دراسة تكشف أسرارًا مذهلة.. الحب والسعادة مفتاح نمو طفلك وطول قامته!
أكد باري بوجين، عالم الأنثروبولوجيا البيولوجية بجامعة لوبور، أن نمو الأطفال وطول قامتهم لا يعتمد فقط على الجينات والتغذية والنشاط البدني، بل يرتبط أيضًا بعوامل نفسية وعاطفية مثل الحب، السعادة، والأمل.
وجاءت هذه التصريحات في تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل"، حيث أوضح بوجين أن الرفاهية العاطفية للأطفال تلعب دورًا حاسمًا في تحفيز النمو السليم.
كيف يؤثر الدعم النفسي والحب على نمو الأطفال؟
يشير بوجين إلى أن غياب الحب والدعم العاطفي يمكن أن يؤدي إلى ما يُعرف بـ"الضغط العاطفي السام"، الذي يُعيق إفراز الهرمونات المسؤولة عن النمو والطول.
وتابع قائلًا إن العلاقات العاطفية القوية، مثل الروابط الأسرية والدعم الاجتماعي، تُعزز من العمليات البيولوجية الأساسية في الجسم، بما في ذلك:
- الهضم.
- تقوية الجهاز المناعي.
- تحسين الصحة العامة.
- تعزيز النظرة الإيجابية للحياة.
التأثير الاجتماعي والاقتصادي على النمو
سلط بوجين الضوء على تأثير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية على النمو الجسدي للأطفال. واستشهد بمثال غواتيمالا، حيث يعاني السكان من العنف السياسي والاضطرابات الاجتماعية، ما أدى إلى انخفاض متوسط طول الرجال إلى حوالي 163 سم.
بالمقابل، يُلاحظ أن سكان هولندا، التي تتمتع بسياسات رعاية اجتماعية شاملة، يتمتعون بمتوسط طول يبلغ 183 سم للرجال.
وأضاف بوجين أن الأمل والظروف المستقرة يُعتبران عوامل حيوية في تقليل الإجهاد السام وتعزيز النمو، مشددًا على أهمية السياسات التي تدعم رفاهية الأفراد.
تأثير الأزمات الاقتصادية على النمو
في دراسة تحليلية نشرها بوجين في مجلة الأنثروبولوجيا الفسيولوجية، قام بمراجعة السجلات التاريخية لطول الإنسان على مدى قرنين.
أظهرت النتائج أن فترات الأزمات الاقتصادية، مثل "الكساد الطويل" بين عامي 1873 و1879، أدت إلى تراجع ملحوظ في متوسط طول الرجال.
- في الولايات المتحدة: انخفض متوسط طول الرجال بحوالي 3 سم بين عامي 1873 و1890.
- في المملكة المتحدة: شهدت البلاد انخفاضًا مشابهًا خلال الفترة ذاتها.
وأشار بوجين إلى أن أزمات أخرى، مثل "الكساد الكبير" والحربين العالميتين، لم تُظهر نفس التأثير السلبي على النمو.
وأرجع ذلك إلى وجود برامج حكومية دعمت توفير فرص العمل والاحتياجات الأساسية، مما ساعد في الحفاظ على الأمل والتقليل من التوترات النفسية السامة.
طول القامة كمؤشر اقتصادي واجتماعي
اختتم بوجين دراسته بالقول إن متوسط الطول يُعتبر مؤشرًا حساسًا يعكس الحالة الاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات، خاصة في غياب البيانات الاقتصادية الدقيقة.
وأكد على أهمية توفير بيئات صحية وداعمة نفسيًا واجتماعيًا لضمان نمو الأطفال بشكل سليم، بما ينعكس إيجابًا على صحتهم ومستقبلهم.
aXA6IDMuMTIuMTY1LjY4IA== جزيرة ام اند امز