"معركة القمح" السورية تستحضر تمويل قطر لـ"النصرة"
معركة شراء القمح من المزارعين السوريين المحتدمة بين جبهتي النصرة وأحرار الشام استحضرت تعليقات من سوريين حول تمويل قطر للنصرة
هيئة تحرير الشام الإرهابية تقطع اليوم الأربعاء، الطريق المؤدي إلى معبر باب الهوى الحدودي في ريف إدلب الشمالي، وتمنع تدفق سيارات الإغاثة والشحن.
كان هذا التطور هو رد الفعل الذي اتخذته تلك الهيئة الإرهابية لعقاب هيئة إرهابية أخرى تسمى "أحرار الشام"، طرحت مبلغا أكبر من تلك التي طرحته لشراء القمح من المزارعين في الشمال السوري.
- خبير أمني منتقدًا صفقة التبادل: النصرة هي الرابح الأكبر
- جبهة النصرة تتبرأ من اغتيال السفير الروسي ولا تدينه
ونشرت هيئة إدارة الخدمات، التابعة لـ "أحرار الشام" إعلاناً اليوم، حددت فيه سعر شراء القمح من المزارعين، بمبلغ 140 ليرة سورية لكيلوجرام واحد من القمح الطري، و142 ليرة سورية لكيلوجرام واحد من القمح القاسي.
وجاء الإعلان بعد 3 أيام من إعلان "الإدارة المدنية للخدمات" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، والذي حدد سعر شراء القمح بـ103 ليرات سورية لكيلوجرام واحد من القمح الطري، و105 ليرات سورية لكيلوجرام واحد من القمح القاسي.
وعلى الرغم من أن معركة القمح، كما يبدو، طرفاها هيئتان إرهابيتان، إلا أن اللافت هو اتجاه تعليقات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى استحضار العلاقة التي تربط قطر بهيئة تحرير الشام، والتي كانت تعرف باسم "جبهة النصرة" قبل تغيير اسمها.
ونشر موقع "عنب بلدي"، وهو أحد المواقع المحسوبة على المعارضة السورية، تفاصيل تلك المعركة، لتأتي بعض التعليقات التي استقبلها الموقع في اتجاه الدور الذي لعبته قطر في تأسيس هيئة تحرير الشام، التي تمارس الإرهاب بحق الشعب السوري، لتضيف إلى معاناتهم مع النظام السوري، معاناة أخرى.
ويقول عبيدة الحراق، الطالب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة تشرين بسوريا: "الحرب حرب على لقمة المواطن وطبعا جبهة النصرة كل ما يعنيها قطر ورضا أميرها، وآخر همها الشعب السوري".. وتابع الحراق: "هم يسرقون الناس وأقوات الغلابة ويشترون عقارات بتركيا".
واتفق المهندس المدني خالد المحمود مع الرأي السابق، وقال: "يتركون الناس تعيش.. الناس بدها خبز.. اتقوا الله نهبتوا سوريا برعاية قطرية ودمرتوها.. شو بقي غير إدلب جهزوا حالكم.. معركة إدلب ع الأبواب.. بعد إدلب إلى أين يا زعماء الفصائل".
ولخص أحمد خلف ما جاء في الرأيين السابقين، قائلا: "الهيئة شله حرامية ما في شغله عندهم غير القمح.. شكرا يا قطر على رعاية الإرهابيين!!".
وكان تقرير أمريكي نشرته مؤخرا مجلة "فورين بوليسي" قد ذهب إلى أن تمويل جبهة النصرة، التي تعرف حاليا بهيئة تحرير الشام، يُدار علناً في قطر لزعزعة استقرار المنطقة.
وقالت المجلة إنها حصلت على وثائق تؤكد ذلك، مشيرة إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية، أدرجت مؤخرا مواطناً قطرياً ثانياً في قائمة الإرهاب بسبب دعمه تنظيم "القاعدة" في سوريا (جبهة النصرة) وأماكن أخرى.
ويدعم ما جاء في تقرير المجلة، أن القطر هي الدولة الوحيدة القادرة على التواصل والتفاوض مع الجبهة عند قيامها بخطف الأجانب للحصول على فدية.
وصنعت الجبهة -الملاحقة دولياً- مصدر تمويل أساسي لا ينضب، من خلال الخطف والتفاوض على إطلاق السراح.
واختطفت أواخر عام 2012 الصحفي الأمريكي ثيو كيرتيس وطلبت حينها فدية بقيمة 30 مليون دولار، وتمت الصفقة في أغسطس 2014 بمساعدة قطرية، حيث تم تسليم الصحفي إلى قوات حفظ سلام في مرتفعات الجولان.
واختطفت 13 راهبة في ديسمبر 2013 من مدينة معلولا بريف دمشق، وطلبت أيضاً 16 مليون دولار، وتمت الصفقة في مارس 2014 برعاية قطرية.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود في يناير 2014 اختطاف 5 من أعضائها شمال سوريا، وكان الطلب فدية مالية عالية، وأفرج عنهم برعاية قطرية بعد 3 أشهر.
وحضرت الوساطة القطرية في نهاية ديسمبر 2015 لإطلاق سراح 16 جندياً لبنانياً اختطفتهم الجبهة.