ذكرى النكبة.. المشاركة الرقمية بديلا للفعاليات الشعبية
في الـ15 من مايو من كل عام يحيى الفلسطينيون في الوطن والشتات ذكرى النكبة للتأكيد على حقهم بالعودة
عادة ما يحيي الفلسطينيون ذكرى نكبة عام 1948 بالفعاليات الشعبية في البلدات الفلسطينية والشتات، ولكن انتشار فيروس كورونا فرض أن تكون فعاليات الذكرى السنوية الـ72 للنكبة رقمية.
ففي الخامس عشر من مايو/أيار من كل عام يحيى الفلسطينيون في الوطن والشتات ذكرى النكبة للتأكيد على حقهم بالعودة إلى ديارهم التي تم تهجيرهم منها وإقامة الدولة الفلسطينية.
ولكن على نحو مغاير لما درج عليه في السنوات الماضية فإن الفعاليات كانت هذه السنة رقمية تحدث فيها الكبار للأبناء والأحفاد عن ما كان قبل العام 1948.
ورفع الفلسطينيون الأعلام السوداء على منازلهم في الأراضي الفلسطينية فيما شهدت بلدتي الساوية وكفر قدوم في شمالي الضفة الغربية مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في تصريح تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه: "تعاملت طواقمنا مع عشرات الاصابات في بلدة الساوية قرب نابلس بالغاز المسيل للدموع تم التعامل معهم ميدانيا و6 اصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط تم علاجهم ميدانيا وإصابة بقنبلة غاز في البطن تم نقلها للمستشفى وإصابة بقنبلة غاز بالرأس تم نقلها لمركز طبي".
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع على الشبان الفلسطينيين الذين ردوا برشق قوات الاحتلال بالحجارة.
وخصص المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين خطبة الجمعة في المسجد الأقصى للحديث عن ذكرى النكبة.
وللجمعة الرابعة من شهر رمضان فإن الصلاة في المسجد الأقصى اقتصرت على حراس وسدنة المسجد وموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس.
وكان مجلس الأوقاف والشؤون الدينية بالقدس قرر قبل 54 يوما تعليق دخول المصلين إلى المسجد بسبب استمرار تفشي جائحة كورونا، وحرصا على حياة المصلين وعدم إلحاق الضرر جراء الاختلاط واسع النطاق.
وقال الشيخ حسين، في الخطبة التي بثتها دائرة الأوقاف الإسلامية عبر منصات التواصل الاجتماعي، " لا زالت النكبة مستمرة بأشكال مختلفة ومتعددة، الهدف منها هو تصفية الوجود الفلسطيني في هذه الديار".
وأضاف المفتي: " ما زالت الاماني يحملها أطفال الشعب الذين راهن الاعداء عليهم بأن "الكبار يموتون والصغار سينسون"، نعم مات الكبار وورثهم الصغار أشد عزيمة وتصميما على الحقوق، وهذا ما اثبت للعالم أجمع، فأطفال فلسطين في فلسطين والشتات يتغنون بالأرض والوطن ويعتزون بأنهم أبناء الاسراء والمعراج، ولا تنازل عن أي حق".
وتداول الفلسطينيون على نطاق واسع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المدونات التي تتحدث عن ذكرى النكبة.
وتحل ذكرى النكبة هذا العام مع تطورات خطيرة تشهدها القضية الفلسطينية.
وقال المجلس الوطني الفلسطيني في تصريح تلقت " العين الإخبارية" نسخة منه: "ذكرى النكبة تترافق مع إعلان حكومة الاحتلال عن إجراءات تنفيذية لضم أجزاء كبيرة من ما تبقى من أرض فلسطينية محتلة منذ عام 1967، تطبيقا لما جاء في خطة الرئيس ترمب المسماة "صفقة القرن".
وأضاف المجلس" إن تنفيذ مشروع الضم الإسرائيلي الأمريكي يعتبر إلغاءً للاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل وأمريكا، وهو دليل آخر على أنهما لا تريدان السلام، وتسعيان لتصفية القضية الفلسطينية".
وفي مدينة يافا تم إحياء ذكرى النكبة من خلال جولة تعريفية بالمدينة تم بثها عبر شبكة التواصل الاجتماعي وتابعها آلاف حول العالم.
وبادر إلى الجولة النائب سامي أبو شحادة بمشاركة النائب العربي بالكنيست (البرلمان الإسرائيلي) أحمد طيبي، رئيس كتلة القائمة المشتركة.
وبدأت الجولة في الميناء التاريخي لمدينة يافا واستمرت حتى البلدة القديمة وصولًا إلى نقطة النهاية في دوار الساعة في وسط المدينة .
واستعرض النائب سامي أبو شحادة، وهو باحث في التاريخ الحديث ليافا، أهم المحطات التاريخية للمدينة مرورًا بالنكبة الفلسطينية بمفاهيمها المتعددة بكل ما يخص مدينة يافا.
وقال أبو شحادة للصحفيين "أنا أقوم منذ سنوات عديدة بإرشاد الجولات في يافا إيمانًا بأهمية تثبيت الذاكرة الجماعية ونشر الرواية التاريخية الفلسطينية."
وتابع: "بإمكاننا القول إننا نجحنا في هذه المعركة ولا يمكن إعادتنا إلى الوراء فنحن متمسكون أكثر من أي وقت مضى بروايتنا التاريخية وحقيقة ما جرى في يافا وعموم فلسطين التاريخية من تهجير وتدمير. التحدي الأكبر هو أن نستمر بذلك، أن نحافظ على ذاكرتنا الجماعية وننقلها من جيل إلى آخر".