نتنياهو و"ضم" أراضي فلسطين.. تناقضات تنتظر الإشارة الأمريكية
نتنياهو قال في اجتماع مع ضباط سابقين إنه قد ينفذ ضم الأراضي الفلسطينية على مراحل، وفي اجتماع آخر مع نواب حزبه ألمح إلى إرجاء المخطط
أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، إشارات متناقضة حول فرص شروعه بضم أراضٍ فلسطينية بالضفة الغربية.
ففيما أكد نتنياهو عزمه على "اغتنام الفرصة التاريخية" للضم، عاد ، وقال، خلال اجتماع مع نواب حزبه "الليكود إنه "قد يرجيء تنفيذ الخطة"، لكنه أشار في اجتماع آخر إلى أنه "قد ينفذ الضم على مراحل".
لكن الثابت في كل أقوال نتنياهو، في الاجتماعات التي عقدها اليوم الإثنين، هو أن لا اتفاق حول مخطط الضم بينه وبين شريكه في الحكومة بيني جانتس.
وقال جانتس إنه يجب العمل على تنفيذ هذه الخطة بالتنسيق مع شركاء في المنطقة ومن خلال إنجاز إجماع في المجتمع الإسرائيلي حيالها وبالدعم الكامل من الولايات المتحدة.
فقبل أسبوعين من الموعد الذي حدده للشروع بعملية الضم، وهو الأول من يوليو/ تموزالمقبل، لم يتمكن نتنياهو من حسم ما إذا كان قادرا على تنفيذ مخططه الذي أثار ردود فعل رافضة في العالم، أم أنه ينتظر إشارة الحسم من الإدارة الأمريكية.
ففي لقاء مع ضباط سابقين في جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤيدين لخطة الضم قال نتنياهو :"توجد أمامنا فرصة تاريخية ونعمل حاليا على تحقيقها"، بحسب بيان رسمي وزعه مكتبه.
لكن البيان لم يعكس الصورة الكاملة لما قاله رئيس وزارء الاحتلال الإسرائيلي، إذ إن المحطة الإخبارية الإسرائيلية (13)، قالت إن:" نتنياهو قال إنه لم يتوصل إلى اتفاق مع شركائه في الائتلاف وزير الدفاع بيني جانتس ووزير الخارجية جابي أشكنازي حول هذا الأمر ، وبالتالي يمكن أن يتم الضم على مراحل".
وأضافت " قال نتنياهو إن الحديث يدور الآن حول كيفية تنفيذ الخطوة ، وأكد على أنها تعتمد على المفاوضات الداخلية في الحكومة".
لكن نتنياهو كان أكثر تحديدا في لقاء لاحق مع نواب من حزبه"الليكود" إذ أشار إلى أنه" لا اتفاق بينه وبين جانتس وأشكنازي حول خطة الضم وبالتالي فإنها قد تؤجل".
وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي: "ألمح نتنياهو إلى أنه قد يرجئ تنفيذ خطة الضم الذي كان من المقرر أن يبدأ في الأول من شهر تموز/يوليو المقبل إلى موعد لم يسمه".
وأضافت أن نتنياهو قال إن "خرائط الخطة لم تستكمل بعد كما انه موقف شريكه في الحكومة حزب "أزرق أبيض" إزاء الخطة لم يتضح بعد، مرجحا انه سيؤيد ضم أراض في غور الأردن والكتل الاستيطانية الكبرى".
وأشار نتنياهو في اجتماعاته إلى أن الإدارة الأمريكية ترهن دعمها للضم بوجود اتفاق في داخل الحكومة الإسرائيلية واتفاق الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل مسبقا على خرائط الضم وأن يكون الإعتراف الأمريكي بالضم جزءا من صفقة القرن التي تقضي بموافقة إسرائيل على التفاوض مع الفلسطينيين على إقامة دولة فلسطينية على نحو 67 % من مساحة الضفة الغربية.
وفي هذا الصدد فقد أبلغ نتنياهو نواب "الليكود" إنه " لن يطرح على الكنيست خطة السلام الأمريكية بكاملها بل إنه سيسعى لنيل مصادقة الكنيست على خطة الضم فقط".
ومن جهته زعم جانتس، في كلمة إلى مؤتمر نظمته عبر نظام الفيديو، اللجنة اليهودية الأمريكية، أن:" خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإحلال السلام، هامة وتتخذ منحى واقعيا نحو بناء مستقبل أفضل وأكثر إستقرارا في المنطقة".
وأضاف أنه ينوي دفعها إلى الأمام بكل ما لديه من قوة .
ولكن جانتس استدرك: "يجب العمل على تنفيذ هذه الخطة بالتنسيق مع شركاء في المنطقة ومن خلال إنجاز إجماع في المجتمع الإسرائيلي حيالها وبالدعم الكامل من الولايات المتحدة".
وبدورهار نقلت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية عن مسؤولين كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي قولهم:" تخفي الحكومة تفاصيل الضم وتجعل من الصعب علينا الاستعداد".
وأضافت: " يعتقد الجيش أن تفاصيل الخطة وجداول تنفيذها ضرورية له ولأجهزة الاستخبارات والشرطة وغيرها من الهيئات حتى يتمكنوا من التصرف على الفور".
وتابعت" هآرتس" أنه" يستعد الجيش الإسرائيلي للتحرك وفق خطط أعدت خلال فترات متوترة في الماضي ، وتخشى المؤسسة الأمنية من أن التصعيد في الضفة الغربية سيتطلب تحويل الموارد من الساحة الشمالية" ، وذلك في إشارة إلى الحدود مع سوريا ولبنان.