التجوية الطبيعية للصخور.. حين تتنافس البراكين في إطلاق الكربون
بعد أن كانت عملية التجوية وسيلة لامتصاص ثاني أكسيد الكربون، اتضح أنها تُطلق نسبة كبيرة للغلاف الجوي.
في الماضي، كان ينظر العلماء إلى عملية التجوية الطبيعية للصخور على أنها وسيلة طبيعية، لتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، لكنها لحظة الشك التي تُغيّر المنظور العلمي، وهي نفسها التي دفعت مجموعة بحثية من جامعة أكسفورد للشك في أنّ عملية التجوية الطبيعية للصخور قد تتسبب في انبعاث كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، تُنافس الكمية التي تُطلقها البراكين.
ما عملية التجوية؟
هي عملية تُشير إلى تحلل الصخور والمعادن، وتحدث بصورة طبيعية تماما، وتُعد هذه العملية هي الخطوة الأولى لتكوين التربة، بعدما تتفتت الصخور بما فيها من مواد عضوية ومعادن تساعد في تكوين تربة خصبة لنمو النباتات، وهناك ثلاثة أنواع، منها الكيميائية والميكانيكية والبيولوجية.
صديقة للبيئة
كانت عملية التجوية تُعرف على أنها صديقة للبيئة، فقد كانت تتسبب في تفتيت الصخور، وهناك بعض الأنواع منها تتفاعل مع الماء والهواء الجوي، فتلتقط غاز ثاني أكسيد الكربون وتحبسه في صورة صلبة، ما يجعلها جزءًا من دورة الكربون الطبيعية، وبذلك فهي تلعب دورًا في تنظيم الغازات الدفيئة على الأرض.
منافس للبراكين
تحتوي الصخور على كمية كبيرة جدًا من الكربون، وقد تكوّنت نتيجة تراكم البقايا النباتية والحيوانية عليها عبر ملايين ومليارات السنين، لذلك فهي تضم مخزونا كبيرا من الكربون العضوي. هذا الكربون الخام الذي إذا تفاعل مع غاز الأكسجين ينطلق غاز ثاني أكسيد الكربون.
قام الباحثون بقياس كمية ثاني أكسيد الكربون المنطلقة من الصخور إلى الغلاف الجوي، باستخدام عنصر الرينيوم، الذي ينطلق في المياه عندما يتفاعل كربون الصخور العضوي مع الأكسجين، وحصلوا على عينة من مياه النهر، ومن خلال تحديد كمية عنصر الرينيوم في المياه، يستطيعون تقدير كمية الكربون المنطلقة من الصخور، ووجدوا أنّ كمية غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن تلك العملية، تقترب من المنطلقة من البراكين. حددت النتائج أنّ هناك الكثير من المناطق محل الدراسة كانت فيها التجوية مصدرًا لثاني أكسيد الكربون. ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية «نيتشر» (Nature) في 4 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.
تقترب ميزانية الكربون لدينا من النفاد، وحتى اليوم هناك العديد من المصادر التي لا يُدركها البشر وتنبعث منها الغازات الدفيئة، وبينما انبعاث ثاني أكسيد الكربون من التجوية الصخرية صغير مقارنة بالانبعاثات البشرية الحالية، فمن الضروري النظر فيها بجدية.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuNCA= جزيرة ام اند امز