قمة الناتو في بروكسل.. مرهونة بـ"مزاج" ترامب
بروكسل تشهد اليوم، افتتاح قمة حلف شمال الأطلسي، التي تطغى عليها أجواء متوترة بسبب مواقف ترامب الحادة من حلفاء الولايات المتحدة.
في ظل أجواء متوترة مرهونة بمزاج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يدعوه الأوروبيون إلى "تقدير" حلفائه، تشهد بروكسل، الأربعاء، افتتاح أعمال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وكالة الأنباء الفرنسية سلطت الضوء على القمة، مستندة في تقرير لها على تصريحات عدد من المسؤولين في الحلف، رفضوا الكشف عن أسمائهم، إذ قالوا إن "كل شيء جاهز.. الإعلان الختامي والمشاريع والالتزامات"، لكن أحدهم اعتبر أن "الأمر المجهول الوحيد سيأتي من جانب المشاركين".
وغادر ترامب واشنطن بمزاج عدواني مصرّحا بطريقته الاستفزازية أن لقاءه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي قد يكون "أسهل" من قمة الأطلسي، فيما يثير هذا السلوك غضب الأوروبيين.
وخلافا للهجة أسلافه اللبقة، خاطب رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك، الثلاثاء، ترامب، ليعبر عن مدى الإزعاج الذي تسببه انتقاداته اليومية ودعاه إلى "تقدير" حلفائه "لأن ليس لدى أمريكا الكثير منهم".
وتشير وكالة الأنباء الفرنسية إلى موقف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، لافتة إلى أنه مستاء جدا من هذا التوتر ولم يخفِ توجسه من مجريات القمة، ناقلة قوله: "لن أفاجأ بأن تكون محادثات حادة النبرة، خصوصا فيما يخصّ النفقات على الدفاع".
وعام 2014، تعهد الحلفاء بإنفاق 2% من إجمالي الناتج المحلي لبلدانهم على شؤون الدفاع بحلول عام 2024، لكن حوالي 15 دولة عضو في الحلف بينها ألمانيا وكندا وإيطاليا وبلجيكا وإسبانيا لا يزال انفاقها على الدفاع تحت عتبة 1,4% في 2018، وستكون غير قادرة على احترام وعدها الأمر الذي يثير غضب ترامب.
وقبل مغادرته إلى أوروبا، كتب ترامب في حسابه على موقع "تويتر"، الثلاثاء: "دول حلف الأطلسي يجب أن تدفع أكثر، الولايات المتحدة يجب أن تدفع أقل. (هذا أمر) غير عادل إطلاقا".
فيما كان تعليق ستولتنبرج: "آمل أن نتمكن خلال القمة من إجراء محادثات صريحة وصادقة حول الاختلافات في وجهات النظر، لكن من واجبي أن أخفف تأثيرها على الحلف كي يبقى (هذا الأخير) حجر الأساس للأمن بين ضفتي الأطلسي".
ستولتنبرج لم يرغب في التعليق على فرضية إلغاء - بناء على طلب ترامب - مناورات "ترايدنت جانكتشر" المقررة في الخريف المقبل في النرويج، والتي من المتوقع أن تكون الأكبر في تاريخ الحلف منذ نهاية الحرب الباردة، بدافع أنها يمكن أن تعتبر تهديدا لروسيا، وأنها ستكلف كثيرا دافعي الضرائب الأمريكيين.
وألغى ترامب لهذا السبب مناورات عسكرية مع كوريا الجنوبية بعد قمته مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.
لكن ستولتنبرج أكد أن الحلفاء يرغبون في الحصول على توضيحات حول نوايا ترامب قبل لقائه مع بوتين، وقال: "من الضروري جدا أن يلتقي الرئيس ترامب فلاديمير بوتين"، مضيفاً أنه "سيكون بوسعنا مناقشة معه خلال القمة، العلاقة بين حلف الأطلسي وروسيا. من المهم أن يبقى الحلف موحدا".
وتحدث مصدر عسكري إلى وكالة الأنباء الفرنسية، قائلاً إن "انسحاب الولايات المتحدة من مناورات (ترايدنت جانكتشر) لن يجبر الحلف بالضرورة على إلغائها".
ورأى ستولتنبرج أن كل القرارات التي ستُتخذ خلال القمة تهدف إلى تعزيز قدرة الحلف على الردع". وقال إن "الحلفاء لا يجب أن يزيدوا إنفاقهم لإرضاء الولايات المتحدة بل لأن ذلك يصبّ في مصلحتهم".
وأردف: "زدنا (مستوى) أعداد قواتنا في الخاصرة الشرقية ونأخذ قرارات لتقديم تعزيزات بسرعة عند الحاجة. كل ذلك يساهم في جعل ردعنا موثوق".
وفي إطار المبادرة الأمريكية "4x30"، ستتعهد دول حلف الأطلسي بأن تكون قادرة بحلول عام 2030 على نشر في غضون 30 يوماً، 30 كتيبة آلية و30 سرب طائرات و30 سفينة مقاتلة لتتمكن من مواجهة عملية عسكرية لروسيا التي تُعتبر مهاجما محتملا.