نجوى نجار لـ"العين الإخبارية": فكرة "بين الجنة والأرض" ولدت بمحل فلافل
المخرجة الفلسطينية تروي في الفيلم رحلة طلاق سلمى وتامر اللذين يعيشان في الأراضي الفلسطينية، ويطلبان تصريحا لدخول المناطق الإسرائيلية
نجحت المخرجة الفلسطينية نجوى نجار في ثالث أفلامها الروائية الطويلة "بين الجنة والأرض" في تقديم جانب آخر من المجتمع الفلسطيني غير الذي اعتادت تقديمه في أفلامها السابقة.
"نجار" تسرد من خلال قصة الفيلم رحلة طلاق سلمى وتامر اللذين يعيشان في الأراضي الفلسطينية، ويضطران مع قرارهما بالانفصال إلى طلب تصريح لدخول المناطق الإسرائيلية لتقديم أوراق طلاقهما في محكمة الناصرة، وهناك يفاجآن بمعلومات صادمة عن ماضي والد تامر.
نجار ولدت في العاصمة الأمريكية واشنطن ودرست السينما هناك، قدمت كثيرا من الأفلام القصيرة والوثائقية، لعل أبرز أفلامها "المر والرمان، وعيون الحرامية".
"العين الإخبارية" التقت نجار خلال عرض فيلمها "بين الجنة والأرض" بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وكان هذا الحوار:
كيف ولدت فكرة الفيلم؟
بدأت بحيفا في محل "فلافل"، حيث روى لي صاحب محل قصة شغفه بالسينما وفشله في السفر إلى لندن ليدرس ما يحبه، وكان هذا الرجل حارسا سابقا لإحدى الكنائس بالمدينة القديمة، في منطقة تبعد 300 كيلومتر عن الحدود اللبنانية ودعاني لرؤية مشاكل أخرى على أرض الواقع.
ذهبت معه في رحلة استغرقت 10 ساعات بالسيارة، وقابلت هناك شبابا لديهم ألم ووجع، وتأثرت بقصصهم وفكرت في رصد حياة هؤلاء المنسيين في ظل الاحتلال، في فيلم بعد مزجها بقصة حب.
هل استغرق الفيلم وقتا طويلا حتى يخرج للنور؟
الكتابة الأساسية تمت مبكرا، ثم مع الحكي والحديث مع الناس صار العمل يتنفس، فأنا أكتب كثيرا خواطر وأحاديث ثم أعيد صياغتها حتى يكتمل وينضج، وهو ما استغرق 3 سنوات تقريبا.
هل واجهت صعوبات في الحصول على تصاريح التصوير؟
داخل مناطق السلطة الفلسطينية لم تكن هناك مشاكل وحصلنا على دعم وتسهيلات، لكن المشكلة كانت في الأماكن الأخرى، وبدأ خلاف بين جهات الإنتاج "لوكسمبرج وأيسلندا" حول الوسيلة المثلى للتصوير، خصوصا أن الجهات المعنية وعدتنا عدة مرات بالتصوير ثم منعونا، ووجدنا أن الافضل التصوير دون تصاريح باعتبارنا نصور في بلدنا وهذا من حقنا، وهو ما حدث.
هل فرضت جهات الإنتاج الأجنبية وجهة نظر معينة على الفيلم؟
أبدا لم تكن هناك ضغوط للتركيز على وجهة نظر معينة، خصوصا أن الجانب الأكبر من التمويل كان عربيا.
ما الهدف من اكتشاف بطل الفيلم أخا غير شقيق من والده لكن من زوجة عراقية يهودية؟
قصدت التركيز على ضرورة فصل الدين عن الجنسية، لأن الأرض لكل الديانات، أما أن تتحول الديانة لسياسة فهذا أمر آخر، خصوصا أن هناك 8000 عربي يهودي تم تربيتهم مع العائلات "الأشكنازية" ليصيروا من اليهود البيض.
هناك عنصرية داخل العقلية الإسرائيلية، ونحن نشاهد ملامح منها في الفيلم.
فيلمك "عيون الحرامية" كان مباشرا في طرح المعاناة الفلسطينية، لكن الأمر هنا مختلف، ويبتعد عن الطرح السياسي إلى الطرح الاجتماعي.. ما تعليقك؟
قضية هذا الفيلم شغلتني. هناك أصدقاء كثيرون بالداخل لهم قصص مختلفة في الناصرة ويافا وحيفا، لكنها حكايات لا تخرج للنور.
كما أنني كنت أرغب في طرح قصة مختلفة عن الفلسطينيين وعن الواقع المختلف رغم أن مصيرنا واحد، كنا نريد التركيز على كارثة 1948 التي هي أساس كل النكبات، وكان الفيلم يسلط الضوء على مليوني فلسطيني يعيشون بالداخل رغم فصلهم.
المشاهد للفيلم من غير الفلسطينيين سيشعر بالدهشة بسبب المستوى الاجتماعي المرتفع لبعض العائلات التي تسكن في فيلات، في حين أنك تقولين إن الفلسطينيين يعانون ويعيشون في بؤس.
المعاناة لها عدة مستويات، هؤلاء في النهاية محاصرون، وبالتأكيد هناك بؤساء كثيرون نشاهدهم على الشاشات طوال الوقت وقلبي يشعر بوجع بسببهم، لكني أردت أيضا الإشارة إلى نموذج مختلف مشكلته الذكريات الصعبة.
ماذا قصدت بـ"الفلاش باك" لما تختزنه ذاكرة البطل؟
ذاكرة البطل تحمل تفاصيل مقتل والده ووالدته عندما كان صغيرا، وتحديدا عام 1974، ويسعى طوال الوقت لمعرفة كواليس ما حدث، ومعاناته الحقيقية وافتقاده للحب له علاقة بهذا الحادث.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuMjMwIA== جزيرة ام اند امز