواج عن بنت وحيدة اسمها "ياسمين"، وبعد سنوات قليلة حدث الانفصال.
وفي الثمانينيات قررت الفنانة المصرية التمرد على كل أدوارها السابقة، لتحاول اكتشاف جوانب خفية في تكوينها الفني فشاركت في بطولة فوازير "ألف ليلة وليلة" عام 1984، وقدمت أفلاما متنوعة جمعت بين الأكشن والإثارة مثل "المرأة الحديدية"، و"غدا سأنتقم"، و"أحلام هند وكاميليا".
وفي بداية التسعينيات تزوجت نجلاء فتحي من الإعلامي المصري الكبير حمدي قنديل، الذي أكدت أنها عاشت معه أجمل أيام حياتها.
ولم يؤثر زواجها للمرة الثالثة على نشاطها الفني بل زاد حجم توهجها، وقدمت أفلاما متميزة مثل "اشتباه"، و"ديسكو ديسكو"، و"الجراج"، كما قامت بتأسيس شركة إنتاج قدمت من خلالها عددا كبيرا من الأفلام منها "سوبر ماركت".
ولم تمض حياة نجلاء فتحي هادئة، إذ أصيبت عام 2014 بمرض نادر هو "الصدفية المستعصية"، وسافرت للعلاج عدة مرات، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل فعادت للقاهرة، وقررت التكيف مع المرض، وساعدها في ذلك زوجها الإعلامي الكبير حمدي قنديل قبل أن يضعفه المرض هو الآخر لتقرر أن ترد له المعروف، حيث رفضت الخروج من المنزل لسنوات من أجل رعايته، حتى عندما طلبت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي تكريمها في 2017 اعتذرت قائلة "كيف أشعر بالفرح وزوجي يتألم؟".
وفي 31 أكتوبر/تشرين الأول 2018 مات حمدي قنديل وترك الفنانة الكبيرة نجلاء فتحي أسيرة لدوامة من الوحدة والحزن والمرض.
ويضم الأرشيف الفني للفنانة نجلاء فتحي 66 فيلما و6 مسلسلات إذاعية، ونالت عددا كبيرا من التكريمات منها جائزة الموريكس الذهبية لأفضل نجمة عربية، وتكريم مهرجان القاهرة السينمائي في 2003، كما نالت لقب أفضل ممثلة من مهرجانات مهمة مثل الإسكندرية السينمائي ومهرجان طشقند.