مخاوف الناتو تتحقق.. تركيا تختبر "إس-400" على مقاتلات "إف-16"
العسكريون الأتراك أجروا اختبارا لمنظومات "إس–400" الروسية في أجوائهم باستخدام مقاتلات "إف-16" المتوفرة في حوزة سلاح الجو التركي
تحققت مخاوف حلف شمال الأطلسي (الناتو) من حصول تركيا على منظومة "إس–400" الروسية بعد إجرائها تجارب على مقاتلات "إف-16" وهو ما كان يحذر منه حلفاء أنقرة.
ووفق شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية، أجرى العسكريون الأتراك اختبارا لمنظومات "إس–400" الروسية في أجوائهم باستخدام مقاتلات "إف-16" المتوفرة في حوزة سلاح الجو التركي يومي 25 و26 نوفمبر/تشرين الأول الماضي.
وكانت تركيا قد قررت في ٢٠١٧، شراء منظومة إس ٤٠٠ من روسيا بعد تعثر جهودها المطولة في شراء أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" من الولايات المتحدة.
وبالفعل، تسلمت أنقرة هذه المنظومة، وسط مطالبات من واشنطن والدول الغربية بالتخلي عنها؛ لأن أنظمة الرادار الخاصة بهذه المنظومة يمكنها تسجيل بيانات المقاتلات الأمريكية ومن ثم حصول روسيا عليها.
وهددت الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة بفرض عقوبات على أنقرة إذا أكملت شراء نظام الدفاع الروسي، محذرة من إمكانية طرد تركيا من برنامج تطوير المقاتلات "إف-35".
أنقرة قد تخرج من الملف بخسارة عسكرية ومالية باهظة، خصوصا أن شركاتها المشاركة في برنامج (إف-35) تنتج أكثر من 900 قطعة من أجزاء المقاتلة، كما أنها ستفقد فرصة ذهبية لتحديث أسطولها الجوي، وتأمين حدودها في وقت تواجه فيه تهديدات من كل جانب جراء الحروب الكلامية التي يخوضها أردوغان مع دول الجوار والعالم.
وحال طرد تركيا من الناتو أيضا ستفقد أنقرة ميزات التنسيق العسكري التي وفرها لها الحلف، كما ستفقد القدرة على تنسيق مختلف منظوماتها التسليحية، والقدرة على تحديثها فيما بعد، والأسوأ بالنسبة لها، أنها ستُحرم من أحد أهم مصادر قوتها التي تعتمد عليها لحماية سياساتها، خصوصا في منطقة شرق المتوسط.
وتتوتر العلاقة بين تركيا وشركاء الناتو ليس فقط بسبب التسلح التركي، ولكن أيضا سوريا؛ حيث تشعل السياسة التركية الخلاف مع حلف شمال الأطلسي، في ظل سعي أنقرة انتزاع موافقة من أعضاء الناتو على غزوها الأخير للأراضي السورية.
كارلو ماسالا، الخبير الألماني في شؤون الناتو، قال: "كل هذا ليس صدفة على الإطلاق".
وأضاف في تصريحات صحفية: "كانت هذه التجارب رسالة سياسية واضحة للحلف: لدينا بديل لكم"، في إشارة لموسكو.
وأكد أن "العلاقات بين أنقرة والناتو تمر بأزمة كبيرة بالتزامن مع الذكرى الـ٧٠ لتأسيس الحلف؛ فمنظومة إس-٤٠٠ تعد موضع خلاف أساسيا، وتصر أنقرة على رفض جميع مطالبات شركائها الغربيين بالتخلي عنها، وهو ما يفاقم التوتر".
وفي هذا الإطار، قال كارلو مسالا: "الحقيقة واضحة، تركيا تتبع منذ فترة سياسية مناهضة للناتو في الشرق الأوسط"، مضيفا: "هذا يمكن أن يشل الحلف بأكمله".
وبحسب ماسالا، فإن مقترح الرئيس التركي رجب أردوغان بإعادة توطين ملايين اللاجئين السوريين في منطقة آمنة يريد إقامتها شمال سوريا: "لا يلقى تأييدا في الحلف"، مشيرا إلى أن "دول الناتو لن تعد أردوغان بأي مساعدات مالية لتنفيذ مقترحه".
وفي التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلق الرئيس التركي عدوانا عسكريا على سوريا، أوقع مئات القتلى والجرحى من المدنيين حتى الآن، وأدى لنزوح نحو ١٣٠ ألف شخص.
ولقي الهجوم إدانات كثيرة من دول العالم، وطالبوا أنقرة بالانسحاب الفوري من سوريا، فيما علقت دول أوروبية النرويج وألمانيا صادرات الأسلحة لتركيا.
aXA6IDMuMjEuMjQ3Ljc4IA== جزيرة ام اند امز