"نيويوركر": مواقف ترامب السياسية على هوى بوتين
تواجد الرئيس الأمريكي المنتتخب ترامب في البيت الأبيض يمثل تحولا جذريا في مجريات الأحداث لموسكو
اتصال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، لتهنئته يأتي في إطار محاولات لقراءة أجندة الرئيس الأمريكي المنتخب خلال تواجده في البيت الأبيض الذي يمثل تحولا جذريا في مجريات الأحداث لموسكو.
وفي تقرير نشرته مجلة "نيويوركر" الأمريكية على موقعها الإلكتروني بعنوان "هل روسيا بوتين مستعدة لأمريكا ترامب"، اعتبرت أن فوز ترامب يعتبر تحولا جذريا في مجريات الأحداث بالنسبة لبوتين، فالأمر لا يتعلق فقط بتحدث ترامب بإعجاب عنه أو أنه بدا مشاركا لحساباته السياسية التي تعد القوة فيها أهم شئ، في حين لا يشكل القانون أو الإعلام أو أي أعراف سياسية قيدا على القائد ورغبته.
لكن حس ترامب السياسي، حسب المجلة، أيضا دفعه إلى اتخاذ مواقف معينة تتشابه مع قائمة رغبات الرئيس الروسي، فتحدث ترامب مثلا عن الاعتراف بضم روسيا للقرم، ودعا إلى التحقق من التزامات الولايات المتحدة تجاه الناتو، وتجاهل الانتقادات الموجهة لحكم بوتين.
ولفتت المجلة إلى أنه إذا كانت هيلاري كلينتون تمثل تجسيدا لنزعة التدخل الليبرالي الجديد، كما يراها الكرملين، فإن ترامب يمثل العكس: شعبوي غير مبال يميل إلى العزلة والبراجماتية قصيرة المدى.
وأشارت إلى أن بوتين يطلق عليه "ياركي"، وهي كلمة تعني الملون أو الساطع بطريقة تشبه أضواء النيون التي تخرج من سرادق أحد كازينوهات ترامب، مضيفة أن ترامب تلقى تغطية هائلة في وسائل الإعلام الروسية الموالية للحكومة، التي صورته "كثائر بطل" ضد النظام الأمريكي المزيف.
وأوضحت أن ترامب كرئيس هو حالة مختلفة، ففي الأسابيع الماضية قبل الانتخابات، تغيرت نبرة الإعلام الروسي الرسمي ولم تعد مصادر الأخبار تمدح فيه بقدر ما كانت تنتقد بالوضع المذري للانتخابات.
وأضافت أن موسكو الآن تحاول التوصل إلى ما سيقوم به ترامب بالفعل أثناء تواجده في المنصب، ونقلت عن سيرجي روجوف، مدير معهد دراسات الولايات المتحدة وكندا، قوله: "هل يعني ما يقوله. هل هو جاد في ما يتعلق بتحسين العلاقات؟ يأمل المسؤولون الروس أن يكون كذلك، لكن كيف سنعرف؟".
ووفقا للمجلة، من الصعب تصور أن يضغط ترامب بشدة على موسكو فيما يتعلق بأوكرانيا التي أمدت روسيا انفصالييها بأسلحة وأموال وغطاء دبلوماسي وجنود، على حد قول نيويوركر التي تنبأت بأن تكون أوكرانيا أكثر عزلة من قبل.
أما فيما يتعلق بباقي المنطقة، فتصريحات ترامب الشكوكية حول الناتو أثارت أعصاب القادة في دول البلطيق وشرق أوروبا. وفي سوريا، يعتبر نهج ترامب في أن خطر "داعش" أكبر من رعب بشار الأسد، يلائم سياسة بوتين هناك.
وأشارت المجلة إلى أن رغبة ترامب في عمل اتفاق حول كل شئ تقريبا، تعكس أنه يريد أن يرى العالم كما يراه بوتين تماما غير أن بوتين يجب أن يكون قلقا حول ما سيحصل عليه من الرئيس الأمريكي الجديد.
ونقلت المجلة عن فلاديمير ياكونين، الرئيس السابق لهيئة السكك الحديدية الروسية وأحد المقربين لبوتين، أن صعود ترامب يظهر أن المؤسسة السياسية في روسيا لم تعد تفهم ما يحدث داخل نظامها الخاص، واصفا هذا التطور بـ"الخطير جدا حيث ترى استقرار النظام السياسي العالمي يعتمد بشكل كبير على استقرار النظام السياسي الأمريكي".