باحث ياباني يوضح لـ"العين الإخبارية" تفاصيل اكتشاف حمض أميني طبيعي يقود لعلاج "كورونا" (حوار)
على الرغم من دخول جائحة "كوفيد 19" عامها الرابع، إلا أنه لا يوجد علاج فعال يستهدف آلية العدوى التي يستخدمها الفيروس.
فريق بحثي من معهد طوكيو للتكنولوجيا باليابان، زعم أنه نجح في حل تلك المشكلة، وأعلن عن ذلك في دراسة نشرت بالعدد الأخير من دورية "بلوس وان".
وتستهدف استراتيجية العلاج الواعدة، الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE2)، وهذا هو المستقبل الموجود في غشاء الخلية الذي يسمح بدخول الفيروس إلى الخلية، بسبب تقاربه الشديد مع البروتين الشوكي على سطح الفيروس "بروتين سبايك".
الفكرة التي يقدمها الفريق البحثي، هي أن تقليل مستويات الإنزيم على غشاء الخلايا، بواسطة حمض أميني طبيعي يسمى "أمينوليفولينيك 5"، يمكن أن يكون وسيلة لمنع الفيروس من دخول الخلية والتكاثر بها، وبالتالي تقليل قدرته على العدوى.
كيف توصل الفريق البحثي لهذا الاكتشاف المهم؟، وكيف يتحول هذا الاكتشاف إلى علاج لـ"كوفيد 19"؟.. هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها شون إيشيرو كوكورا، الأستاذ المساعد في معهد طوكيو للتكنولوجيا، والباحث الرئيسي بالدراسة في مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية".
وإلى نص الحوار:
كيف تم تحديد استخدام الحمض الأميني "أمينوليفولينيك 5"؟
تم تحديد هذا الحمض الأميني، كمركب يقلل من عدوى الفيروس عام 2021، ومع ذلك، فإن الآليات الأساسية التي أدت إلى هذه الظاهرة كانت مجهولة، وافترضنا أن نتائج دراسة 2021 يمكن تفسيرها بقدرة الحمض الأميني في التقليل من مستويات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE2).
هل كانت دراستكم الجديدة بهدف اختبار هذه الفرضية؟
بالضبط، وهذا ما ما فعلناه، حيث قمنا بإعداد مزارع الخلايا البشرية، وقارنا مستويات الإنزيم في الخلايا المعالجة بالحمض الأميني "أمينوليفولينيك 5"، مقابل الخلايا غير المعالجة.
ماذا وجدتم؟
كما هو متوقع، كمية الإنزيم المتوفرة في الخلايا المعالجة أقل بشكل ملحوظ، مما كانت عليه في الخلايا الأخرى.
ماذا يعني ذلك؟
عندما تمتص الخلايا المعالجة الحمض الأميني الطبيعي "أمينوليفولينيك 5"، تقوم الخلايا بتحويل الحمض الأميني إلى جزيء يسمى (بروتوبورفيرين 9) ومن ثم إلى (الهيم)، وهو الصباغ الذي يعطي اللون الأحمر لخضاب الدم، وهكذا، قمنا بفحص مستويات (بروتوبورفيرين 9) والهيم في الخلايا المعالجة بالحمض الأميني، ولاحظنا زيادات كبيرة في تركيز (بروتوبورفيرين 9) داخل الخلايا، ما يشير إلى أن الحمض الأميني قد تم امتصاصه في الخلية وتحويله إلى هذا المركب، ولاحظنا أيضا زيادة طفيفة في تركيز "الهيم"، والتي قد تكون بسبب نقص مصدر حديدي لتحويل (بروتوبورفيرين 9) إلى (هيم).
ماذا تعني هذه النتائج؟
تعني أنه يمكن تطوير الحمض الأميني (أمينوليفولينيك 5) إلى عامل محتمل مضاد للفيروسات، وهو ما قد يلعب دورا مهما في القضاء على المرض على نطاق عالمي في المستقبل القريب.
ما هي الخطوة القادمة بعد نجاح دراستكم المعملية؟
ما توصلنا له خطوة مهمة على طريق يلزمه خطوات أخرى، وصولا إلى إقرار تللك الآلية كعلاج، حيث نجري دراسات على حيوانات التجارب، وصولا إلى التجارب السريرية.
الزخم العالمي تجاه فيروس كورنا قل كثيرا.. هل تتوقع أن يعوق ذلك جهود توفير التمويل اللازم لتلك التجارب؟
بالعكس، فالعالم في حاجة شديدة لأي خيار علاجي جديد، لاسيما عندما يكون خيارا يستهدف آلية عدوى الفيروس، لأن الحديث عن استيطان الفيروس يجعل هناك ضرورة لوجود مزيد من الأدوات في صندوق المكافحة.
ما قيمة أن يستهدف هذا الخيار العلاجي آلية العدوى التي يستخدمها الفيروس؟
قيمة كبيرة، لأن أغلب الخيارات الأخرى تخفف من أعراض الفيروس، بينما هذا الخيار يتعامل مع سبب المشكلة.