"تايم": الانقسام يهدد الناتو في عهد ترامب
مستقبل الناتو يبدو غامضا حيث يعده الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب اتفاقا ينبغي إعادة التفاوض بشأنه
مستقبل أقدم تحالف في العالم "الناتو" يبدو غامضاً حيث يعده الرئيس الأمريكي المنتخب "اتفاقاً ينبغي إعادة التفاوض بشأنه"، لا سيما في ظل إجماع أوروبي على وصف تصريحات ترامب ببداية نهاية النظام العالمي الذي أبقى الغرب متحداً منذ الحرب العالمية الثانية، حسب مجلة "تايم" الأمريكية.
المجلة الأمريكية رأت أنه يصعب التكهن بما يدور في رأس ترامب على وجه التحديد لأن تصريحاته حول الناتو، يأتي معها كثير من التحذيرات، تماماً كما هو الحال مع كثير من مواقفه السياسية الأخرى.
ولفتت إلى أن ترامب وصف أثناء الانتخابات الرئاسية التمهيدية حلف الناتو بـ"المهمل"، لكن بعد انتخابه من قبل الحزب الجمهوري، قال في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز" إنه ربما يحافظ عليه، مضيفاً أن الحمقى والكارهين فقط هم من يتوقعون أن ترامب لا يرغب في حماية حلفاء أمريكا.
وأوضحت المجلة أن هذا الغموض ترك مجالاً للتفاؤل على الأقل بين خبراء الدفاع، الذين يرغبون في إهمال ازدراء ترامب الواضح للدفاع المشترك، وفي هذا الشأن، نقلت عن اللورد ديفيد ريتشاردز، القائد السابق للقوات المسلحة البريطانية، قوله: "أعتقد أن هذا تسييس، أثق كل الثقة أنه سيكون حازماً في ما يتعلق بهذا الأمر تماماً مثل جميع الرؤوساء الأمريكيين منذ تشكيل الناتو".
أما إيفو دالدر، السفير الأمريكي السابق للناتو خلال الولاية الأولى لباراك أوباما، فيقول إن "حجم إنفاق أوروبا على الدفاع طالما كان على قائمة المشاركة الأمريكية مع أوروبا منذ 1952".
ورجحت المجلة أنه ربما يسعى ترامب لإبرام صفقة أكثر صعوبة من تلك التي تبانها أوباما، حيث سيعاقب بها الأوروبيين مباشرة لفشلهم في دفع فواتيرهم وإسهاماتهم المالية، ولن يكون السياسي الأمريكي الأول الذي يقوم بذلك.
وتوقعت أنه إذا استمر ترامب في الدفع نحو فكرة أن الناتو مؤسسة تجارية، ربما يبعد شركائه الأوروبيين تماماً بحيث لا يكون لديهم تحالف للدفاع عنه، مضيفة أن معظم هذا الإحباط بدأ يظهر بالفعل، وحتى أن بعض المسؤولين الأوروبيين بدأوا في التحذير من أن الناتو قد ينقسم.
ولفتت أن خياراً واحداً يمكن سيبقى أمام أوروبا كبديل للناتو، وجيش أوروبي هو الاحتمال الأكبر، لكن حشد النية السياسية لمشروع كهذا لا يبدو أنه سيحدث قريباً، بحسب المجلة التي رأت أن الأجواء في أوروبا تشبه كثيراً نظيرتها في الولايات المتحدة حيث يغلب عليها مشاعر القومية، والاتجاه لخفض النفقات لا سيما بعد تصويت بريطانيا على مغادرة الاتحاد الأوروبي يونيو/حزيران الماضي.
ختاماً، حذرت المجلة أن أيًا أن هذه الخيارات سيؤدي إلى كارثة، ليس فقط لأنها ستقلب ميزان القوى في أوروبا، لكنها ستترك الولايات المتحدة وسط عدد أقل كثيراً من الحلفاء للوقف إلى جانبها في أي أزمة عالمية.
aXA6IDMuMTQ4LjExNy4yMzcg
جزيرة ام اند امز