اسمك مرآة شخصيتك.. كيف يشكل هويتك ويؤثر على نظرة الآخرين إليك؟
كشف عالم النفس بجامعة أريزونا، ديفيد تسو، أن الأسماء تلعب دورًا أساسيًا في تشكيل تصورات الأفراد عن أنفسهم وعلاقاتهم بالمحيطين.
وأكد تسو أن الأسماء تُستخدم يوميًا للتعريف والتواصل، مما يجعلها عاملًا مؤثرًا في الشخصية.
وأوضح تسو، الذي يتخصص في علم النفس المتعلق بالأسماء، أن عوامل مثل الجينات والتجارب الحياتية والأدوار الاجتماعية والمهنية تسهم جميعها في تشكيل شخصية الإنسان، مضيفًا أن الاسم، باعتباره جزءًا دائمًا من الهوية منذ الولادة، يُعد دعامة أساسية للشخصية، كما أشار إليه عالم النفس غوردون أولبورت في الستينيات.
وفيما يتعلق بالتأثيرات الاجتماعية، أكد تسو أن الأسماء تعكس أحيانًا خلفيات عرقية أو ثقافية، مما يجعلها عُرضة للتحيزات الاجتماعية.
على سبيل المثال، أظهرت دراسة أمريكية بعد هجمات سبتمبر/أيلول 2001 أن السير الذاتية التي تضمنت أسماءً عربية كانت أقل حظًا في التوظيف مقارنةً بأسماء تدل على خلفيات أمريكية بيضاء.
وفي دراسة أخرى، أُجريت في ألمانيا عام 2011، وجد الباحثون أن مستخدمي مواقع المواعدة كانوا أقل ميلًا للتواصل مع أشخاص يحملون أسماء تُعتبر قديمة أو غير عصرية، مثل "كيفن"، مقارنةً بأسماء ذات طابع عصري، مثل "ألكسندر".
وأشارت دراسات إضافية إلى أن الأسماء المصنفة سلبًا، مثل "سيندي" و"شانتال"، تقلل من احتمالية تقديم المساعدة لأصحابها مقارنة بأسماء إيجابية مثل "صوفي" و"ماري".
على الرغم من التركيز الكبير على الجوانب السلبية، كشفت بعض الدراسات مؤخرًا عن مزايا محتملة للأسماء.
على سبيل المثال، الأشخاص الذين يحملون أسماء سهلة النطق يُنظر إليهم غالبًا كأشخاص ودودين وأكثر قبولًا اجتماعيًا. كما أوضحت دراسة أجراها تسو وزملاؤه أن الأسماء النادرة قد تكون مرتبطة بالإبداع والتفكير المنفتح.
وخلص تسو إلى أن الأسماء الشائعة والنادرة تحمل مزايا وعيوب، داعيًا الآباء المنتظرين إلى الموازنة بين إيجابيات وسلبيات الاسم قبل اختياره لأطفالهم.