بداية يجب أن يعي الجميع أهمية الأمن القومي ودوره في تحديد المسار الآمن للدولة، فهو يتضمن الأبعاد السياسيه والاقتصادية والدبلوماسية
بداية يجب أن يعي الجميع أهمية الأمن القومي ودوره في تحديد المسار الآمن للدولة، فهو يتضمن الأبعاد السياسيه والاقتصادية والدبلوماسية والاجتماعية، لذلك، فإن قيمة الأمن القومي تستند على تقييم مبني على مفاهيم لا تتعلق بالقوة والضعف، ولا على الجنسية والجنس، ولا تخضع لأي اعتبارات مشابهة، وإنما تُقاس بناءً على المهددات المحيطة التي يمكن إدراكها بطريقة ما، وعدم إدراك ذلك أو التهاون في رصده، سيؤدي إلى نتائج قاسية وفشل أمني يترتب عليه عدم ثقة المواطن والمقيم بالأجهزة الأمنية، وعدم ثقة الحلفاء من الدول في تقديرك لمواجهة التهديدات والالتزامات الدولية في هذا الشأن، إن الأمن القومي لايمكن قياسه بسطحية فكر وبعواطف فارغة، وإنما يتم تحديده وفق مهددات البيئتين الدولية والمحلية، وكل منهما يتغير بشكل دائم ويجب الاستعداد لذلك .
ما يؤكد صحة قيام السلطات الإماراتية باتخاذ قرار المنع، هو الهجوم الرخيص من بعض الجهات التي لديها أجندات إرهابية وتخريبية، وخاصة تنظيم الإخوان الملسمين الإرهابي، والذي علا صياح أتباعه برفض القرار ومحاولة تصعيد الأمر واستغلاله على أنه بداية لنشوب أزمه بين تونس والإمارات
بذلك، نتطرق إلى القرار المؤقت الذي اتخذته شركة طيران الإمارات بمنع التونسيات من السفر إلى الإمارات الذي تم اتخاذه بناءً على تحذيرات أمنية، قرار غير مبني على جنس أو جنسية، بل قرار تم اتخاذه وفق تدابير سيادية أمنية لحفظ الأمن القومي لأرض الإمارات من أي تهديدات مُحتمله، فالأمن القومي لا يمكن المجاملة فيه أبداً والقرار اُتِّخذ لحمايته، بصرف النظر عن أي مؤثرات خارجية، ومن ينتقد ذلك ويحاول تأويله يؤكد بذلك إما سطحية فكره الأمني، أو ارتباطه بالمعلومات التي اُتِّخذ على أساسها هذا القرار.
ما يؤكد صحة قيام السلطات الإماراتية باتخاذ قرار المنع، هو الهجوم الرخيص من بعض الجهات التي لديها أجندات إرهابية وتخريبية وخاصة تنظيم الإخوان الملسمين الإرهابي، والذي علا صياح أتباعه برفض القرار ومحاولة تصعيد الأمر واستغلاله على أنه بداية لنشوب أزمه بين تونس والإمارات، وهنا يجب أن يدرك من يحاول استغلال هذا الموقف أن الإمارات لا ترى في الأمر أزمة أبداً، بل إن الأمر ببساطة هو إجادة في اتخاذ قرار يحفظ لها أمنها القومي، وهو في الحقيقة أزمة للغير أياً كانت ارتباطاته أو انتماءاته أو مبتغاه بمحاولة الإضرار بأرض الإمارات واستقرارها، وبسبب كفاءة أجهزتنا الأمنية المدركة للتحديات والمهددات المحلية والدولية فشل كل من يريد الشر بهذا الوطن في تنفيذ مخططه الخبيث.
إن من يحاول أن يطعن في سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة في التعامل مع الأفراد المقيمين على أرضها، والتعايش السلمي الذي تتمتع به، يجب أن يعلم أن الإمارات تعدّت أمر التقييم بناءً على تجربتها وسمعتها الدولية، فهي قدّمت نموذجاً يُدرس لاقى احتراماً ليس فقط على الصعيد العربي، بل على الصعيد العالمي في كيفية التعايش السلمي بين الجنسيات المختلفة باحتضانها أكثر من مئتي جنسيه على أرضها، من خلال إعطائهم كافة الحقوق والرعاية الصحية والتعليمية والوظيفية، ونشر ثقافة التعايش بينهم على اختلاف أديانهم وثقافاتهم، وإعلاء كلمة الحق والتسامح والعدل والمساواة واحترام الآخر والتمسك بنهج المحبة والخير، وهو النهج الذي أرساه المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة