إنشاء شبكة نقل وطنية للهيدروجين الأخضر في ألمانيا بقيمة 24 مليار يورو
في حين أن العالم ينتج حاليا كمية متواضعة من الهيدروجين الأخضر، فإن المشاريع قيد الإنشاء وقيد التطوير تَعِد بزيادة كبيرة في القدرة بحلول عام 2030.
يتجه العالم بسرعة نحو مصادر الطاقة المتجددة من أجل الحد من انبعاثات الكربون ومكافحة تغير المناخ، وإحدى أكثر التقنيات الواعدة في عام 2024 هو الهيدروجين الأخضر، الذي لديه القدرة على إحداث ثورة في صناعة الطاقة.
أعلن مصرف "كا إف في" KfW العام الألماني للتنمية الأربعاء عن دعم بقيمة 24 مليار يورو (25.34 مليار دولار) لإقامة شبكة نقل وطنية للهيدروجين الأخضر الذي يُعرَّف عنه كمصدر للطاقة بديل من الوقود الأحفوري.
ورأى رئيس مجلس "كا إف في" ستيفان وينتلز في بيان إن "بناء شبكة الهيدروجين المركزية" الذي يُعَدّ العنصر الأساسي في استراتيجية الطاقة الحكومية "أمر بالغ الأهمية لتطوير الهيدروجين الأخضر" الذي تحتاج إليه الصناعة خصوصا.
وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية، تعتزم ألمانيا إنشاء شبكة من خطوط أنابيب الهيدروجين يبلغ طولها 9040 كيلومترا قبل سنة 2032، يشارك في تمويلها مصرف "كا إف في".
وستُمَوَّل شبكة النقل هذه من الضرائب على المستخدمين، كما هي الحال بالنسبة إلى الغاز والكهرباء.
ولكن نظرا لأن عددا قليلًا فحسب من الشركات ستستخدم الشبكة في البداية، ستساعدها الدولة عبر ذراعها المالية "كا إف في" لتخفيف العبء الكبير عنها.
ومع زيادة عدد المستخدمين، سينخفض الدعم تباعا على مر السنين.
تعوّل ألمانيا على الهيدروجين كوسيلة لتعويض النقص في إنتاج الكهرباء، بعدما أغلقت آخر مفاعلاتها النووية عام 2023 وستتوقف عن استخدام الفحم خلال العقد المقبل.
ونظرا إلى أن الطاقات المتجددة باتت تُستخدَم أكثر فأكثر في إنتاج الهيدروجين، ترى برلين أنه يصلح ليكون الوقود الرئيسي للتدفئة والنقل الجوي والبحري، وكذلك لإنتاج الكهرباء.
كذلك يُستخدم في صناعات الصلب والأسمنت والصناعات الكيميائية بدلا من الفحم أو الغاز، بحيث يراعي الاعتبارات البيئية.
وستضطر ألمانيا إلى استيراد جزء كبير من الهيدروجين الأخضر نظرا لعدم توافر الكميات الكافية منه محليا.
ما هو الهيدروجين الأخضر؟
الهيدروجين عنصر متوفر بكثرة في الماء والغاز الطبيعي والمركبات العضوية الأخرى، يمكن استخدامه كمصدر للوقود أو كحامل للطاقة في تطبيقات مختلفة مثل النقل والتدفئة وتوليد الكهرباء.
يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال التحليل الكهربائي، والذي يتضمن تقسيم جزيئات الماء إلى هيدروجين وأكسجين باستخدام الكهرباء من مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح. يتم بعد ذلك ضغط غاز الهيدروجين الناتج وتخزينه لاستخدامه كمصدر للطاقة النظيفة.
على عكس طرق إنتاج الهيدروجين التقليدية، التي تعتمد على الوقود الأحفوري مثل الفحم أو الغاز الطبيعي، فإن إنتاج الهيدروجين الأخضر لا ينبعث منه أي غازات دفيئة ولا يترك أي بصمة كربونية.
يمثل الهيدروجين الأخضر أحد الحلول الواعدة لتحقيق مستقبل مستدام مدعوم بالطاقات المتجددة وخالي من انبعاثات الغازات الدفيئة الضارة.
وتوفر هذه التكنولوجيا فوائد عديدة، بما في ذلك خيارات التخزين المتجددة الموثوقة، وبدائل النقل النظيفة، وإزالة الكربون من الصناعات الثقيلة.
ومع ذلك، ونظرًا لارتفاع تكلفتها، فإن البنية التحتية المحدودة وسلاسل التوريد المحدودة، إلى جانب المخاوف المتعلقة بالسلامة تحتاج إلى مزيد من الاهتمام قبل أن نشهد اعتمادا واسع النطاق عبر مختلف القطاعات على مستوى العالم.
aXA6IDMuMjEuMjQ3Ljc4IA==
جزيرة ام اند امز