"التوحيد الوطنية".. داعش سريلانكا المحظورة إثر "مجزرة الفصح"
التفجيرات في سريلانكا سلطت الضوء على الجماعة الإرهابية التي تثير الرعب في أوساط مسلمي البلاد وتهدف إلى نشر الإرهاب وخلق الكراهية
حظرت سريلانكا، السبت، رسميا "جماعة التوحيد الوطنية" المتهمة بالوقوف وراء الهجمات الإرهابية التي استهدفت كنائس وفنادق في العاصمة كولومبو وعددا من المدن، في عيد "الفصح"، الأحد الماضي.
- رئيس سريلانكا: الشرطة تبحث عن 140 شخصا لهم صلة بداعش
- "التوحيد الوطنية" ومجزرة سريلانكا.. جماعة إرهابية من رحم الإخوان
وكان 253 شخصا لقوا مصرعهم، وأصيب نحو 500 آخرين، في هجوم مروع لقب بـ"مجزرة القيامة"، لوقوع الهجمات بالتزامن مع احتفال المسيحيين بأعياد القيامة.
وسلطت التفجيرات الإرهابية غير المسبوقة في سريلانكا الضوء على هذه الجماعة الإرهابية، التي تثير الرعب في أوساط مسلمي البلاد الذين لا تتجاوز نسبتهم 10% من السكان، وتهدف إلى نشر الإرهاب وخلق الكراهية والخوف والانقسامات في المجتمع.
واتهم عدد من أعضاء الجماعة، التي أنشئت عام 2014 في كاتانكودي، بسرقة معابد بوذية في سريلانكا، غير أن اسمها لم يرد يوما في قوائم الإرهاب الدولية، ويعتقد أنها انشقت عن جماعة أخرى متشددة تدعى "جماعة التوحيد السريلانكية".
والجماعة المتطرفة، التي تعتبر نسخة من تنظيم "داعش" الإرهابي، ظهرت في المجتمع السريلانكي تحت غطاء الدين، فهي تزعم أنها أنشئت لأجل توضيح مقاصد الإسلام والقيام بأنشطة خيرية، لكنها في الحقيقة كانت تدعو للعنف وتحرض ضد البوذيين.
ونشر موقع تابع لتنظيم "داعش" الإرهابي فيديو يظهر عددا من الأشخاص ملثمين وفي الوسط شخص مكشوف الوجه يعتقد أنه "مولوي زهران هاشم" أحد أعضاء الجماعة، والمتهم بأنه العقل المدبر لتفجيرات "القيامة".
ومنذ إعلان القضاء على داعش نهائيا في سوريا والعراق يحاول التنظيم الظهور في مناطق جديدة، أو استغلال العناوين الرئيسية في محاولة يائسة لرفض انهزامه في الباغوز.
وكشفت تقارير رسمية صدرت عام 2016 أن 32 سريلانكيا على الأقل غادروا باتجاه سوريا والعراق للمشاركة للانضمام إلى صفوف داعش" الإرهابي، ومن المحتمل أن يكون بعضهم نجح في تجنيد عدد من العناصر داخل البلاد، مستخدما وسائل التواصل الاجتماعي.
داعش السريلانكي
لـ "جماعة التوحيد الوطنية" صفحات على "فيسبوك" تستخدمها بشكل متقطع، ولديها صفحة على "تويتر" لم تحدث منذ مارس/آذار 2018.
ومولوي زهران هاشم إمام متشدد ينتمي للجماعة المتطرفة، ويتهم بأنه العقل المدبر لتفجيرات سريلانكا، كان يقوم بالوعظ على حساب "فيسبوك" ومن خلاله أبدى تأييده لتنظيم داعش السريلانكي، والمعروف باسم "الغرابة".
وأكد الرئيس السريلانكي مايثريبالا سيريسينا، السبت، مقتل زعيم "جماعة التوحيد الوطنية" في التفجيرات التي شهدتها البلاد يوم عيد الفصح.
وقال سيريسينا إن زهران هاشم، الواعظ المتشدد، توفي في فندق سياحي شهير في العاصمة كولومبو.
وتعرضت قيادة جماعة "التوحيد الوطنية" لهجوم وانتقادات واسعة من المنظمات الإسلامية السريلانكية، إثر دعوتها تلقين الأصولية المتطرفة للأطفال.
وعرفت الجماعة الإرهابية بتصريحاتها المسيئة والمتطرفة خاصة للبوذيين، ففي عام 2016 هاجمت الجماعة المعروفة اختصاراً بـ(NTJ)، رهبان البوذية من خلال المتحدث باسمها والمدعو "عبدالرازق"، ما أدى إلى تقديم شكوى ضده و6 من أعضاء الجماعة إلى السلطات التي ألقت القبض عليه، وبعد فترة أفرجت السلطات عنهم بكفالة عقب اعتذار أعضائها إلى المحكمة.
جماعة التوحيد الوطنية الإرهابية، التي تزعم تطبيق الشريعة الإسلامية، تورطت في عام 2017 في موجة أعمال عنف وتخريب استهدفت معابد بوذية في موانيلا بوسط سريلانكا، وتم تخريب تماثيل لبوذا أمام المعابد.
وفي عام 2018، ارتبطت جماعة التوحيد الوطنية بتخريب التماثيل البوذية مرة أخرى في سلسلة ثانية من أعمال تخريبية وعنف.
ومن خلال وثائق أشارت إليها الشرطة السريلانكية عبر الحادث، أرسل قائد شرطة موجة من التحذيرات قبل وقوع الهجمات بـ10 أيام تقريبا يحذر فيها من أن جماعة التوحيد تخطط للقيام بهجمات ضد الكنائس وضد المفوضية العليا الهندية، وأشارت الوثائق صراحة إلى اسم زعيم الجماعة محمد زهران.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC42NSA= جزيرة ام اند امز