"نابولي يا سلام".. كيف نثر أبناء الجنوب سحرهم في ملعب مارادونا؟
"نابولي يا سلام"، كلمات تغنت بها مواقع التواصل الاجتماعي على مدار اليومين الماضيين، لتُخلد ما يقدمه الفريق الإيطالي في الموسم الحالي.
ونشر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لهدف نابولي الثالث في الفوز على أودينيزي 3-2، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي علق عليها المعلق الإماراتي فارس عوض بطريقة مميزة، زينتها جملة "نابولي يا سلام".
وجاءت كلمات المعلق الإماراتي الشهير لتعبر عن المستويات القوية التي يقدمها فريق الجنوب الإيطالي خلال الموسم الحالي، محلياً وأوروبيا.
ماذا قدم نابولي خلال الموسم الحالي؟
على الصعيد المحلي، يحتل نابولي صدارة جدول ترتيب الدوري الإيطالي برصيد 62 نقطة، بعد 23 جولة، محققاً 20 انتصارا بينما خسر مرة واحدة ضد إنتر ميلان الذي يحتل المركز الثاني، وتعادل مرتين، أي أنه لم يهدر إلا 7 نقاط فقط على مدار الموسم.
على الصعيد الأوروبي، حقق نابولي 6 انتصارات في 7 مباريات خاضها بدوري أبطال أوروبا، وألحق خسارة مذلة 4-1 بليفربول في افتتاح مشوار الفريقين القاري.
وفاز نابولي 6-1 على أياكس أمستردام في هولندا، و3-0 على رينجرز في اسكتلندا، و2-0 على آينتراخت فرانكفورت في ألمانيا.
الغريب أن فريق الجنوب ودع كأس إيطاليا في 17 يناير/كانون الثاني الماضي بسيناريو غير متوقع، بالخسارة 5-4 بركلات الترجيح أمام كريمونيزي أحد فرق القسم الثاني.
نابولي بين المجد والمعاناة
في ثمانينيات القرن الماضي، نجح فريق نابولي في الحصول على توقيع أحد أهم لاعبي كرة القدم تاريخياً، والأهم في القرن العشرين، مناصفة مع البرازيلي بيليه، وهو الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا.
تقول شبكة "ESPN" العالمية في تقرير لها عن فريق الجنوب: "استقبل مارادونا في ملعب ساو باولو أكثر من 75 ألف مشجع بدفء غامر، لقد كتب مارادونا فصلاً جديداً في تاريخه وتاريخ النادي، ورغم أنه وُلد وتربى في لانوس بالأرجنتين، لكنها كانت المرة الأولى التي يشعر فيها أنه في بيته".
ونجح نابولي بعد 3 سنوات وبفضل التخطيط السليم في التتويج بالدوري الإيطالي لأول مرة بتاريخ النادي، موسم 1986-1987، ثم بات ثالث فريق في تاريخ إيطاليا يحقق الثنائية بعد الفوز بالكأس.
فاز الفريق بعدها بالدوري في موسم 1989-1990 للمرة الثانية والأخيرة في تاريخ النادي، وقبلها بعام كان نابولي بطلاً لكأس الاتحاد الأوروبي "اليوربا ليج حالياً".
لكن المسيرة الوردية لم تكتمل، فالفريق عانى لاحقاً من الهبوط للقسم الثاني في نهاية التسعينيات، ثم أعلن إفلاسه ولعب في القسم الثالث بحلول عام 2004.
روح نابولي
يقول السنغالي كاليدو كوليبالي، أحد أهم مدافعي نابولي في السنوات الأخيرة، والمنتقل في صيف 2022 إلى تشيلسي الإنجليزي، إن نابولي يمتلك روحاً مختلفة.
الروح داخل مدينة الجنوب الإيطالي بحسب المدافع السنغالي القوي بها دوماً حب ودعم بغض النظر عن التحديات، وبالفعل ساهمت هذه الروح في عودة نابولي نحو القمة، درجة بدرجة.
كيف صعد نابولي إلى القمة؟
تكشف "ESPN" في تقريرها أن نهضة نابولي هي خير مثال على العمل الذكي من خلال توفير الأموال واستشكاف المواهب والسماح للاعبين الكبار أو الذي اقتربت عقودهم على الانتهاء بالرحيل، وتضم هذه القائمة كوليبالي وفابيان رويز ودريس ميرتينز ولورينزو إنسيني.
وهناك اسم مهم تجاهلته أندية أوروبية كبرى هو الجورجي خفيتشيا كفاراتسخيليا الذي ضمه نابولي مقابل فقط 10 ملايين يورو، بالإضافة إلى فيكتور أوسيمين المهاجم النيجيري والذي سجل بصحبة كفارا 28 هدفاً.
لا يمكن كذلك إنكار دور المدرب لوتشيانو سباليتي الذي ساعد كل لاعب في الفريق على تفهم دوره ومساعدة زملائه ضمن منظومة متناغمة ومتماسكة، مما أدى إلى تحقيق نتائج مذهلة.
على الجانب الدفاعي، انتعش الفريق بقدوم الكوري الجنوبي كيم مين جاي من فناربخشة التركي، والأوروجواياني ماتياس أوليفيرا من خيتافي، والذي يتميز بإمكانيات بدنية قوية.
بالإضافة إلى هؤلاء هناك المقدوني إلجيف إلماس الذي غالباً ما يدخل لإحداث الفوضى بين دفاعات الخصوم، وكذلك المكسيكي هيرفينج لوزانو.