منذ تأسيس دولة الإمارات أولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أهمية خاصة للعلم والثقافة كمكونات رئيسة للدولة القوية.
الثقافة ركيزة أساسية لحركة التنمية والنهضة العمرانية التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تُولي اهتماماً بالغاً للحركة الثقافية، واضعة نصب أعينها أن تكون حاضنة للثقافة والإبداع إقليمياً وعالمياً.
هذا الاهتمام ليس غريباً على الإمارات، والتي منذ بداياتها أولى مؤسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أهمية خاصة للعلم والثقافة كمكونات رئيسية للدولة القوية، فكان أول من أطلق المبادرات الثقافية بدولة الإمارات، ومن أهمها إشرافه على إقامة "معرض الكتاب الإسلامي" عام 1981، وهو ما يعتبر الدورة الأولى لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب.
ومن معارض الكتب والفعاليات الفنية المتنوعة تجاوزت الإمارات اليوم المفهوم المحلي للثقافة، لتطلق عدداً من المبادرات والمشاريع العملاقة التي تؤثر على المشهد الثقافي بالمنطقة كافة، وتتجاوز حدود الإمارات لتصل إلى ملايين المستفيدين من نور المعرفة، مثل جائزة الشيخ زايد للكتاب، ومشروع "كلمة" الذي يعد أضخم مشروع ثقافي في العالم العربي للترجمة، والمبادرات العديدة والضخمة التي تطلقها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، مثل تحدي القراءة العربي ومكتبة دبي الرقمية وغيرهما.
هذا الاهتمام كان ولا يزال جوهره إقامة بنية تحتية ثقافية في الإمارات تضاهي المستويات العالمية، وتتنوع بين المراكز الثقافية والمكتبات العامة والمعارض إلى المتاحف، وأنشئت لهذا الغرض العديد من المتاحف، لعل من أبرزها في الإمارات متاحف المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات في أبوظبي، والتي تضم "متحف اللوفر" الذي يحمل راية الصرح التاريخي الشهير للمرة الأولى خارج بلده الأم فرنسا.
كما شهدت دبي هذا العام افتتاح "دبي أوبرا" الصرح الثقافي الذي وضع الإمارات بقوة على خارطة المسارح الثقافية العالمية، وفي خطوة تجمع الثقافة باستشراف المستقبل تنتظر الإمارات افتتاح صرحها الجديد متحف المستقبل عام 2020 بدبي أيضاً، ليكون مقصداً للعلماء والمبتكرين والمبدعين من جميع أنحاء العالم.
واليوم، ومع مرور 47 عاماً على اتحادها تعيد الإمارات بحراكها الثقافي المتنوع والمبتكر صياغة خارطة الثقافة العربية والعالمية، في رؤية تتجاوز المنظور النمطي للثقافة، لتحويلها إلى نمط عيش ومشروع مستمر لمد الجسور وتقريب الشعوب.