"إس 400".. أردوغان ينسف 4 مزايا عسكرية لتركيا
قرار أردوغان تجاه "إس 400" يمثل انتحارا بطيئا له يغذيه خوفه المستمر من الإطاحة بحكمه حتى غدا احتمال الانقلاب عليه هاجسا مسيطرا عليه.
خسائر عسكرية فادحة تكبدتها -ولا تزال- تركيا في ظل إصرار رئيسها رجب طيب أردوغان على استكمال شراء منظومة صواريخ (إس 400) الروسية، متجاوزا بذلك جميع الخطوط الحمراء.
- الانقلاب المزعوم.. وثائق تكشف أكذوبة أردوغان
- وزير الداخلية التركي يعترف: اعتقال 31 ألف شخص منذ محاولة الانقلاب
بات واضحاً أن قرار أردوغان تجاه تلك الصفقة انتحار بطيء يغذيه خوفه المستمر من الإطاحة بحكمه، حتى غدا احتمال الإطاحة به هاجسا مسيطرا على قراراته، وهو الجالس على عرش بلد عرف 9 انقلابات في تاريخه، آخرها مسرحية انقلاب يوليو/تموز 2016.
طوق أمان يقول المطلعون على الشأن التركي إن أردوغان سيضع المنظومة التي بدأت بالوصول إلى أنقرة منذ الجمعة، تحت تصرف إمرة أكثر العناصر ولاء له، كحماية له من سلاح الجو المعروف بميله للتيار العلماني الكمالي، وعدائه للتيار الإسلامي الإخواني الذي يمثله الرئيس وحزبه.
لكن، وبعكس ما توهم أردوغان، فإن إتمام صفقة المنظومة الروسية سيكون نقمة عليه وعلى بلاده، خصوصا أن الولايات المتحدة الأمريكية، حليف أنقرة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ترى في (إس 400) تهديدا مباشرا لمقاتلاتها (إف 35)، وهذا ما جعل حكومة أنقرة بمرمى تحذيرات شديدة اللهجة من واشنطن.
وبتعنتها وإتمامها الصفقة، يتوقع مراقبون (تسونامي) من العقوبات الأمريكية على أنقرة، لعل أبرزها:
خسارة مشروع (إف 35)
عدم استجابة أنقرة لدعوات واشنطن بالتخلي عن صفقة شراء منظومة الدفاع الروسية، لطالما هددت واشنطن بوقف تزويد تركيا بمقاتلاتها المتطورة من طراز (إف 35)، بل لوحت في أكثر من مناسبة، باحتمال طردها من برنامج لصنع هذه المقاتلات، والذي استثمرت فيه تركيا نحو ملياري دولار.
أما المؤشرات فتوضح أن أنقرة قد تخرج من الملف بخسارة عسكرية ومالية باهظة، خصوصا أن شركاتها المشاركة في برنامج (إف 35) تنتج أكثر من 900 قطعة من أجزاء المقاتلة، كما أنها ستفقد فرصة ذهبية لتحديث أسطولها الجوي، وتأمين حدودها في وقت تواجه فيه تهديدات من كل جانب جراء الحروب الكلامية التي يخوضها أردوغان مع دول الجوار والعالم.
وفي حال خسرت أنقرة المقاتلات الأمريكية، فإن ذلك يعني فقدانها للأبد ميزة التفوق الجوي الحاسم في أي معركة، وخصوصا في أهم معاركها ضد حزب العمال الكردستاني عدوها اللدود.
استبعاد من الناتو
باستكمالها الصفقة، تفتح أنقرة على نفسها من حيث لا تدري باب خطر استراتيجي قد يكلفها كثيرا، أبرزه الطلاق مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، خاصة أن واشنطن سبق وأن حذرت من أن الصفقة ستجعل أنقرة تخسر جميع مزايا التكامل مع الحلف، ما سيضعها تحت رحمة غريمتها التاريخية موسكو.
وفي حال فعلت واشنطن تهديداتها، فإن أنقرة التي تعتمد بشكل كامل في تسليح جيشها على المنظومات العسكرية الخاصة بالناتو، ستجد نفسها محرومة من التكامل مع منظومات الحلف، وهذا ما سيعرضها لمخاطر جمة.
ويعني ما سبق أن أنقرة ستفقد ميزات التنسيق العسكري التي وفرها لها الحلف، كما ستفقد القدرة على تنسيق مختلف منظوماتها التسليحية، والقدرة على تحديثها فيما بعد، والأسوأ بالنسبة لها، أنها ستُحرم من أحد أهم مصادر قوتها التي تعتمد عليها لحماية سياساتها، خصوصا في منطقة شرق المتوسط.
مواجهة 28 دولة
أطماع تركيا في غاز شرق المتوسط حمل العلاقات المتوترة بين أنقرة وقبرص إلى ذروته.
فهذه الجزيرة التي غزاها الجيش التركي عام 1974، واحتل الجزء الشمالي منها، قد تتغير فيها معادلة التعامل مع أنقرة في حال خسرت الأخيرة الدعم الأمريكي وحلف الناتو على خلفية الصفقة مع روسيا، ما سيجعلها في مواجهة مباشرة مع الاتحاد الأوروبي الذي طالما حذرها من خطورة المساس بسيادة قبرص التي باتت عضوا بالتكتل.
حيثيات تعني أن أي محاولة من جانب أنقرة لتكرار سيناريو 1974؛ سيجعلها في مواجهة عسكرية مع 28 دولة.
حاملة الطائرات
حلم تركيا بأن تكون الدولة العاشرة في العالم القادرة على بناء حاملة طائرات خاصة بها يتجه نحو الإجهاض في مهده.
وفي الوقت الراهن، تقوم أنقرة بتشييد سفينتين هجوميتين برمائيتين متعددة الأغراض، يمكن استخدامهما كحاملتي طائرات، وهما (تي سي جي أناضول) و(تي سي جي تراقيا)، لكن إتمام الصفقة مع روسيا يهدد استكمال الحلم التركي.
أما السبب فهو تقني بحت، وفق الخبراء، ذلك أن الطائرات التي تزود بها حاملات الطائرات يجب أن تتميز بالقدرة على الإقلاع القصير والهبوط العمودي، وهذا النوع من المقاتلات غير متوفر حاليا إلا في مقاتلتين فقط، إحداهما مقاتلات "هارير" البريطانية التي بدأت تخرج من الخدمة، والثانية مقاتلات (إف 35) الأمريكية التي ستُحرم منها أنقرة تبعا للعقوبات المنتظرة ضدها.
aXA6IDE4LjIxNi4xNzQuMzIg جزيرة ام اند امز